الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

2020 والسر في التفاصيل !

 

 

"في لحظة تعاطفت سما مع صافي وحبت الرجولة والشهامة في شخصيته، وكانت على وشك أن تحبه، لكن كان صعب تسلم قلبها " هكذا قالت لي نادين نجيم وأنا أتحدث معها عقب أحد المشاهد المهمة في مسلسل ٢٠٢٠، لفت نظري تحدثها عن تفاصيل شخصية الضابط "سما" بشكل غاية الدقة وكأنها عملت بحث عن تلك الشخصيات وكيف يعملون تحت ضغط ويفكرون وتكون ردود أفعالهم، بدون شك قدمت واحد من أفضل أدوارها في الدراما.
ربما صدق الجمهور في وقت ما ان سما "حياة" وقعت في غرام "صافي " لكن في الحقيقة هي تمثل جهة القانون تجاه عصابة تتاجر في المخدرات وتسببت في قتل شقيقها أيضا، لكن المؤكد أن صافي أحب "حياة" وحتى بعدما اكتشف حقيقتها أنقذ حياتها من الموت! وهي لاتزال تحاول اللعب بمشاعره حتى تهرب، ممكن القول إن قصة الحب بين حياة وصافي جذبت الجمهور مع التشويق والتصاعد الجيد في الأحداث حتى وصلنا للمواجهة.
عندما يهتم مخرج العمل بالتفاصيل، يكون حينها قطع شوطا كبيرا من النجاح، التفاصيل هي التي تقنع المشاهد بمصداقية العمل، والتركيز عليها من بداية فريق التمثيل إلى ديكور العمل لا يجب الاستهانة بها
، منذ بداية المسلسل لفت نظري الحي الذي اختاره المخرج فيليب أسمر لتصوير معظم أحداث مسلسل ٢٠٢٠ فيه، حي شعبي قديم ينتمي لعالم العشوائيات وتشاهد مثله في أي دولة عربية، مكتظ بالسكان الفقراء، داخل هذا الحي عالم آخر خفي "تحت الأرض" تكتشف من خلاله العالم السري لتجارة المخدرات، عالم جديد قدمه المخرج بدقة وتفاصيل ممتازة أقنعت الجميع، فكرة القبو والذي يحتجز بداخله الفتيات لكي يعملن في تعبئة وإخفاء المخدرات من تهريبها ولا يخرجن منه وكأنه سجن، كانت جذابة مع محل خضروات البطل صافي الذي يتحرك بسيارة متهالكة ويبدو مثال لأبن البلد الشهم وكبير الحي الذي يساعد الجميع ومتدين بطبعه! هو نموذج حقيقي لتجار المخدرات يتخفون وراء ستار الدين وأعمال الخير، جسد الشخصية بجدارة قصي خولي وأضاف لها لزمات في الحوار حتى لو كانت مكررة إلا أنه قدم واحدا من أفضل أعماله في الدراما العربية، رغم علم الجمهور بحقيقة الشخصية الإجرامية لصافي إلا أنه خلق تعاطف معه في حالة الحب مع سما، وتمنى الكثيرين نهاية سعيدة! رغم استحالتها ولكن حالة الصدق بسبب أداء قصي ونادين جعلت الجمهور يعيش معهم قصة الحب "الكاذبة".
رغم أن العمل دراما بوليسية وبدايته كانت مزيج بين الأكشن والإثارة إلا ان الخط الرومانسي أخذ الاهتمام الأكبر من الجمهور بسبب أداء نادين نجيم وقصي خولي.
هي قصة حب حدث مثلها في الحقيقة بين تاجر مخدرات وشخصية من خارج عالمه وتناولتها السينما كثيرا آخرها عن قصة إمبراطور المخدرات العالمي "اسكوبار" وفيلم loving pablo، خافيير باردم وبينلوبي كروز.
الحديث عن هذا العالم "تيمه" جماهيرية ناجحة سواء في السينما أو الدراما والجمهور لديه فضول للتعرف على هذا العالم الخفي، ونجحت كثيرا في الدراما والسينما المصرية مثل تلك القصص.
لا أعرف لماذا تذكرت المخرج المبدع عاطف الطيب "رحمه الله" عندما كنت أشاهد بعض المشاهد بين حياة وصافي وصوت أم كلثوم أو صباح يأتي من بعيد، ربما واقعية وصدق المشهد هي السبب وهي أهم مميزات أفلام الراحل. 
فريق الممثلين كانوا موفقين جدا، كارمن لبس في شخصيه "رسمية" ممثلة قديرة، قدمت شخصية المرأة القوية التي يخشاها الجميع وتدير مع صافي هذه التجارة.
وحسين مقدم "بلبل" وماريتا الحلاني "سعاد" بداية جيدة لها في عالم التمثيل.
وحتى رامي عياش الذي كان ضيف الحلقات الأولى كان مميزا في شخصية الضابط "جبران"،ومعه رندة كعدي و
حتى من قدم دورا صغيرا مثل طوني عيسى قدم شخصية لافتة، المسلسل من تأليف بلال شحادات ونادين جبر، الجميع ينتظر النهاية "المؤثرة" كيف ستكون بين صافي وحياة. 
رسائل : 
_أين أختفت الكوميديا في دراما رمضان ؟
_انوشكا لها حضور خاص في أي عمل تقدمه 
_ منح وجوه شابه فرص كبيرة من مكاسب هذا الموسم
_ضل راجل من المسلسلات التي حققت نجاحا لدى الأسرة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط