الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طريق الجحيم.. قصة بوابة مميتة للعالم السفلي قتلت كل من اقترب منها

مدخل الكهف التاريخي
مدخل الكهف التاريخي

في الحضارة الرومانية القديمة، آمنوا بوجود كهف، كان يعتقد أنه بوابة للعالم السفلي، وأطلقوا عليه اسم "بوابة الجحيم"، حيث كان يتسبب في قتل جميع الحيوانات التي دخلت بالقرب منه، بينما لم يؤذِ الكهف والممر فيه الهنة البشر الذين مروا من خلاله.


وبعد مرور آلاف السنين، يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا السبب، ووفقا لمجلة "ساينس أليرت" العلمية يرجع ذلك إلى وجود سحابة مركزة من ثاني أكسيد الكربون قتلت كل من اقترب منها واستنشقها.

ويرجع تاريخ الكهف إلى 2200 عام، وأعاد علماء الآثار من جامعة سالينتو اكتشافه ودراسته في عام 2011.

 

والكهف يقع في مدينة تسمى "هيرابوليس" في فريجيا القديمة، وهي تركيا الآن، واستخدمه الكهنة قديما لتقديم القرابين، وكانت حيوانات الثور، وذلك عبر بابه الذي أطلقوا عليها اسم "البلوتونيوم" أو بوابة بلوتو، وذلك لإله العالم السفلي.
 

 

بينما كان الكهنة يقودون الثيران إلى الساحة، كان الناس يجلسون على مقاعد مرتفعة في الساحة ومشاهدة الأبخرة المنبعثة من البوابة التي تجعل الحيوانات تموت، وكتب المؤرخ اليوناني سترابو (64 قبل الميلاد): "هذا الفضاء مليء بالبخار الكثيف والضبابي لدرجة أن المرء لا يستطيع أن يرى الأرض، أي حيوان يمر بالداخل يواجه الموت الفوري".

 

وكانت هذه الظاهرة هي التي نبهت فريق الآثار إلى موقع الكهف، حيث ماتت الحيوانات واختنقت الطيور التي كانت تحلق بالقرب من مدخل الكهف وسقطت ميتة؛ مما يدل على أنه بعد آلاف السنين، لا يزال الكهف مميتًا كما كان في السابق.

 

وبعد العديد من الدراسات في مجالات جيولوجية متنوعة، توصل عالم البراكين "هاردي بفانز" من جامعة دويسبورج في ألمانيا إلى أن ذلك يرجع إلى وجود غاز متسرب في الكهف يمتد في أعماق الكهف وينبعث منه كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون البركاني.

 

وأجرى الفريق بقيادة بفانز العديد من الدراسات لقياس مستوى ثاني أكسيد الكربون في الساحة المتصلة بالكهف، ووجدوا أن الغاز، أثقل من الهواء، وكانت الشمس تبدده في النهار، ولكن خلال الفجر يتراكم بقوة، ويصل التركيز إلى أكثر من 50% في قاع الكهف، مما يعني أن تركيز هذا الغاز كان يقتل الحشرات والحيوانات إلى مستوى مرتفع محدد، بينما لا يصل هذا المستوى إلى الجهاز التنفسي للبشر.

الموقع الروماني 2
الموقع الروماني 2
النقوش الأثرية
النقوش الأثرية
رومان
رومان