الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عزت يكتب: مصر والعودة لأحضان أفريقيا

صدى البلد


في السنوات الأخيرة أثيرت الأسئلة حول إذا ما كانت مصر قد استعادت عمقها الاستراتيجي في أفريقيا أم لا وخصوصا بعد ثورة 30 يونيو لعام 2013 , وهل أعادت مصر علاقاتها مع الدول الأفريقية أم لا.
نستطيع الجزم بأن مصر خطت خطوات كبيرة وعميقة من أجل استعادة العلاقات مع أغلب الدول والشعوب الأفريقية، والمؤكد أن الفضل الأعظم في ذلك يرجع لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قرأ المشهد بشكل متميز وتحرك بناءا على تلك الرؤية بين مختلف الدولة الأفريقية، مما أدي إلى تحول مصر من دولة مجمد عضويتها بالاتحاد الأفريقي عام 2013 إلى رئيسة لأفريقيا كلها في عام 2019 واستضافتها لعشر مؤتمرات أفريقية على الأرض المصرية. تلك التحركات لم تكن عشوائية بل قائمة على أساس برنامج الاتحاد الإفريقي 2063 وبرنامج الأمم المتحدة 2030.
علي الصعيد السياسي عملت مصر على استضافة الفرقاء الليبيين من أجل لملمة شملهم وإنهاء الصراعات الداخلية بينهم، فاستضافت الغردقة أكثر من مرة اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المعروفة باسم 5+5 , كما استضافت مصر مؤتمر لقبائل ليبيا وضعت إمكانياتها تحت تصرف البرلمان الليبي وحكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت لاحقا.
أم علي الصعيد الاقتصادي، عملت مصر على تعزيز شراكتها مع دول القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو الاقليمي، وسعت لفتح أسواق جديدة لتنمية الصادرات المصرية، حيث زادت الصادرات المصرية للقارة الأفريقية من 4.3مليار دولار عام 2013 إلى 5 مليار دولار عام 2018 وذلك بهدف زيادتها إلى 7مليار دولار، وتصدرت كل من كينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا قائمة الدول الأفريقية من حيث التبادل التجاري مع مصر، وتستحوذ الصادرات المصرية لدول أفريقيا على نسبة تتراوح من 5%- 8% سنويًا من إجمالي صادرات مصر.
ونفس الإطار، أعلنت مصر استراتيجية تنمية الصادرات المصرية لأفريقيا في عام 2018 وإرساء برنامج لدعم الصادرات المصرية إلى الدول الأفريقية، عن طريق مساهمة صندوق تنمية الصادرات المصري في تكلفة النقل والشحن للدول الأفريقية. فضلًا عن ذلك، استضافت مصر المعرض الأفريقي الأول للتجارة البينية ديسمبر 2018.، واستضافة مصر لورشة عمل “صنع في أفريقيا” 2019. فيما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في عام 2018 مبلغا وقدره 10.2 مليار دولار بينما بلغت الاستثمارات الأفريقية في مصر 2.8 مليار دولار.
أما على السبيل الرياضي فقد نظمت مصر كأس الأمم الأفريقية للكبار وللشباب عام 2019 , الأمر الذي عكس ثقة المجتمع الرياضي الأفريقي في قدرة مصر على استضافة الأحداث الرياضية الهامة.
أما على سبيل التعليم، ففضلا عن توفير العديد من فرص الدراسة للأفارقة، قامت مصر بتنظيم عدة دفعات لإعداد وتدريب القادة الأفارقة تحت رعاية وتنظيم الأكاديمية الوطنية للتدريب.
كل ذلك يشير إلى زخم العلاقات بين مصر وأفريقيا خلال رئاسة الرئيس السيسي وإيمان حقيقي بأهمية أفريقيا بالنسبة لمصر.