الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

همه عاوزين إيه !!!


وانتهى الشهر الفضيل تاركا ارثا حزينا من مسلسلات بثت سمومها فى عظام هذا المجتمع القابل لكل شىء والراضى بأى شىء يلهيه عن واقع لم يرفضه بل وتمادى فى التعامل معه على انه قدر محتوم ليبرر هذا الرضا الزائف، مسلسلات هذا العام لم تختلف عن سابقها فى مضمون واحد وهو ان الحرام اسرع طريق للجنة الحياتية ، وان طريق المعاصى يوصلك الى جنى المتع والشهوات واللذات . ليس هذا فقط ماتبثه الدراما الرمضانية ولكنها ايضا تحرص كل الحرص على تشتيت المجتمع وخلق الاحباط وتعظيم كراهية الطبقات . فعلى مدى شهر طويل رأينا العجب العجاب مسلسلات كل مافيها يجعلك تتساءل هل هذا يحدث فى بلدى مصر؟ وهل هذه الشخصيات تمثل ابناء مجتمعى؟ وايضا تسأل متى اصبح المعيار فى الوصول الى الشهرة والغنى الفاحش هو التدليس والسرقة وبيع الاعراض والمتاجرة فى اللحم البشرى ؟ واذا تركنا هذه الموبيقات جانبا تجد اخرى كثيرة تطل عليك بوجهها العفن وتقول للمصريين انتم امام سيل من القذارة الدرامية فعلى سبيل المثال فى واحدة من المسلسلات بطلها فنان كبير فى العمر والقيمة والقامة وجدناه يقوم بدور غنى وهذا ليس عيبا ولا حراما ولكن اضف الى الغنى انه كان سكيرا وهذا ايضا قد تغض البصر عنه تحت اى تبرير ولكن وجدناه يرافق  فتاة شارع وتعيش معه ثلاثين عاما بلا زواج وان كانت تعطيه ويعطيها مابين الزوجين من حقوق ، فى اخر يومين من عمرها تدعى المرض وتطلب منه ان يتزوجها ولان كاتب النص يريد ان يقول ان الخاطئين يحملون قلبا ملائكيا فيوافق ويتزوجها وتموت بعدها لتزيد من بث القيم السلبية فى مجتمعنا المأسوف عليه فهاهى تترك رسالة للغنى العربيد زوجها لمدة يومين وارملها لاجل طويل بأن لها ثلاثة ابناء احدهم ابنا لك ، بكل الاريحية تتحدث عن ابناء لها القت بهم فى الشارع فاحدهم فى الملجأ والاخران تبنتهما اسرتين مقابل عطاء شهرى من هذه الام التى صورها المؤلف على انها سيدة محترمة وفاضلة ولاادرى من اين يأتى الاحترام والفضل من ام زانية فى ثلاثة ابناء رمت بهم لكى تواصل حياتها مع الغنى الذى احبته واحبها ونتساءل بدورنا عن هذا الحب هل نسميه حبا ام ضياعا اخلاقيا ، فى هذا الزيف تتوالى المهازل الاخلاقية ونجد واحدة من الممثلات تتصل بأمها وتقول لها بكل بساطة انا اتجوزت بلغى بابا بكده ، مالذى يحدث يابشر ماذا تريدون من بناتنا وابناءنا ؟ ليس هذا فقط بل تتواصل المهازل من اعلاء لغة البلطجة والغش والخداع والظلم كى تؤمن بأنها هى الصواب وبها تأخذ حقك كاملا مكتملا .واذا تغاضيت عن كل هذا السم القادم اليك عبر الشاشة الفضية لن تستطيع ان تغمض عينيك عن مستوى المعيشة الذى يعيشه ابطال المسلسلات الرمضانية فحتى افقر مافيهم يعيش عيشة اغنى ماعندنا فى واقعنا المرير ، والذى لم تهدمه المسلسلات فعلته الاعلانات فقد استطاعت ان تجعلك تحقد وباريحية مبالغ فيها على هؤلاء البشر الذى يصورهم المعلن فى عالمهم العاجى المحاط بكل انواع الترفيه والرفاهية والبغددة المدفوع ثمنها من راحة المواطن البسيط الذى يأكل مرة فى اليوم ويتناول اللحم فى المناسبات ويتغطى ببطاطين المحلة ويرتدى كستورها ووبرها صيفا وشتاء .. نحن امام مفترق طرق وحبات عقد مجتمعية ان انفرطت احداهم فقل على مجتمعنا السلام ، اللهن قد بلغت ، اللهم فاشهد ، وكل عام وانتم كما انتم ...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط