الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: القاهرة كابول

صدى البلد


أثار هذا العمل الكثير من الجدل فالجماهير رأت أن شخصية رمزى والذى جسدها الفنان طارق لطفى هى 
شخصية الإرهابى "أ-ل" السعودى الجنسية
وهناك بالفعل خطوط درامية تدل على ذلك 
ولكن الشخصية مصبوغة بمزيج من شخصيات إرهابية  مصرية متعدده ومعروفه والباقى مستوحى من خيال المؤلف
ولمن يتابع الأحداث سيجد أن الصبغة الرئيسية للإرهابى  رمزى هى  "أ-ل" فالأحداث والدلالات تقول هذا خصوصا بعد وجود شخصية الإعلامى طارق كساب فالمؤلف رسم كوكتيل نعم ولكن بسهوله تستطيع أن تميز الشخصية بحوار رمزى مع طارق كساب الذى خصصه باللقاء التليفزيونى 
وخاص قناته وكلنا نعلم هذه القناة وغيرها من المواقف جائت فى الدراما لتؤكد ذلك ولكن شيئا فشيئا يتضح العكس
وصبغت الشخصية الدرامية أيضا بقليل من  شخصية فى الواقع المصرى لتكون مختلفه وتكون لها علاقة بمصر ومن أهمهم "أ-ظ" الذى كان يعمل طبيبا مصريا وشارك فى اغتيالات داخل مصر قبل سفره للسعودية ثم إلى أفغانستان. 
ومن يتابع ملف الإسلام السياسى سيقرأ هذا بمنتهى الوضوح وهناك مغالطات ولكن المؤلف له عذره إن كان يعتمد على خياله الخصب فقط دون الرجوع إلى هذا الملف وإن كنت أتمنى أن يكون له مرجعية تساعده على خلق مشاهد أقوى

يربطنا العمل أيضا بشخصية واضحة الأبعاد التى يؤديها الفنان فتحى عبدالوهاب الذى أبدع فيها وسخر صوته وجسده بأكمله فكان مثل 
الإعلامى "ي-ف" هو بنظارته وبحواره الإعلامى وبتفاصيل دقيقه مثل لقائه بالإرهابى "أ-ل"الذى كان يتزعم حركة "ط" وكانت تدعمه المخابرات الأمريكية فى بداياته فهو صنيعه أمريكية ثم تأتى بعض المشاهد لتنفى ذلك .
فجعلنى هذا العمل أدخل على العم جوجل لأبحث عن شخصية "أ-ل"وشخصية "ي-ف" وارى المقابله التى شبهت فى العمل بإجتماع طارق لطفى مع فتحى عبدالوهاب وهناك تشابه اخر هو عزاء والد فتحى عبدالوهاب وفى الحقيقه كان عزاء والدة هذا الإعلامى .

أبرز ما يميز العمل هو حقيقة المفاهيم المغلوطة التى يصححها الفنان نبيل الحلفاوى من أقوال ومضامين ومفاهيم مغلوطة فى الموروثات الشعبية والثقافية والدينية والفكر المغتصب لعقول كثير من شبابنا وأيضا توضيح العلاقه التى كانت بين رمزى وبين أعداء الدين كما يسميهم .

أصحاب هارمونى العمل : 
نجوم فى سماء الدراما المصرية

▪️الفنان طارق لطفى وهو إسم كفيل أن يجعل المشاهد ينتظر أى عمل له وهو متأكد من جودة العمل لأن إسمه شهادة "أيزو" لأى عمل لأنه يختار بعناية ويحترم جمهوره يهتم بمشاهده ويذاكر الشخصية ويتقمصها .
ولمن لا يعرف لطفى هو إنسان متواضع جدا وملتزم فى عمله يحترم زملائه لا يثير المشاكل
فتراه فى هذا العمل تارة  "أ-ل" فى صوته الخافت وحركاته وعصاته وعمامته ورأيت فيه القليل من "أ-ال" عندما لبس العباءة والعمة السوداء 
تجد عينه مليئة بكلمات السيناريو قبل الأداء الحركى فهو معبر جدا ويستخدم لغة الجسد  صدق الأداء يجذبك دوره هو الشيخ رمزى ذلك الشيخ المنافق الثعلب الماكر الكاذب الذى يطمح فوق أبراج الدعوة ليتولى الخلافة ويقيم الحد على من يخالفه الرأى ويرضى شهواته بالزواج من أرامل المجاهدين يبيع أتباعه ونسائه عندما يعقد الإتفاقات مع أعدائه الكفره كما يسميهم لا عهد لهم ولا دين كما يقول "فالغاية تبرر الوسيلة" فى نظره .
أنتظر مشاهده على نار طارق لطفى يلبس الشخصية ولا يترك أى "سنتيمتر" فضفاض فى الدور حتى يخرج المقاس مضبوط لذلك أنتظر مشاهده فالعمل عندى هو رمزى وما يدور فى دائرته .
هناك عدة مشاهد على سبيل المثال وداع عبدالله ابن رمزى كم كان قاسيا على الأب أن يقول لإبنه "أنا بحبك يا عبدالله" تعالى فى حضنى أنا محتاج الحضن ده محتاجه ويفتح يده ليستدير الولد تاركا والده ويمشى إلى باكستان مشهد عبقرى كلماته  رائعة موجعه فى الصميم أيضا مشهد الحوار الأخير بين رمزى وخاله حوار أكثر من رائع وإنتهى بنهاية عبقرية بجملة "ملحوقه يا إبن أختى" ثم ألم على الوجه يتبعها نظرة رمزى من الهدوء لنظرة القوى المغلولة يده مشهد عبقرية فى التصوير والحوار والإضائة والأداء .

توقعت الكثير من المسلسل وللأسف تشتت فى بعض الحلقات وسألت أخرين فوجدت عندهم نفس التشتت وبرأيى هناك ضعف فى بعض أركان السيناريو تمنيت أن يكون أفضل فى كل مشهد وألا تسقط بعض المشاهد لأنه عمل مهم وهناك مشاهد قوية جدا وأخرى ضعيفه جدا .


▪️الفنان سامح السيد والذى يجسد شخصية الشيخ نمير  وأعتبره دور العودة الحقيقى له فهو فنان قدير أعطى الدور المصداقية بأدائه المميز وأعتقد أنها بدايته الجديده 
فى هذا العمل تراه ظل الخليفة وناصحه الأمين وهذا لا يمنع حبه للنساء كعادة هؤلاء فالنساء سلعه تهدى وتؤخذ وتقتل فلا ثمن لحياتهن  فالشيخ يرغب فى الزواج وهو معه ثلاث زوجات فهذا شئ عادى فالشرع يسمح ولا يكتفى فيأخذ زوجة الخليفة بعدما طلقها تراه طامع فى الخلافة وطامع فى النساء 
هذا الدور جعلنا نرى ونتأكد أنهم لا يشبهون الشريعة الإسلامية تماما بل هم يحرفون الكلام عن مواضعه ويحللون على أهوائهم ويقتلون ويسفكون الدماء دون أى شعور بالندم .

▪️الفنان خالد الصاوى برغم إجتهاده فى الأداء لم يقنعنى أنه ضابط ولكن هناك مشهد له كان فى منتهى القوة لأن الحوار والتصوير وأداء طارق كانوا سببا فى صعود المشهد بهذا القوه مشهد مواجهته لرمزى عندما جاء إلى مصر 
وبرغم أننى كتبت عن عبقريته فى أداء عابد تيمور فى مسلسل "إللى مالوش كبير" إلا أن هذا الدور كنت أفضل فيه فنان ذو مواصفات خاصه جسدية وحركية وصوتية .

▪️الفنان نبيل الحلفاوى قام بدور عم حسن وهو خال الإرهابى رمزى ورغم أنهما من أسرة واحده إلا أن الفكر مغاير فهذا رجل مثقف ذو خبرة فى الحياة ومهتم بالثقافة وبالشؤون الثقافية ويساهم فى تثقيف وبناء ووعى الشباب الصغير فى القهوة وهناك أكثر من تصحيح قام به للشباب والعضو الأخر فى الأسرة مهندس ترك بلاده وهاجر إلى جبال بلاد اخرى وإستوطنها تربى فكريا على يد جار منحرف العقيدة متذمت فكان نتاجه مشروع إرهابى تلوثت يده بقتل صديقه ثم زوجته أمام ولده .
الحلفاوى متقمص الشخصية بحرفيه كعادته وممسك بأدوات دوره ومع ذلك لم تعجبنى مشاهده العاطفية مع الفنانه شيرين  التركيبه كانت " أوفر" .

▪️الفنانة شيرين كان أدائها مبالغ فيه  وكيف لهذه الشخصية أن تحب رجل من هذه الحاره وتترك منزلها الراقى وتذهب لتسكن فوق السطوح "الروف" كنت أتمنى أن يتغير اللقاء وتختفى مشاهد شيرين وهى لا تعرف إسم الأكلات الشعبية ولا تعرف الحاره وإزعاجها ربما لو كانت ممثله أخرى كانت توليفة الدور إختلفت وأصبح هناك إنسجام وتوافق شكلى وروحى ولكن جاء مشهد عودة منال ليختلف أداء شيرين فى التركيبة الصوتيه وتعبيرات وجهها وكان المشهد مختلف عن باقى مشاهدها .

▪️الفنانة حنان مطاوع أو حنان المصرية كما أسميها فهى وجه مصرى أصيل وإختيار أكثر من ممتاز فهى شبه الدور ملامحها منحه من الله تساعدها مع الموهبه المشتعلة على تقمص الشخصية فلن تراها حنان بل ستقرأها منال الفتاة المصرية التى تعشق اللغة العربية أحببت مشاهدها فى المدرسة مع الأطفال وإتقانها دور مدرسة اللغة العربية هناك أبعاد للشخصية كانت حنان تمسك بهذه الأبعاد فظهر الدور بمنتهى التلقائية فهى من مدرسة التمثيل الطبيعى والتلقائى 
أعلى مشاهدها مع رمزى وإعترافها بحبه كم صدق غير عادى .

▪️الفنان فتحى عبدالوهاب الذى قام بدور طارق كساب تقمص غير طبيعى مبهر لبس شخصية "ي-ف"وساعدته النظارة وطريقة الأداء الإعلامى فأتقن دور "الإعلامى ي.ف" بإحتراف له مشاهد عالية جدا خصوصا مشهد "طز" ومشهده مع طليقته فى بيتها وهى متزوجه .

هناك أدوار صغيره ولكنها مؤثرة ومهمه فى سياق الأحداث 
كشخصية إبن رمزى عبدالله الذى قام ببطولته الشاب معتز هشام الذى يكره والده بعد مقتل خاله ووالدته أدائه أكثر من رائع .
هناك بعض الأدوار المميزه والأداء الممتاز قام بها الفنانون مثل 
رشدى الشامى ، خالد كمال ، حسنى شتا ، نور محمود ، كارولين خليل ، سميرة الأسير 
ولا ننسى الموسيقى عبقرية التتر كمانجات وفلوت وبيانو وغيرهم من الآلات المصاحبة أكثر من رائعه وتصميم التتر رائع ومميز

المسلسل من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسام على .