أحمد النجدي يكتب: الاختيار يبدأ من مصر

تابع المصريون وبشغف واهتمام كبيرين مسلسلات رمضان ذلك العام، وبالأخص مسلسلات الاختيار 2 وهجمة مرتدة والقاهرة كابول. كما تابع بعض المسلسلات الأخرى للتندر أو التنمر على احداث المسلسلات من خلال إطلاق التعليقات والكوميكس، أو استخراج الأخطاء من تلك المسلسلات، وأحيانا الاعتراض على بعض الأعمال لعدم وملاءمتها مع التاريخ والوقائع.
يعرض مسلسل الاختيار 2 تفاصيل عمليات وزارة الداخلية ضد العناصر الإرهابية التي حاولت إفساد محاولات الشعب المصري التقدم ببلده، بينما يحكي هجمة مرتدة تفاصيل المؤامرات التي كانت تحاك ضد مصر، بينما يحكي القاهرة كابول قصة الأعمال الإرهابية التي تحدث في المنطقة العربية وكيف يتم غسل عقول من يقوم بها.
ومع عرض حلقات من تلك المسلسلات يستمر تجمهر الشعب المصري حول شاشات التلفاز لمتابعة الأحداث، فجزء كبير من الشباب الآن لم يكونوا قد أدركوا أحداث الفترة المؤلمة التي بدأت من أواخر 2010 وحتى الآن، وخصوصا أحداث ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
مع استمرار عرض تلك الحلقات يوضع صناع تلك الأعمال للشعب بشكل أكبر ما حدث أثناء في تلك الفترة مستعينين بلقطات صورت فعلا للأحدث. ومع استمرار تلك الحلقات، حزنا على الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مواجهة العمليات الإرهابية والتخريبية كما اسفنا على من قام بتلك الأعمال وندعو ألا يكمل من بقي منهم هذا الطريق المدمر.
تلك الحالة هي استمرار للحالة التي بدأت مع فيلم الممر، واستمرت مع مسلسل الاختيار الذي عرض العام الماضي والذي حكي قصة الشهيد أحمد منسي رحمه الله وغيره من شهداء القوات المسلحة والشعب الذين دافعوا عن تلك البلاد.
تلك الحالة سلطت الضوء على جزء صغير جدا من بطولات وتضحيات الشعب المصري بكافة طوائفه، لأن تاريخ مصر يزخر بالكثير من قصص الشجاعة والتضحيات التي بدأت منذ فجر التاريخ وبدأت تتجسد في قصص سقنن رع وكاموس وأحمس وتحتمس الثالث والرعامسة (جمع رمسيس أو رعمسيس كما تنطق أحيانا)، ولا تنتهي بقصص الكفاح ضد الفرس والرومان والمغول والصليبيين، وتمتد حتى بطولات الشعب المصري سواء أكانوا جنودا وضباطا أو أطباء أو مهندسين أو ممرضين أو غيرهم في مواجهة قوي الإرهاب ومواجهة فيروس كورونا المستجد.
تلك الحالة تؤكد للجميع أن الإجابة على سؤال كيف تتقدم الدول العربية هي باتباع النموذج المصري.
أتمنى أن تستمر تلك الحالة من خلال إنتاج المزيد من الأعمال التي توضح بطولات جنود وضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة وكافة العاملين المدنيين بالدولة، لذلك لأن لدينا تاريخا طويلا جدا يستحق أن يروي.