الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نعمة محمد الشنشوري تكتب: العيد فرحة

صدى البلد

 

الإسلام دين الفطرة التي فطر الناس عليها، فهو لا يصادر المشاعر، ولا يحجب العواطف، وإنما يهديها ويوجهها توجيهًا إيمانيًا؛ لتعود بالخير على صاحبها،وتبني فيه القيم الإيمانية؛ لتكون هذه المشاعر وسيلة قرب لله تعالى، وتربي فينا عاطفة الامتثال لأوامر الله تعالى، ونفهم هذا المنطق من مواقف الصحابة رضوان الله عليهم: فمثلًا هذا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، يدخل عليه رجل أثناء خلافته، في يوم عيد الفطر، فوجده يأكل خبزًا فيه خشونة، فقال: (يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن؟!) فقال الإمام على: اليوم عيدٌ لمن؟!
فقال الرجل: لمن يا أمير المؤمنين؟، فقال الإمام علي: (اليوم عيد لمن قُبلَ بالأمس صيامه وقيامه، عيد لمن غُفِرَ ذنبه، وشكر سعيه، اليوم عيد لنا، وغدًا لنا عيد وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد).

ففرحة المسلمين ومشاعرهم الخاصة بالعيد مربوطة بطاعة خاصة ألا وهي الصيام؛ ليتعلم المؤمن أن الفرح والسعادة تكون بإتمام الأعمال الصالحة كما يحب ربنا ويرضى، حيث قال تعالى: (قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ  ) (يونس ٥٨).
فالعيد ليس لمن لبس الجديد ،ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد؛ فيوم المؤمن إذا كان في طاعة، وفي إخلاص لله تعالى كان اليوم يوم عيد.

فرحة المؤمن بعيد الفطر ليس لأنه قد انتهى من الصيام، وانقطع عن الجوع والعطش، وإنما لأن الله تعالى وفقه إلى طاعة الصيام؛ ولذلك فالمؤمن يتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.
حيث أن كل طاعة يعقبها منحة من المولى عز وجل وعلى هذا ينبغي على المؤمن أن يحافظ على طاعته، ولا يضيعها بمعصية، بل يستمر على هذه الطاعة وينميها، فهناك مظاهر متنوعة ومتعددة للفرح بالعيد منها الإحسان والتصدق على الفقراء والمساكين، والتزاور وصلة الأرحام.
فهل من عاش حياة إيمانية في رمضان ينفلت زمامه ويلهو مع اللاهين ،ويكون مع الغافلين؟