الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هادي التونسي يكتب: لماذا نقلق ؟!

صدى البلد


ان كنت تريد حياة ثرية فعالة فلتعش في الحاضر، لان الماضي دروس يجدر استيعابها حتي لا يكررها الدهر، و حتي نتجنب اختلاس الطاقة في صراعات مكبوتة تتفجر من حين لآخر في مواقف آنية. فإذا ما وعينا الدروس و تقبلنا  مواقفنا و الإخرين بفهم واقعي متسامح وفرنا توترات الماضي و صنعنا معه سلاما  بعد ان تعلمنا منه بالألم البناء، لكن ذلك لايكفي اذا لم نجنب اهدار الطاقة في قلق نحو المستقبل.
القلق خوف من مجهول حين نتعلق بهدف  و نريد ضمان تحقيقه، فلا نستطيع تجنب التفكير الزائد و حل احتمالات قد تطرأ في طريق الإنجاز ، حتي و ان كانت تلك الاحتمالات لن تحدث كليا او جزئيا، فلماذا لا نثق بقدرتنا علي مواجهة الاحتمال وقت حدوثه؟ و لماذا لا نحافظ علي طاقتنا بتجنب حل احتمالات قد لا تحدث و قد يحدث غيرها مما لم نتحسب له ؟ لماذا لا نفكر في خطة عامة مرنة و نبذل لتحقيقها أقصي الجهد بارتياح طالما ان ذلك أفضل المتاح و نتوكل علي الله؟ الا نؤمن بالقدر و ان كل شئ بميعاد؟ هل نعرف ما يخبئه الغيب ان أنجزنا و  اثبتت السنون اننا  خاسرون بحدوث ما لم نكن نتصوره؟ و هل نضمن ان الله لم يكن يجهز لنا ما هو أفضل ان سلمنا وجهنا لجلاله؟ الا ندرك ان القلق يختلس الطاقة و الجهد و الوقت و يحرمنا راحة البال و صحة الجسد؟ الا نعلم ان الحياة منحة موقوتة  مصيرها بيد الله وقتما و كيفما شاء؟ و ان علينا ان نتقبل انها مغامرة نرحب بها و نرتقي نفسيا و روحيا من اختباراتها الضرورية و الملائمة لنقوي و ننضج و نصفو و نسعد ، فتكون المشاكل فرصا لصالحنا بالنمو بالالم البناء؟ الامر إذن يتعلق بالتخلص من التعلق بالمواقف الايجابية التي نتخذها و نختار عواطفنا خارج الذات بمقتضاها، فإن حدث ذلك قضينا علي القلق تجاه المستقبل  بعد ان حققنا السلام مع الماضي، فتتوفر الطاقة للحاضر نوجهها خارج الذات نحو حس أُرفِّه و وعي أعمق و اشمل لنتخذ قرارات اكثر صوابا و سرعة و حسما و ننجز بفاعلية و دقة و ارتياح بعد ان قضينا علي توترات الداخل.