الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة هاشم تكتب: نعم استفدنا يا رمضان

صدى البلد

ساعات قليلة ونودع  شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة، شهر القرآن والتقوى، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وينبغي أن نعلم أن هذه الأمور ليست خاصة بشهر رمضان؛ فكل الأيام وكل الأوقات  نستطيع أن نحصل فيها على رحمة الله ومغفرته، فكله الأوقات يجب أن تتحقق فيها تقوى الله عز وجل، وأن نتخلق فيها بأخلاق القرآن الكريم، ولكن هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور وتزداد الحسنات وتكثر الطاعات- وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء- قال تعالى: " وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ ...." ( القصص: 67).
والآن بعد أن ذقنا طعم الإيمان وحلاوة الطاعة ولذة المناجاة علينا أن نحافظ على هذه الإنجازات، وأن ندعو الله 
- سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا جميع الطاعات، فقد كان سلفنا الصالح يدعون الله ستة أشهر بعد رمضان أن يتقبل منهم رمضان،  وإن من علامات قبول العمل أن ترى العبد في حاضره أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالًا جديداً على الطاعة.
ولنحذر أن نكون كالتي قال الله فيها محذرًا إيَّانا أن نسلك طريقها : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا…". (النحل ٩٢)
حيث قيل إنها إمرأة خرقاء من مكة كانت تبرم غزلها أول النهار؛ حتى إذا قوي واستوى تقوم بنقضه في آخر النهار.
فهذا حال من كان مواظبًا على الطاعات و الأعمال الصالحة محافظًا عليها في شهر رمضان  ثم  يتكاسل ويتغافل عنها بعد رمضان.
فيُجدرُ بالمسلم أنْ لا يرجع على عقِبِه، وألا يترك ما كان قد تعوَّد عليه في شهر رمضان، فإنَّ رمضان شهرُ الخيرِ والبركة كان مدرسةً تربويَّةً تحصَّل منها المُسلم على خيرٍ عظيمٍ، حيث تربَّى فيه على قيام اللَّيل؛ ووَجَدَ لذَّته، وتربَّى على الصِّيام؛ ووَجَدَ لذَّته، وتربَّى على قراءة القُرآن وتدبُّرِه؛ ووَجَدَ لذَةَ ذلك؛ فلا ينبغي له أنْ يترك هذا الخير؛ بل عليه أنْ يستمِرَّ في الطَّاعةِ.
فإنْ كان الصِّيام مشروعًا في رمضان؛ فكذلك هو مشروعٌ في سائر أيَّام السَّنة، وإنْ كان القيام مشروعًا في رمضان؛ فإنَّه كذلك مشروعٌ في سائر اللَّيالي، وإنْ كانت قراءة القُرآن  وتدبره جاء الحثُّ عليها في رمضان؛ فإن هذا الشأن مطلوبٌ مِن المُسلمِ  في سائرِ الأيَّام، واللهُ سُبحانه وتعالى قال: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر: ٩٩).
هكذا يجب أن يكون العبد مستمراً على طاعة الله مستقيماً على دينه، لا يروغ روغان الثعالب؛ فيعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر؛ بل يجب عليه أن يعلم يقيناً بأن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام.
وقد جاء في الحديث ـ أيضًا أن النَّبيَّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال: "أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ".  متفق عليه
فها نحن نجدد العهد مع الله -سبحانه وتعالى- على ألا نعود إلى المعاصي والذنوب وأن نترك كل ما يغضبه سبحانه، وألا نقصر في عبادتنا له تبارك وتعالى، حتى نكون ممن استفاد  وأفاد حقًا من رمضان.
فاللهم أعنا على ذكرك  وشكرك وحسن عبادتك.