الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العيد فرحة!

يأتي عيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان بما فيه من صيام وقيام للصلاة وقراءة للقرآن، وفي القرآن لا توجد أي إشارة لفرض عيد بعد انتهاء صوم شهر رمضان، وجاء لفظ عيد في القرآن مرة واحدة: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) المائدة 114. 
والعيد في الآية يعني فرحاً، وهو نفس معنى مفهوم العيد المعروف لنا والذي يعني مناسبة دورية لإظهار الفرح.
وكل من أتم العبادات ونوى أن يتابع الاستقامة في سلوكه طوال العام، الذي فعل هذا يحق له أن يفرح، ولكن بماذا يفرح الإنسان؟، هناك من يفرح بالطعام، وهناك من يفرح بالملابس، أو يفرح بالمال، وهناك من يفرح بعمل الخير، أو يفرح برضوان الله، فللفرح أنواع.
في العيد نفرح، هناك فرح بسيط عبارة عن طعام وملابس جديدة وزيارات، هذا فرح لكل الناس، أما المؤمن فيفرح بطاعة الله، يفرح برضا الله، يفرح بتقوى الله التي توصله إلى الجنة.
أما اللذة فهى إحساس مادي يأتي من طعام طيب، من بيت مريح، من سيارة فخمة، لكن اللذة مكلفة، كما أنها تنتهي سريعاً، فالأشياء المادية لحكمة من الله لم يسمح لها أن تمدنا بشعور يستمر بل يتناقص، فإن كانت في معصية وعلى حساب الآخرين تكون نتيجتها احباط وكآبة، وإن كانت حلالاً فكل شيء يصبح طبيعياً.
اللذة تحتاج إلى وقت وصحة ومال، ولحكمة دائماً ينقص الإنسان أحد هذه الاحتياجات، في بداية العمر الصحة والوقت موجودان لكن لا يوجد مال، في منتصف العمر الصحة والمال موجودان لكن لا يوجد وقت، في أخر العمر الوقت والمال موجودان لكن لا توجد صحة، وعن النبي عليه الصلاة والسلام: "من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر"، كما قيل: "خذ من الدنيا ما شئت وخذ بقدرها هماً" .
قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28، فالبعيد عن الله يشقى لأنه يبحث عن اللذة ولذلك قلبه مملوء بالضيق والهم، والقريب من الله يسعد لأنه يبحث عن الاطمئنان ولذلك قلبه مملوء بالسعادة والهدوء.
ولذلك فالسعادة بيد الإنسان، الفقير والغني، الكبير والصغير، الكل يستطيع أن يكون سعيداً بمجرد أن يكون مع الله: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) مريم 96.
هذا الذي عرف الله وتقرب إليه، وارتقى في سلوكه فأحس بأنه أصبح إنساناً جديداً بعد أن كان ميتاً فأحياه الله، وكان ضالاً فهداه الله، وكان شقياً فأسعده الله. 
العيد مظهر اجتماعي ومناسبة تقرب بين الناس، والعيد ليس فقط تقاليد وعادات وقلوبنا غافلة، العيد الحقيقي مناسبة للطاعات وليس مناسبة للمعاصي، العيد الحقيقي مناسبة نطيع الله فيها ونذكره ونشكره ونكبره، العيد الحقيقي في بداية جديدة لمن قرر العودة إلى الله.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط