الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد السقا ومرحلة جديدة للنجومية

 

بالتأكيد مغامرة كبيرة أن يتجرأ نجم ظل لسنوات طويلة يلعب دور البطل الشعبي "الشهم" على تقديم شخصية تحمل هذا الكم من الشر والدموية والتجرد من المشاعر الإنسانية، فما بالك إذا كان أيضا هذا البطل يمارس نفس الدور في الحقيقة وهناك بالفعل مواقف جمعته بالجمهور في الشارع معرضا حياته أحيانا للخطر! وهو ما جعله في ذهنهم رمز لشهامة ابن البلد. 
منذ المشهد الافتتاحي له في مسلسل "نسل الأغراب" لفت انتباهي ظهور الفنان أحمد السقا في شخصية "عساف" بوجه متبلد يكسوه ملامح الشر وبحديث يحمل رغبة كبيرة في الانتقام حتى من أقرب الناس له، وانتظرت أشاهد هل سيتغير هذا الشر ويعود لشخصياته المحببة لدى جمهوره! ولكن المفاجأة أن الشر داخل عساف ظل يتصاعد حتى طال القريب والبعيد، ولم "يلين" قلبه لأحد! ممكن القول أن السقا نجح في الحفاظ على أداء متميز للشخصية طوال حلقات المسلسل لم يفقد تعبيرات وصفات عساف "الشريرة" ولكنه أضاف لهم أحيانا خفة ظل "ساخرة" ممن حوله حتى وهو يتوعدهم بالانتقام، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل ويحب تلك الشخصية رغم شرها! 
من المفيد لأي فنان التنوع في تقديم الشخصيات الفنية حتى ولو عكس رغبة جمهوره، شاهدنا في الماضي نجوما كبار قدموا شخصيات قمة في الشر وأيضا شخصيات قمة في الطيبة والإنسانية مثل محمود مرسي، محمود المليجي، فريد شوقي، وحافظوا على جماهيريتهم بفضل الأداء الصادق لشخصياتهم.
المتتبع لمشوار أحمد السقا يجد أن بدايته كانت رغبته  تقديمه نموذج "الولد الشقي" ومثله الأعلى في ذلك كان أحمد رمزي، ونجح في تقديم البطل الرومانسي خفيف الظل ولكنه تحول إلى الأكشن والمغامرة بشكل صريح في فيلمي مافيا ثم  تيتو حيث بدأ معهما المنافسة بقوة في شباك إيرادات السينما وأصبح بعدها نجم الأكشن الأول والفيلمان كانا تحولا في صناعة سينما الأكشن بصفة عامة، وأصبح الجمهور ينتظر من أحمد السقا تلك النوعية بشغف رغم أنه كان يفاجئه من حين لآخر بنوعية أفلام مختلفة وقدم أعمالا ما بين الرومانسية والكوميديا مثل " عن  العشق والهوى وتيمور وشفيقة وابن القنصل وبابا " ولكن ظل الأكشن هو "وش السعد" عليه حيث حقق إيرادات قياسية مع أيقونته فيلم الجزيرة "الجزء الأول" في موسم عيد الأضحى عام 2007 ويكرر تحقيق الأرقام القياسية مع الجزيرة2 في عام 2014 ويتصدر بفضله قمة شباك التذاكر في ذلك العام، وأعتبر هذا العام نقطة مهمة في تاريخ هذا الجيل حيث أثبتوا أنهم لايزالوا قادرين على تصدر شباك التذاكر بعد  سنوات من عدم الاستقرار الإنتاجي بسبب الأحداث السياسية وتراجع الإنتاج وظهور نجوم جدد، ولكن في هذا العام تصدر أحمد السقا شباك التذاكر تلاه أحد أبناء جيله كريم عبدالعزيز بفيلم الفيل الأزرق1.
اللافت في أفلام أحمد السقا حتى الشخصيات الخارجة عن القانون التي قدمها كان يحافظ فيها على البعد الانساني "لشهامة ابن البلد" إلى جانب البعد الرومانسي أيضا، ولم تصل شخصيات  إبراهيم الأبيض أو تيتو أو منصور الحفني لشر عساف الغريب. 
بالنسبة لي شخصية "عساف" من أفضل الأدوار على مستوى الأداء التي قدمها أحمد السقا، خاصة في أعماله بالدراما التليفزيونية، رغم ملاحظاتي على المسلسل، النجوم دائما في اختبارات صعبة للحفاظ على نجوميتهم ويمرون خلال مشوارهم بمراحل فنية عديدة وعليهم التجديد للاستمرار. 
أخيرا كنت ولازلت ضد التواجد بشكل "مكثف" لنجوم شباك تذاكر السينما المصرية في الدراما التليفزيونية، هناك عدد قليل من الفنانين صنعوا تاريخا جديدا للسينما المصرية خلال العشرين سنة الأخيرة، حققوا نجاحات وإيرادات قياسية أعادت للصناعة بريقها، وعندما توجه نجوم شباك السينما المصرية للدراما قبل سنوات قليلة لم يحققوا فيها نجاح يوازي نجاحتهم بالسينما، وكنت أتمنى أن يظلوا ضيوفا على الدراما كل عدة أعوام.
ذات مرة قال لي أحد النجوم المهمين في شباك تذاكر السينما المصرية الحالية، سأظل ضيفا على الدراما كل خمس سنوات أقدم مسلسل هذا "يكفي" !
بالتأكيد ظروف الأحداث السياسية والتي أثرت على السوق خلال العشر سنوات الماضية وصولا للإغلاق بسبب كورونا ظلمت هذا الجيل السينمائي بعض الشيء.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط