الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عرفه علام يكتب: مفهوم الرضا ومعركة الطموح

صدى البلد

الرضا درجه أعظم من الصبر .فهو توازن نفسي يحقق لنا الهدوء والسكينه .وهو تقبل ما يقضي به الله والإقتناع بما نمتلك بين أيدينا بل حب ما نملك من قليل وهو القناعة  بما قدره لنا الله وعدم السخط عليه فلا يسأل الله عن ما يفعل ..ولاشئ  يجعل الحياة أسهل إلا قبولها كما قدرها لنا الله  ..ولا يعني الرضا بما يقضي الله ويقدره لنا عدم محاولة  تغيير ما كان في مقدورنا أن نغيره من  مكاره .يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله إذا أصاب الإنسان ما يكره عليه أن يعرض الأمر علي نفسه فإذا كان السبب فيه فعليه أن يعالج ذلك وإذا كان السبب ليس بيده فليعلم أنه ربما كانت هناك حكمة من الله ..ولا يعني الرضا  عدم الرغبه في تحقيق أهداف أو عدم الطموح أو تبلد المشاعر وعدم الإحساس بالألم في ما يقضيه الله من إبتلاء ولكنه عدم السخط وجعل هذا لا يغير من قبولنا لما كتبه الله و قدره والقناعة به  ليصبح هذا  الرضا  هدية من حقيبه السعاده التي ننشدها ونسعي إليها فالحياة هبه من الله لا حق ..الرضا أن لا ننظر إلي حياة الآخرين ومقارنة هذا بما بين أيدينا من حياة فنحن مسؤولون عن ما نملك وغير مسؤولون عن ما يمتلكه الآخرون .الرضا تقبل الحياة وتقبل الواقع وتقبل الآخرين ولكن ..رضا يصاحبه سعي وطموح ورغبة في أعظم الأشياء والعمل علي تحقيق ذلك ..الرضا لا يعني عدم الطموح  وحب الحياة فهناك معركة دائما بداخلنا بين الرضا وهذا الطموح فهو محطة  في طريق السعاده ولا يتعارض أبدا مع الرضا بل إن الرضا يجب أن يصاحبه سعي ومحاوله لتحقيق أعظم الأهداف ... فإن بالسخط وهو ضد الرضا  يتوقف كل شئ وتأتي الإنتكاسات متتاليه لهذا الشعور السلبي ونصاب بالإكتئاب أما عند الرضا ومعرفة قيمة الأشياء التي بين أيدينا ومحاوله التطوير  يمكننا التخطي والمتابعة وتحقيق الأهداف لما فيه من شعور إيجابي وبصيرة وإيمان 
الرضا خلق حميد والإجتهاد أيضا يحقق الذات ويتبعه الرضا عن النفس فتكون السعاده وحلو الحياة .ليس هناك تعارض بين الرضا وبين السعي والإجتهاد لتحقيق الأفضل من تحصيل رزق أو تغيير الواقع إلي الأفضل ..فإن في عدم الرغبة في الأعظم والأفضل يأس ولا يسمي رضا بل يسمي إستسلام وسلبيه ورسوب في إختبارات الحياة ...إذا كنت مثلا في مؤسسة أو وظيفة تعتمد  إدارتها في تقدير العلاوات بنظام الkpis أو مؤشرات الأداء الرئيسية أو قياس أداء العمل وكانت علاوتك أقل من توقعاتك لا تنظر أولا إلي علاوات الآخرين  عليك أن تحاول معرفة  نقاط الضعف التي أدت إلي هذا التقييم ومحاولة التطوير. هذا سعي وإجتهاد أما إهمال ذلك بداعي الرضا ليس هذا هو المفهوم الصحيح للرضا وإنما يعد يأس وإستسلام  للواقع وحماقه .يقول الإمام الغزالي إذا كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده والرضا به حمق ...النجاح في الحياة والبناء يتطلب إلي عمل وتطلع وإجتهاد ..عواقب عدم الرضا مدمرة ونتائجه تفسد الحياة الخاصةوالعامه  وتؤثر علي المجتمع بشكل سلبي مخيف .الفساد والرشوة والقتل وأغلب الجرائم المحيطه هي في أغلب الأحيان نتيجة لعدم رضا وقليل  الإيمان بما نملك ومعرفة قيمته ..كل ما تراه في هذا المقال قد تشعر بتلك المعركه بين الرضا والطموح ولكنهما في وئام إذا ما حاولنا الحصول عليهمامعا ببعض من تلك القناعات  التي بين هذه  السطور مثل السعي ومحاولة تطوير ما بين أيدينا للوصول إلي أهدافنا .فندب الحظ والإعتماد عليه ليس إلا توقف عن التقدم وإستسلام الي الفشل ..الرضا يجعل المصاعب سهله ويجعلك تري الأشياء التي قد لا تعجبك افضل عندما تعرف أنها حلم أحدهم وقد وهبها لك الله الرضا يجعل هذه الآلام بمقدورك أن تتحملها وتتخطاها . الرضا يملأ النفس بالسعاده إذا صاحبه السعي والإجتهاد والعمل.. الرضا عناق في القلب بين الإيمان والعمل للوصول إلي السعاده ..لكل من نرى من حولنا حكايته التي تعذبه وتؤلمه ولكنها إبتسامات الرضا وما أجملها تلك الإبتسامات  عندما يكون صاحبها ساعيا إلي تغيير هذه الحكايات التي تؤرقه .علينا أن نشعر بقيمة الأشياء الجميلة التي نملكها في حياتنا وعلينا أيضا أن نسعي لتحقيق ما نريد من طموحات وأحلام بالعمل والمحاولة...الرضا يصنع السلام الداخلي والتوازن النفسي.. والحلم والشغف والتطلع  يصنع بداخلنا حب الحياة والسعاده بالرضا فيها ..علموا أبناءكم الرضا ومصاحبة حياتهم وحبها كما هي وعلموهم أن تحقيق الأفضل من الطموح يحتاج إلي عمل وسعي وأن الحياه متوازنه بين الناس وليس هناك أحد يمتلك كل شئ ...الحياة بطبيعتها مشقه هذا ما كتبه الله حين قال لقد خلقنا الإنسان في كبد وما يجعلها جميله ومقبوله هو الإقتناع بها وبأنفسنا وبما نملك قليلا كان أو كثيرا لأنه من لم يقتنع بالقليل لا يرضي بأي كثير.