الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي يوضح الحكمة من تنوع العبادات في الإسلام ومظاهر توفيق الله للعبد

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي يوضح الحكمة من تنوع العبادات في الإسلام

قال الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى وكمال علمِه ولطيفُ خبرتِه أن نوَّع من العبادات.

وأوضح «القاسم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه تعالى جعلها وظائف على القلب واللسان والجوارح، منها الظاهر والباطن، يجمعها كلها معنى واحدٌ به تتحقق العبودية، وهو اجتماع غاية الحب مع غاية الذل لله وحده، وعدّد سبحانه تبعاً لذلك مواسم العبادة، وكرّر أوقاتَها ومناسباتِها فضلاً منه ورحمة.

وتابع:  فلئن مضى موسم فيتلوه مواسم، ولئن رُفِع منارُ عبادة وأدركه من شاء الله عز وجل من العباد، فعما قريب يُرفَع لهم غيرُه، ولئن خُتِم على باب أجرٍ بمن سبق إليه فيوشك أن تُفتَح بعده أبواب، منوهًا بأنه رحل عنَّا شهر رمضان الذي جعله الله من أعظم مواسم الطاعة، ومن أكبر أسواق الخير.

وأضاف أن مَنْ أحسن فيه ووُفِّق للطاعة فليعلم أنه ليس رمضانُ وحدَه موسمَ العمل، ومَنْ أساء أو قصر فليبادر بتوبة تكمل ما نقص من إيمانه، مستشهدًا بما قال تعالى: « وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيٌّهَا الـمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ».

وأشار إلى أن مَنْ ذاق حلاوة العبادة في رمضان، وامتلأ صدره بالخشوع والذل لله، حريٌّ به أن يستعيذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الغفلة بعد الانتباه، فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة.

وأضاف أن الموفَّقُ من اغتنم الفرصة قبل أن يحال بينه وبينها، فجعل العام كله رمضان، يسارع فيه إلى الخير ويسابق إلى الطاعة، فإن الإقبال على الله ليس له زمان ولا موسم، وما تمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات إلا ولله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات، فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف.

وأكد أن من توفيق الله للعبد أن يداوم على الصيام والقيام بعد رمضان، فيصوم ستاً من شوال ، ويصوم ثلاثة أيَّام من كل شهر، أو الاثنين والخميس، وعرفة لغير الحاج، وعاشوراء وغيرها من أوقات الصيام المطلق والمقيد، ويقوم من الليل ما تيسر له، مع المداومة على نوافل الصلاة، والإكثار من تلاوة كتاب الله وذكره سبحانه، وغيرها من العبادات مع الإحسان إلى الخلق.