الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاء حسام الدين حسن تكتب: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

صدى البلد


﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم/47]، آية استوقفتني بعد الذي رأيناه فجر يوم الاثنين 10/5/2021 من مواجهات عنيفة في حي الشيخ جراح في القدس، عقب مهاجمة المستوطنين الحي، ومحاولة اقتحامه وتهجير الأهالي من ديارهم وأرضهم، تعز علينا فلسطين وتعز علينا أحزانها، وأن نرى بلد عربية يحدث بها كل هذا، شعرت بعد قراءة هذه الآية أنها أمر مباشر لنا من الله –عز وجل- في كتابه العزيز، فحقًا علينا وواجب أن ننصر المسلمين في كل زمان ومكان، بأي شكل وبأي وسيلة من وسائل الدعم والنصر.
هذا المكان المقدس وهذا الشعب العربي الأصيل الذي تحدث عنه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائلا: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" [رواه احمد]. 
كل يوم نرى الطفل والشاب والشيخ يموتوا ولا يستسلموا، وتسقط الأم على أبناءها القتلى ولا تستسلم، فأي عقيدة هذه؟ وأي رباط هذا؟ وأين قادة العالم من نصرهم؟ ولِمَا كل هذا التخاذل والخزي والهوان؟
وقتها تذكرت كلمة الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف حين قال: "لا يزال العالم في صمت مُخز تجاه الإرهاب الصهيوني الغاشم وانتهاكاته المخزية في حق المسجد الأقصى وإخواننا ومقدساتنا في فلسطين العروبة."
ماذا يريدون منا؟  أيريدون أن نتفاوض معهم؟ كيف هذا؟ وعلام نتفاوض على أن يعيدوا الأرض وهذا لن يقبلوه طوعًا، أم على أن نتنازل لهم عن أرضنا العربية وهذا ما لا نقبله.
والله ما أقول إلا كما قال إمامنا الطيب: "ستبقى فلسطين أبيَة على الطغاة مهما طال الزمن، وسيظل شعبها مرابطا على أرضه وعِرضِه ومقدساته، مدافعًا عن الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين".
ها هو البطل الفلسطيني المرابط/ إبراهيم، البطل الذي قفز فوق رؤوس جنود الاحتلال، فاستفزهم مما جعلهم يقودوه للتحقيق، وأصدروا قرار بإبعاده عن القدس مدة شهر كامل، وفرض عليه غرامه مالية قدرها 5 آلاف شيكل. 
وها نرى أطفال فلسطين اثبتوا أنه ليس للشجاعة سن ولا يضرهم من خذلهم.
ولكن هيهات. ستبوء كل محاولاتهم في تهويد القدس بالفشل، ولن تنتهي القصة عند هذا الحد، سيولد جيل بعد جيل يقاتلون حتى أخر أنفاسهم، والغلبة لأصحاب الحق والأرض. 
فاللهم إنا نعوذ بك من عجز يمتلكنا، يجعلنا نرى إخواننا ولا نستطيع لهم صرفًا، ولا نصرًا، ولا دفعًا، ولا وصولًا. 
اللهم أيدهم بما أيدت به المرسلين، وانصرهم بما نصرت به النبيين، وأفرح قلوبنا بنصرهم على أعداءهم ورد إلينا المسجد الأقصى ردًا جميلًا.