الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آلان سليفي يكتب: سياسة الإدارات الأمريكية في الملف السوري

صدى البلد

ما حدث من تغييرات في الملف السوري عبر السنين، منذ انطلاق ما تسمى بـ "الثورة السورية" والتي تحولت فيما بعد لأزمة، وللوقت الحالي كان بسبب انخراط عدة دول خارجية في الوضع السوري على الصعيدين "الخارجي وبشكل كبير الداخلي"، والتي كانت متعلقة بسياسة الدول المنخرطة منها "أمريكا، روسيا، ايران وتركيا وغيرها" من حلفاء هذه الدول. 

سنبدأ من مرحلة إدارة أوباما والتي شهد الملف السوري من خلاله أحد أسواء مراحله من الناحية "السياسية والعسكرية والإنسانية"، والتي كانت مليئة بالكوارث الإنسانية و عمليات التهجير،حيث تبين وجه الشبه بين إدارة أوباما في الملف السوري بسياسة بيل كلينتون من حزب الديمقراطي قبل ٢٠ عاماً تجاه البوسنة والهرسك، ونذكر أحد وجوه الشبه: مبررات أوباما في الملف السوري بأن حل هذه الأزمة لا يمكن أن تكون من خلال قوة خارجية، وليست من مصلحة أمريكا التدخل عسكرياً، حيث كان الغموض يسود السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري، عكس السياسة الروسية والإيرانية التي كانتا واضحتين، حيث استخدموا السياسة العسكرية مما أدى إلى تقوية النظام السوري على الساحة السورية، وفشل سياسة المجتمع الدولي وفي مقدمتها سياسة إدارة أوباما جاءت بنتيجة ظروف "تنظيم داعش" كونها كانت تحاول معالجة النتائج وليس الأسباب التي ساهمت في تشكيل هذه المنظمة الإرهابية.

بينما فشل الإدارة الأمريكية كانت نتيجة إعادة أصحاب العمائم في ايران من تفعيل قوتها السياسية والعسكرية في المنطقة وفي سوريا بالأخص. 

كما وتبين ضعف إدارة أوباما في الملف السوري خلال رضوخها للطلب الروسي بتأجيل التصويت على "قانون القيصر" عام ٢٠١٦.

أما الملف السوري في عهد ترامب كانت ورقة تخدم مصالحها الشخصية ولكنها كانت ذو تفكير عسكري. 

حيث شهد الملف السوري بعض التغييرات بتوجيه بعض الهجمات العسكرية ع المليشيات الإيرانية في حين كان قد صرح ترامب في وقتٍ سابقٍ بأن إزالة بشار الأسد ليست من أولويات الإدارة الأمريكية، ولكن ما حدث هو أن سياسة ترامب كانت تتعاكس مع تصريحاته وأفعاله مما كانت هذه أحد أسباب ضعف الإدارة في الملف السوري. 

ولا يخفى على أحد بأن هناك تقارب بين روسيا وترامب حيث كان لها تأثيراً كبيراً مما جعلت من روسيا أن تتوسع في سوريا بشكل كبير في جميع المجالات. 

أما تركيا في عهد ترامب لعبت دوراً كبيراً في الملف السوري من خلال الضغط عليه  مستخدمةً أوراق متخصصة بالدول المتحالفة مع إدارة ترامب، كي تتمكن من التدخل في الشأن الكردي، وتوسيع سيطرتها على الشريط الحدودي مع سوريا. 

حيث توسعت تركيا في الشمال السوري ونفذت عدة هجمات عسكرية لتتمكن من احتلال "عفرين ورأس العين وتل أبيض وإحداث تغيير ديموغرافي فيها، والضغط  على الكرد الذين يُعتبرون الحليف الأول للإدارة الامريكية في سورية وهذا ما وضح عدم الجدية في الملف السوري. 

بعد نجاح إدارة جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، نفذت أمريكا هجوماً شرساً على مواقع ميليشيات إيرانية داخل سوريا. 

حيث اُعتبرت كأول خطوات سياستها تجاه الملف السوري، بينما يعتبر الكثيرون أن سياسة بايدن امتداد لسياسة أوباما، في  حين يعتبر البعض أنها غير قابلة للتنبوء  وهذا مما زادت المخاوف الروسية من الوضع الأمريكي في سوريا، فيما اضطرت روسيا بالعودة للتقرب من إيران من جديد حيث أن بايدون كان من أحد الأشخاص في إدارة اوباما ويعلم الأخطاء التي ارتكبها أوباما سابقاً. 

خلاصةً يتضح لنا بأن إدارة بايدن سوف تقوم ببعض الاستراتيجيات السياسية على الصعيد الدولي وخاصةً في الملف السوري كما وتشير هذه الاستراتيجية إلى إعادة الدور الأمريكي في سوريا لكن بشكل آخر يختلف عن مراحل الإدارات القديمة.