الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإختيار2

حادث الواحات.. خيرة ضباط الداخلية استشهدوا على أيدى مجموعة من الخونة

الإختيار2
الإختيار2

سلطت الحلقة الرابعة والعشرون من مسلسل الأختيار2، الضوء على حادث طريق الواحات الذى وقع في  يوم 20 أكتوبر 2017، في منطقة الكيلو 135 بطريق (أكتوبر ـ الواحات)، وأسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، ومصرع 15 من العناصر الإرهابية.

 

بداية تأسيس مجموعة الإرهابي عماد عبد الحميد

 

وفى هذ الصدد يقول الباحث في شئون الجماعات الإرهابية "أحمد سلطان" إن بداية حادث الواحات وتكوين مجموعة التي كان يترأسها الإرهابي "عماد عبد الحميد" كانت تفادياً لآثار القصف الجوي الشديد على معاقل القاعدة في درنة ، مما أستعدى أن يأسس الإرهابي عماد عبدالحميد معسكرًا داخل مزرعة استأجرها في منطقة وادي الناقة غرب درنة، ليكون مأوى لـ مجموعته الإرهابية التي لم يكن لها اسمًا محددًا في ذلك التوقيت، لكن الدور المرسوم لها كان واضحا ومتفق عليه بين قادة التنظيم، وهو تدريب الهاربين من مصر وتسليحهم وإعادتهم إلى وطنهم لتنفيذ هجمات جديدة.

 

معسكر وادى الناقة في درنة 

 

وأضاف "سلطان" من خلال مقال له تم نشرة على موقع "ذات مصر" أن معسكر وادي الناقة كان عبارة عن مزرعة دواجن تقع في منطقة صحراوية معزولة في المدخل الغربي لدرنة، واشتمل على عدد من العنابر بها مولد كهرباء ومصادر للمياه، وهو ما جعلها ملائمة للإيواء والتدريبات العسكرية.

 

الاستعداد للهجرة لـ مصر

 

وتابع: "تشير التحقيقات في قضية الواحات، إلى أن "عبد الرحيم الليبي" ورفيقه "فرج منصوري" عملا على توفير الدعم اللوجستي لـ مجموعة عماد عبد الحميد ووفرا لهم معدات ورشة لصيانة السيارات ووسائل معيشة من ملابس وأغطية وخيام، وعدد من براميل الوقود خزنوها داخل المعسكر استعدادًا لما أسموه بـ"الهجرة إلى مصر".

 

توفير السلاح اللازم للمجموعة الإرهابية

 

وأكمل: هنا جاء دور عماد عبد الحميد لتوفير السلاح الذى ستستخدمه المجموعة في هجماتها داخل مصر، فحصل من تجار السلاح الليبيين على أسلحة آلية روسية الصنع من طراز "كلاشينكوف" وأخرى بلجيكية الصنع من طراز "FN. " كما أمد هشام عشماوي وعمر رفاعي سرور المجموعة الجديدة بأسلحة متطورة وسيارتي دفع رباعي من طراز "لاند كروزر" وقاذف وصواريخ مضادة للطائرات من طراز "سام 7" إضافة لقناصة روسية تسمى بـ "دراجونوفا" ورشاش ثقيل مضاد للطائرات عيار 14.5، وآخر متوسط يسمى بـ"المتعدد". 

 

التدريبات داخل معسكر والدى الناقة

 

وأوضح: أن الإعداد داخل معسكر وادي الناقة شمل تدريبات على استعمال الكلاشينكوف، والـ R.B.G، وعلى تصنيع العبوات وزرعها وتفجيرها، إضافة لتكتيكات حرب العصابات، والتدريب على الهرب من ملاحقة الأجهزة الأمنية، بحسب التحقيقات في قضية الواحات.

 

التعبئة العقائدية للإرهابيين

 

وتابع: بعد توفير السلاح والمعدات اللازمة، لم يتبق سوى تعبئة المسلحين عقائدياً وتهيئتهم لما هم مقبلون عليه، وحسب اعترافات عدد من المتهمين في قضية الواحات بدأ عماد عبد الحميد تلقينهم أفكاراً إرهابية عن وجوب استهداف قوات الجيش والشرطة باعتبارهما "طائفة ممتنعة بشوكة عن تحكيم الشريعة".

 

التحرك إلى مصر

 

واكمل: بعد 8 شهور من الإعداد المكثف للإرهابيين داخل المعسكر، أمر عماد عبد الحميد أعضاء المجموعة بأن يكونوا جاهزين للتحرك إلى مصر في أى لحظة، ويوضح عبد الرحيم المسماري في أقواله أن أفراد المجموعة انتظروا أمرا بالتحرك من درنة لمدة شهر.

 

توجه المجموعة المسلحة إلى صحراء محافظة أسيوط

 

وأضاف: في أواخر أغسطس 2016، انطلقت رحلة مجموعة الواحات إلى مصر، ثم اختار لها عماد عبد الحميد لاحقا اسم "كتائب ردع الطغاة"، واستقرت المجموعة داخل الظهير الصحراوي لـ محافظة أسيوط لـ فترة قصيرة واجهت خلالها ظروفا عصيبة بسبب وعورة المنطقة وعدم توافر الطعام والشراب.

 

سرقة أموال الجماعة

 

وتابع: في هذا الوقت عرض اثنان من أفراد المجموعة على عماد عبد الحميد أمير قائد المجوعة، توفير احتياجاتها إلا أن أحدهما تعرض لحادث سرقة بينما هرب الآخر بأموال الجماعة ولم يعد لها، وفقًا للتحقيقات، ما يشير إلى أن بعض أفراد المجموعة الجديدة كان ينتظر العودة إلى مصر للفرار منها، أو استشعاره خطر مشاركته في عمليات إرهابية داخل مصر فانتظر فرصة للهرب.

 

الإمدادات تصل إلى مجموعة عماد عبد الحميد

 

واكمل: بعد الضيقة التى تعرض لها عماد عبد الحميد في الصحراء لم يكن أمامه سوى أن يذهب ويبتاع بعض الموأن من احدى المحافظات القريبة إلى أن جاءه محمد صلاح بعره وكنيتة "بوكه" وأبلغه بأن إبراهيم بعرة -ابن عمه الذي اعتنق الفكر الإرهابي بعد اعتقاله في 2015- سيوفر احتياجات المجموعة، وهو ما توضحه اعترافات 4 متهمين في قضية الوحات، وإصدار سابق نشرته صفحة إعلام المقاومة (المحسوبة على الحركات الإخوانية المسلحة).

 

الإعداد لـ معسكر الواحات

 

واستطرد: اتفق عبدالحميد وبعرة على الانتقال إلى نقطة قريبة يمكن للأخير الوصول إليها وإمداد المجموعة باحتياجاتها، فانطلق الجميع تجاه منطقة الواحات البحرية قرب محافظة الجيزة واستقروا في منطقة وادي الحيتان، وهناك أنشأ عماد عبد الحميد "معسكر الواحات الجديد" على بعد 80 كيلو متر من طريق الفيوم، وداخل منطقة جبلية تميزها سلاسل رملية وصخرية مرتفعة.

 

تقسيم مسئوليات المعسكر

 

وتابع: جرى تقسيم المجموعة إلى عدة فرق، وتوزيع المسئوليات عليها، منها، فمنها من تولى مراقبة المعسكر وأخرى حفرت بئر مياه، وبقيت قيادة الجماعة في يد عماد عبد الحميد، بما تشمله من توفير الأموال والاحتياجات ومسؤولية إعداد الأفراد وضم عناصر جديدة. وطالت إقامة المجموعة بالمعسكر لمدة 10 شهور.

 

زيادة عدد المجموعة

 

وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإرهابية: أنه في منتصف 2017، انضم 6 أفراد من المنتمين السابقين لتنظيم "جند الخلافة" في مصر أو "داعش مصر" إلى "كتائب ردع الطغاة" التابعة لتنظيم القاعدة وقائدها عماد العبد الحميد، ثم انضم بعدهم 4 آخرين، حتى وصل عدد عناصر المجموعة إلى 20.

 

محاولة للإنشقاق داخل المجموعة

 

وتابع: لم تخل الإقامة في معسكر "الواحات" من المتاعب، حيث حاول الأفراد الجدد المنتميين لـ داعش استقطاب المجموعة بأكملها لبيعة تنظيمهم، إلا أن عماد عبد الحميد رفض المقترح وحاول إقناعهم بأن تنظيم “داعش” من الخوارج ولا يجوز شرعا القتال معه وهي الأطروحة التي يتبناها تنظيم القاعدة، واستعان في ذلك ببحث أمده به رفيقه "عمر رفاعي سرور".

 

دور عمر رفاعى سرور في التنظيم

 

وأوضح: لم يقتصر دور "عمر رفاعي سرور" على التنظير لـ فكر القاعدة في مواجهة فكر داعش، إذ عمل على ربط مجموعة عماد عبد الحميد بخلية "أنصار الشريعة" التي أسسها "رامز عبد الفتاح" داخل مصر واعتنقت فكر القاعدة، ورتب رفاعي سرور لقاء تم في ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة بين عبدالحميد وعبدالفتاح أحد المستفيدين من العفو الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي عن العائدين من سوريا وثالثهما "أسامة بحر" أحد العاملين في كتائب العمليات النوعية الإخوانية التي تشكلت عام 2014 للاتفاق على ضم المجموعة والخلية، وظل التعاون بينهما قائما حتى أكتوبر 2017، عندما أرسل عماد عبد الحميد إحداثيات موقع معسكر الواحات إلى أسامة بحر عبر تطبيق "تيليجرام"، وطلب منه أن يلتقيه فيه.

 

رصد تحركات عماد عبد الحميد

 

وتابع: لم تكن تلك التحركات بعيدة عن بصر قوات الأمن المصرية، ويبدو أنها كانت تراقب تحركات أكثر من طرف، وتمكنت من إسقاط مجموعة عماد عبدالحميد قبل الاجتماع.

 

توصل أجهزة الأمن لـ معسكر الواحات

 

وأكمل: وضعت قوات الأمن المصرية يدها على تفاصيل معسكر الواحات بعد اعترافات دقيقة أدلى بها إبراهيم بعرة المسؤول عن توفير احتياجات مجموعة عماد عبدالحميد في أكتوبر 2017، ثم توصلت قوات الأمن لمعلومات أخرى خطيرة عن المعسكر والمجموعة، وأعدت خطة للقضاء عليها.

 

ذهاب قوات الأمن إلى الواحات والأشتباك مع المجموعة

 

وأضاف: بعد أيام قليلة، انطلقت مأمورية من قوات العمليات الخاصة وضباط الأمن الوطني لمداهمة معسكر الإرهابيين بالواحات في 20 أكتوبر 2017، وحدثت اشتباكات بين الطرفين، قُتل وأصيب خلالها عدد من الضباط والمجندين، وذلك بحسب شهادات وثقتها وسائل إعلام وأقوال المجندين والضباط الناجين من الكمين أمام نيابة أمن الدولة العليا.

 

هروب الإرهابيين وقصفهم بـ الطيران

 

وتابع: قُتل أحد الإرهابيين وهربت بقية مجموعة عماد عبد الحميد تاركةً المعسكر الذي أقامت به 10 أشهر، وظلت مُطاردة 11 يومًا، حتى عثرت عليهم القوات المسلحة المصرية بعد عملية تمشيط واسعة لصحراء الواحات، وتم قصف باقى المجموعة وسيارات التى كانوا يستقلونها من قبل الطيران، مما أسفر عن مقتل جميع أعضاء المجموعة الإرهابية، عدا "عبد الرحيم المسماري" الذي نجا من القصف.

 

القبض على أخر شخص في مجموعة الواحات

 

وأكمل: بقي المسماري وحيدًا في الصحراء، لكن سرعان ما جرى ضبطه بمنطقة المناجم في الصحراء الغربية، وسقط بعده بأيام قليلة "رامز عبد الفتاح"، بعد أن رصدت قوات الأمن تواصله مع قائد مجموعة الواحات الإرهابية.

 

القضاء على خلية الواحات وخلية أنصار الشريعة

 

وأختتم: كانت محصلة هذه العمليات الناجحة لقوات الجيش والشرطة المصرية تصفية مجموعة عماد عبدالحميد وخلية "أنصار الشريعة" وسقوط ما تبقى منها، ليُكتب الفصل الأخير في قصة "إرهابيي الواحات".