الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسبانيا تحتفل والهند تبكي.. أعاجيب كورونا


في الوقت الذي رصدت فيه العديد من وسائل الإعلام العالمية، قيام مئات من الشباب في أسبانيا بالخروج والرقص في الشوارع مرددين "حرية حرية" بعد انتهاء حظر التجول في معظم أنحاء أسبانيا، وعلى غرار الاحتفالات العارمة في رأس السنة في ميدان بويرتا ديل سول وشاطىء برشلونة وغيرها.
فإن الهند في ذات اللحظة، تبكي من نكبتها مع فيروس كورونا و"المتحور المزدوج" بعدما تخطت الإصابات الأخيرة حاجز ال366 ألف إصابة في 24 ساعة ونحو 3754 حالة وفاة حتى وصل إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند إلى  نحو 22.6 مليون حالة، بينما وصلت الوفيات إلى 246 ألف حالة وفاة.
الأسبان الذين خرجوا للشارع وهم يرقصون ويتناولون المشروبات، كانو يعبرون في رد فعل طبيعي عن إحساسهم وللمرة الأولى منذ عام ونصف، بابتعاد سيف كورونا عن رقابهم خصوصا وأن أسبانيا كانت واحدة من أكثر الدول الأوروبية التي ترنحت أمام الوباء، وسجلت ما يزيد عن 78 ألف حالة وفاة  وإصابات وصلت إلى نحو 3.6 مليون إصابة، لكن عمليات التطعيم التي تجري بوتيرة متسارعة استطاعت أن تخفض الإصابات بشكل مذهل وتدفع غالبية أقاليم أسبانيا لرفع الحظر.
على الجهة الأخرى، تتزايد الدعوات بفرض حظر عام في الهند بعد تزايد الإصابات بشكل رهيب،  وهو ما يذكرنا بالأعداد الضخمة التي كانت تسجلها الولايات المتحدة الأمريكية قبل مجىء بايدن، وقبل ما ينجح في تطعيم نحو 200 مليون أمريكي وفق خطاب المائة يوم، فتنخفض نسبة الوفيات بين كبار السن بنحو 80% في المائة وينحسر كورونا بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما في الهند، فنكبتها ليس فقط في عدد الإصابات الضخم بالفيروس، ولكن للسلالة الهندية التي سميت بـ"المتحور المزدوج" "B.1.617" وهو يجمع بين طفرتين مختلفتين.
علاوة على أن التلقيح في الهند، يسير بوتيرة بطيئة، وحتى الآن، لم يتلقَ سوى 10 %من سكان البلاد الجرعة الأولى من اللقاح، كما أن نسبة من أخذ اللقاح بشكل كامل أقل من 2 % رغم أن الهند مقر أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم، وهى معهد أمصال الهند..
فماذا يعني ذلك؟ الاستنتاجات الرئيسية مما سبق:-
إنه ليس هناك كتالوج عالمي في التعامل مع جائحة كورونا، وأخر خبرة عالمية في مثل هذه الأوبئة كانت قبل أكثر من 100 عام وقت الانفلونزا الأسبانية.
إن أخذ "جرعة اللقاح" هو المؤكد الوحيد وسط الجائحة حتى اللحظة، والى حد ما ثبت أنها لا تمنع الإصابة مرة ثانية لكنها تخفف حدة الإصابة وتقلل من حالات الوفاة ومن التداعيات الصحية الخطيرة.
الاستنتاج الثالث، أن فيروس كورونا، لم يوجد لينتهي وكل التوقعات العالمية، تؤكد أن الفيروس باق وهو ليس تشاؤم أو تفاؤل، ولكنها حقيقة عالمية ومؤخرا خرجت من الولايات المتحدة الأمريكية دراسات تقول إن الوباء سيبقى لسنوات وهى تأكيدات سبق قولها على لسان علماء في ألمانيا وفي غيرها وقالها عالم جزائري قبل ساعات.
الاستنتاج الرابع، أن فيروس كورونا وسلالاته المتحورة هى أكبر مهدد للنمو العالمي والحضارة العالمية، والعالم مشغول الآن ليس فيما يأتي بعد كورونا، أو عالم ما بعد كورونا ولكن التعايش مع كورونا، هذا الخطر المذهل والوباء الجارف، الذي يجتاح العالم ووصل عدد المصابين به إلى نحو 158 مليون مصاب، أما الوفيات فنحو 3.2 مليون حالة وفاة ولا يزال يضرب بقوة مختلف القطاعات والمرافق الصحية..
كورونا عدو البشرية

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط