الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن نلهو عن القدس.. علي جمعة يكشف انتهاكات الصهاينة بالأدلة والسرد التفصيلي

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإسكندر الأكبر، عندما دخل القدس الشريف، نصحه أرسطو بألَّا يهدم مقدسًا، فترك معابده، وسار متوجهًا إلى الشرق، العقلاء، الحكماء، في كل أمة عاقلة، أو حكيمة، يرون هذا.
 

وأضاف علي جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، أن المسلمين لم يضطهدوا امرأةً، ولم يظلموا ضعيفًا، بل خففوا عن الناس، وتزاوجوا مع أهل البلاد، وعاشوا فيهم، حتى إن المسيحي القبطي، كنا ندعوه- وما زلنا- في الصعيد بخالي؛ لأن جدي الكبير تزوج امرأة من عندهم، فهو خالي، وانتشر الإسلام عن طريق الأسرة بما فيها من مودة، ومحبة، وأواصر، لم نفعل مثل ما فعلوا في إبادة الشعوب، قضوا على الهنود الحمر أكثر من مائة مليون، وعلى الزولو في إفريقيا، وعلى أصول تسمانيا في أستراليا، وعلى السكان الأصليين، وأبقوا من كل فصيل طائفة كالحيوانات، يدرسون عليهم، ويظهرونهم في أفلامهم. 
 


وأوضح علي جمعة،: كان تاريخنا نظيفًا، عندما دخل عمر رضي الله تعالى عنه القدس، ذهب فصلى في مصلى صغير، بجوار الكنيسة، وَبُنِيَ فيه مسجد يسمى بمسجد عمر، ثم إنه أيضًا جلس يبحث عن موضع حط البراق في أي مكان، وعرضوا عليه أماكن كثيرة، وهو يقول: ليس هكذا وصف رسول الله ﷺ، حتى اعتلى جبل المعبد، ويسمى عندهم: داريا، وهو على ارتفاع ثلاثين مترًا تقريبًا في بعض أضلاعه، مساحته في قمته أربع آلاف وأربعمائة متر، في هذه الساحة، صلى عمر بعد أن اكتشف الصخرة التي قال: هكذا وصف رسول الله ﷺ.
 

وأكمل علي جمعة: تخيل، مربعًا، له جهة جنوبية، هي جهة القبلة؛ لأن مكة جنوب القدس، وله جهة شمالية، وعلى ذلك فإذا وقف الخطيب يخطب في المسجد الأقصى، كان الغرب عن يساره، وكان الشرق عن يمينه، كحال هذا المسجد الشريف، وعلى حد الغرب هناك حائط، ينزل ويؤسس لهذا الجبل، فنحن على ارتفاع ثلاثين مترًا من وادي سلوان، بالجنوب، ومن هذه الساحة المباركة التي سميت بساحة البراق، وهذا الحائط المبارك الذي ينزل بنا إلى الوادي ثلاثين مترًا، وهو حائط البراق. 
 

واستطرد: ثم جاء اليهود، وابتداءً من القرن التاسع عشر، يَدَّعون أن هذا الحائط، مقدس عندهم، وأن الله يتجلى عليه، وأن الدعاء يستجاب عنده، وجلسوا في منازعة سخيفة في ملكيته مع المسلمين، حتى صار هيجان كبير من بعضهم، وقتال فوقعت ضحايا وقتلى، بين المسلمين وبين اليهود. 
 

وأكد أن المسلمين يدافعون عن هذا الحائط الغربي، حائط البراق؛ لأنه الذي ربط فيه رسول الله ﷺ البراق، ونزل عليه، وسار هناك فصلى في موطن المسجد الأقصى، ثم ذهب بعد ذلك إلى الصخرة، فاعتلاها، فعرج به إلى السماء.
 

قبلة المسلمين الأولى


وأشار إلى أن هذه أماكن مقدسة، وهي القبلة الأولى للمسلمين، وهي لا تزيد عن أربعة آلاف وأربعمائة متر، فنحن لا نبيع أمتارًا، ولا نبني فيها بيوتًا، ولا نقسمها تقسيمًا، بل هي في قلب كل مسلم، وفي وجدانه، وهي راية، ولو صغرت، إلا أنها تُلَخِّصُ كل شيء، تُلَخِّصُ العدوان المستمر عبر القرون، من المشركين واليهود، ثم من فارس والروم، ثم من الصليبيين والمغول، ثم من الاستعمار الحديث إلى يوم الناس هذا، بلادنا محتلة، بقوات أجنبية في العراق، وفي أفغانستان، وتدخل ذميم في السودان والصومال، وعدوان في الشيشان وكشمير، وإبادة جماعية في البوسنة والهرسك، أرضنا محتلة، ونكون نحن الظالمين!
 

وعندما دخل الصهاينة القدس في سنة 67، وبعد أربعة أيام فقط، هدموا حارة المغاربة، وهي الحارة التي وهبها الفاضل ابن صلاح الدين للمغاربة، كوقف إسلامي، وأجلوا عنها نحو ستة آلاف مسلم يسكن فيها، دمروها والناس مشغولة بالهزيمة النكراء، بعد ذلك امتلكوا مفتاح باب واحد، من عشرة أبواب، لهذه الساحة المباركة، وهو مفتاح باب المغاربة. 


وأمام حائط البراق كانت هناك ساحة 26 ألف متر، أصبحت الآن بعد هدم الآثار الإسلامية، وبيوت المسلمين، وحارات المسلمين، 160 ألف متر، خربوا، دمروا، ولا زالوا يدمرون، بحثوا في هذه التلة من تحت، عن الهيكل المزعوم، والهيكل في كتبهم هو غرفة خمسة وعشرين متر في ثمانية أمتار، يعني لا يتعدى الـ  200 متر، غرفة صغيرة، وهذا 4400، فهم يبحثون أين الهيكل، والهيكل دُمِّرَ تمامًا مرتين، مرة قبل الميلاد على يد نبوخذ نصر، ومرة بعد الميلاد على يد طيطس، دمره طيطس في الواحد والعشرين من أغسطس سنة سبعين، وفوجئنا بعد الاحتلال الذميم، وفي اليوم الواحد والعشرين من أغسطس، أن أحدهم ويسمى: (مايكل دينس روهان : Denis Michael Rohan)) يعتدي على المسجد ويحاول إحراقه، ففشل، قالوا: هذا أسترالي ورحلوه، وفوجئنا به هو نفسه في 21 / 8 سنة 69، يحرق المسجد الأقصى، وتنال النار منبر صلاح الدين، وأجزاء من المسجد بلغت ألف وخمسمائة متر، واستطاع المسلمون، وقد قطعت القوات المحتلة الماء عن القدس كلها، حتى يتم إحراق المسجد، استطاعوا من الآبار الموجودة في ساحة الحرم القدسي الشريف أن ينقذوه، وكل ذلك موثق ومصور إلى يومنا هذا؛ لنبين لِمَنْ جهل أو غُرِّرَ به، أن المسلمين ليسوا هناك أمة في الأرض كحالهم، وهم يسجدون خمس مرات لرب العالمين في اليوم.

وقال علي جمعة، إنهم يريدون أن نلهو عن القدس، ولن نلهو عن القدس، ولا نستطيع، ولن نستطيع أن نخرجها من قلوبنا، وإذا أجرمنا في حق أنفسنا، وفي حق أمتنا وتركناها، فلن يتركها أبناؤنا، وسيلقي الله حبها في قلوب المسلمين، حتى تعود إليهم.

وأعاد المسلمون بناء المسجد، ونزلوا تسعة أمتار، في أرضية المسجد، فوجدوا نفقًا إلى الخارج، صنعه اليهود في مدة السنتين؛ ليخربوا ما تحت المسجد، فسدوه بالخرسانة، لم يعرف هؤلاء، أو كأنهم جهلوا أننا أمة علم، وأننا وقد أحرقوا منبر صلاح الدين، الذي أخرج الصليبيين، وله رمز مقدر عند المسلمين، لم يعرفوا أننا نستطيع أن ننشئه مرة أخرى؛ لأننا أهل علم، فقام الدكتور منور المهيد، وهو من أبناء القدس، بصناعته مرة أخرى، وهو مكون من آلاف القطع الصغيرة، المعشقة، التي ليس فيها مسمار واحد، ولا مادة لاصقة، وشرح ذلك كله من أجل مَنْ بعدنا؛ لأننا أمة ما أخفينا العلم.


وأكد أن تهويد القدس، يتم بالليل والنهار، ولنا إخوة يدافعون عن المسجد الحرام المقدس، ويستشهدون في سبيل الله، ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يموتوا، ادعوا لهم في صلواتكم، أن يثبتهم الله سبحانه وتعالى، وأن يسدد رميهم، وأن يسلي قلوبهم.
 

واختتم حديثه عن القدس: نعم، نتوسل إلى الله- سبحانه وتعالى-، أن يقينا هذه الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يلحقنا بهؤلاء الشهداء، الذين يدافعون عن الراية أن تسقط، ولا يشتغلون عن شيء أهم، بما هو مهم، بل إنهم يدافعون عنا، وعن تاريخنا، وعن هُوِيَتنا، وعن ديننا، وعن كينونتنا، فيما يراد لنا عكس ذلك، منذ أكثر من مائتي عام، والوثائق موجودة، يحاولون السيطرة والوصول إلى وصلوا إليه.