الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمهورية والأهرام تبرزان موقف مصر من سد النهضة ونهج إثيوبيا في إدارة أزماتها

صدى البلد

 أبرزت صحيفتا "الجمهورية" و"الأهرام" -في افتتاحيتيهما صباح اليوم الاثنين- وضوح الموقف المصري من قضية سد النهضة من البداية، ونهج الإدارة الإثيوبية الخطر في إدارة أزماتها في الداخل والخارج.


ففي افتتاحيتها تحت عنوان "موقف واضح وعادل"، ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن الموقف المصري من قضية سد النهضة واضح من البداية؛ مصر ليست ضد التنمية الإثيوبية، ولكنها لن تقبل المساس بأمنها المائي، وأن قضية المياه هي قضية وجودية، ولن تفرط في قطرة مياه واحدة، وأن مساعيها المستمرة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق قانوني وعادل وملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة؛ اتفاق قانوني يحافظ على حقوق مصر المائية ويجنب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.


وأوضحت الصحيفة أنه في هذا الإطار جاء تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تقبل المساس بأمنها المائي ولا بد من التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وحول الموقف المصري الواضح والثابت دارت محادثات الرئيس السيسي مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والوفد المرافق له بقصر الاتحادية، حيث أكد السيسي تقدير مصر لجهود الرئيس الكونغولي والثقة في قدرته على التعامل مع ملف سد النهضة، وحرص مصر على دعم تلك الجهود في إطار المسار التفاوضي برعاية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ومشاركة الشركاء الدوليين بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة.


ونوّهت الصحيفة بأنه في هذا الصدد جاءت تأكيدات الرئيس الكونغولي وحرصه خلال المرحلة الراهنة على تكثيف التنسيق بشأن هذه القضية الحساسة لمساعدة كل الأطراف لتحقيق تقدم في المفاوضات الثلاثية، وإشادته في هذا الصدد بالجهد الكبير الذي تبذله مصر سعيا للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث.

 

وفي افتتاحيتها تحت عنوان "الإدارة الإثيوبية.. بين الداخل والخارج"، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن إدارة إثيوبيا لأوضاعها الداخلية، في عهد رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد، تكشف عن جزء كبير من مشكلات إدارتها لملف سد النهضة، مع كل من مصر والسودان، وليس أدل على نمط الإدارة الإثيوبية الراهنة للأزمات أكثر من الاتهام الذي وجهه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الأب ماتياس لحكومة بلاده، أول من أمس، حين أكد أن هناك مجازر في جميع أنحاء تيجراي، وأن حكومة بلاده يعملون ليلا ونهارا لتدمير الإقليم، وأنهم يريدون مسح شعب تيجراي من على وجه الأرض.


وألمحت الصحيفة إلى أن ما أشار إليه الأب ماتياس هو حديث المنظمات الدولية منذ فترة، والتي أدان أغلبها الأعمال الوحشية التي ارتكبت في إقليم تيجراى، وكشفت عن أن النزاع المسلح الذي بدأ في نوفمبر 2020 تسبب في مقتل آلاف المدنيين ونزوح عشرات الآلاف من المواطنين، أما الأمم المتحدة فقد أشارت إلى تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في تيجراي، وزيادة مقلقة في أعمال العنف والانتهاكات ضد المدنيين في أجزاء أخرى من إثيوبيا، وبخاصة في ولايات أمهرة وبني شنقول وأوروميا الإقليمية، كما لم يكن الأمر خافيا على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أدان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الفظائع التي تم ارتكابها بالإقليم، معربا عن خيبة أمل متزايدة إزاء تعامل إثيوبيا مع ما وصفه بـأزمة إنسانية آخذة في التفاقم.


وأوضحت الصحيفة أنه هكذا تتبدى أهم ملامح الخطر في السلوك الإثيوبي حاليا، في نهج إدارة إثيوبيا لأزماتها في الداخل والخارج، والتي تتمثل في السلوك الانفرادي واللا مبالاة بمواقف الآخرين، والإقدام على سلوكيات قد تشعل أزمات حادة بشكل مفاجئ، فليس أساس المشكلة في إقليم تيجراي، وهو ذاته الإقليم الذي تعايش مع حكومات إثيوبية سابقة، وليست المشكلة في مصر أو السودان، وهما البلدان اللذان تعايشا مع الإثيوبيين لآلاف السنين، وإنما المشكلة تكمن في هذا القادم على رأس الحكم في إثيوبيا، ويسعى إلى كسر القواعد المستقرة في العلاقات.


وأكدت الصحيفة أن اشتعال الأزمات، في توقيت واحد الآن، داخل إثيوبيا ومعها، هو أمر لا يتعلق بالمصادفات، وإنما بالإرادات والنيات، وبنمط العقليات التي تدير شئون الدولة الإثيوبية حاليا، ولذلك فإن عدم حل مشكلة سد النهضة وفق اتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد والمساس بأمن مصر المائي من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما أكده الرئيس السيسي في لقائه مع رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي.