الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: مصر القوية بوحدة شعبها وصلابة أبنائها

صدى البلد

بداية  أهنىء أطياف الشعب المصرى وكافة طوائفه بقدوم وتزاحم الأعياد الدينية والوطنية والقومية ,وخاصة عيدى:القيامة والفطر على التوالى,واللذان انتهيا للتو وشهدا احتفالات رسمية وشعبية واسعة وعريضة لم يحد منها بشكل كبير جائحة "كوفيد كورونا  التى أصابت العالم كله شرقه وغربه وبالتالى مصرنا الغالية ,أو المنغصات والمشاغل العامة التى تشغل بال المصريين وقد تؤقرهم بعض الشىء وبالتالى تنعكس على حياتهم ومستقبل أبنائهم.                                                                                          

فلقد شهدت : الفترة الأخيرة ازدحام الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية"والقومية" المختلفة ومجيئها فى أوقات  متقاربة كصوم رمضان والصوم الاربعينى المقدس للأقباط وماتلى كل منهما من قدوم الأعياد وتزاملها فأتى عيد القيامة وتلاه عيد الفطر وما لازمهما من أعياد وطنية و قومية أخرى كعيد تحرير سيناء وعيد العمال وغيرهما ..ليثبت المصريون وفى خضم احتفلاتهم بتلك الأعياد  المتنوعة قدرتهم على مسايرة الحياة وتكيفهم على مواكبة التعددية  الايجابية التى تعودوا عليها عبر القرون فى مجتمعهم وأصبحت جزءا رئيسيا من تراثهم وثقافتهم ووحدتهم الوطنية.                                                                            

حكمة الرئيس السيسى:

ولقد  أصاب الرييس السيسى كبد الحقيقة حينما ذكر ذات مرة وفى مناسبات عديدة سواء فى أحاديثه ولقاءاته أو تغريداته ورسائله للمصريين سواء فى الداخل أو فى الخارج :أن قوة الشعب المصرى تكمن فى وحدته وترابطه كالبنيان المرصوص أكثر من أى شيىء آخر..وأن المحافظة على تلك الوحدة هى الرهان الأضمن لتجاوز أى مشاكل أو معوقات ومواجهة الصعاب.                                                        

ولعل هذا يمضى مع ما ذكره المحللون والخبراء ,وهم فعلا لم يخطأوا  حينما قالوا أن النموذج الذى ترفعه مصر فى مواجهة العالم الخارجى وحتى شعار سياستها الخارجية هو نموذج الوحدة الوطنية  بين المسلمين والأقباط على مدار أكثر من ١٤ قرنا من الزمان ...مقارنة بالعديد من الأيدلوجيات الأخرى كنموذج الديمقراطية وحقوق الانسان الذى يرفعه الغرب وشعار التنمية الذى ترفعه اليابان وهلم جروا. ورغم أن مصر تملك مصادر عديدة للقوة والصلابة والقدرة على التكيف مع العالم.                                                            

مصادر قوة الشعب المصرى:

ورغم أن الشعب المصرى يمتلك الكثير من مصادر القوة التى تؤهله لتجاوز أى أزمة أو مشكلة أو فى مواجهة الصعاب عبر التاريخ الا أن وحدته الوطنية كانت هى الصخرة المنيعة التى تحطمت عليها أحلام الغزاة والمستعمرين ومن أراد أن يعصف بسلام هذا الوطن وأمانه.. ولعل من اهم مصادر تلك القوة هى الخبرات المتراكمة عبر التاريخ فى وجدان هذا الشعب والتى استمدها من سيل متدفق  من الحضارات:الفرعونية،واليونانية،والرومانية،والقبطية،والعربية والإسلامية واستقرت مؤخرا لدى كل من:الحضارة التركية واالحضارة  الأنجلوسكسونية"وبكل مالهما أو عليهما " وحتى حضارة العم/سام واللوبى اليهودى حيث استقينا منهما أيضا الخبرات ,وخاصة مع الأخير والذى كانت لنا معه آخر المواجهات وأهمها....ناهيك عن جانب التأثير والتاثر أيضا بالآخرين.                                                                  

أيضا من مصادر قوة مصر أن أبنائها ايضا  ينحدرون من اثنية واحدة مترابطة رغم التنوع الظاهرى وحتى مع اختلاف الدين واللون واللغة  مثلا بين الأقباط والمسلمين أو بين البدو والعرب أو مع النوبيين والبربروغيرهم من الطوائف.. ففى النهاية الصفات الانثروبولوجية للمصريين تقريبا واحدة ولا تستطيع التفرقة بينهم أو تمييز أحدهم عن الآخر...وهو تماما ما سبق وذكره اللورد"كرومر"الذى قال"انك لا تستطيع أن تميز بين الأقباط والمسلمين الا عندما يدخلون الجوامع أو الكنائس".                                                          

من مصادر قوة مصر أيضا موقعها الجغرافي المتميز وما تحظى به من ممرات مائية وسواحل عريضة على البحرين"الأبيض والأحمر" ووجود قناة السويس بها كأهم شريان تجارى دولى فى العالم..وكذلك مرور نهر النيل بها والذى أصبحت مصر هبته "كما قال "هيرودوت"ومصبه الرئيسى على البحر,كما أن مروره بأراضيها أعطاها الخير والنماء وحيث أقامت الحضارة والمدنية على ضفافه.                                                          

أيضا من مصادر قوة مصر تعدادها السكانى الذى يفوق ١٠٠ مليون نسمة وكونها أكبر دولة عربية فى التعداد وثالث دولة إفريقية,وحيث أن معظم سكانها من الشباب.. من ثم فهل دولة مكتملة الأركان :أرض شاسعة تعادل مليون كيلومتر مربع..وتعداد سكانى يفوق المائة مليون..وإقليم متميز فى وسط العالم..ودولة واحدة تقع فى قارتين ونظام سياسي قوى ومستقر وراسخ.                                                            

هذا وتعد القوة العسكرية والجيش الوطنى القوى فى مصر من أهم مصادر تلك القوة وهو المدجج بأحدث وأقوى الأسلحة فى كافة الأفرع وهو يستمد قوته من نبل أهدافه ووجاهة فلسفته القتالية حيث يدافع  عن حدود الوطن وسلامة أراضيه وماءه وسماءه.. ولا يعتدى على الآخرين ولا يدخل فى مواجهات الا للدفاع عن شعبه ومصير أبناءه. ولعل ما سطره هذا الجيش العظيم فى سجلات الشرف و  العسكرية  لهو أكبر دليل على عظمة هذا الجيش الباسل وتاريخه المضىء على مدار التاريخ.                                                      

كذا تمتلك مصر ثروات وموارد طبيعية وبشرية هائلة ولديها نموذج هام وقوى فى التنمية يحتذى به فى أفريقيا والعالم...كما أنها دولة سياحية من الطراز الأول وتمتلك مؤهلات عديدة للريادة والتفوق فى السياحة وغيرها من المجالات الأخرى.

مصر دولة مباركة:

والأهم من ذلك أنها دولة آمنة ومباركة من الأديان كافة ففى القرآن الكريم"ادخلوا مصر ان شاء الله آمنيين",وفى الكتاب المقدس"مبارك شعبى مصر",وحتى فى الديانة اليهوية فهى مليئة بالآيات والعجائب التى تظهر مجد مصر وعظمتها ...لدرجة ان العائلة المقدسة اختارت مصر ملجئا وملاذا...ومادام الله قد بارك مصر واصطفاها فلا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تنال منها أو من وحدة شعبها العظيم وصلابة أبناءه.