الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: البيت «الأسود».. الراعي الرسمي للإرهاب!!!

صدى البلد

 

يتغنون بالديموقراطية وإعلاء القيم الإنسانية ومباديء حقوق الأنسان وهم أبعد شعوب الأرض عنها..منذ بداية القرن السابع عشر ومع الخطوات الأولي للصيادين الإنجليز علي شواطيء الجهه المقابلة من الأطلنطي..بعد أن تعرفت عليها قبلهم أقدام الرحالة من الأسبان والبرتغاليين ومن تلاهم من المهاجرين الأوروبيين إلي  هناك..لم يتوقف المهاجرين الجدد من كل بلدان أوروبا عن بناء المستعمرات في كل مكان..كما لم يتوقفوا عن الإستيلاء علي الأراضي الخصبة والتوسع  ناحية فيكل إتجاه..علي حساب السكان الأصليين"الهنود الحمر" الذين طردوهم ناحية المحيط الهادي ونهبوا خيراتهم وهم من عاشوا علي هذه الأرض قبلهم أكثر من ثمانية آلاف عام.

هكذا هم الأمريكان أو لنقل الأوروبين الرحالة الذين خاضوا بعد ذلك مايسمي بحرب الأستقلال عن بريطانيا،معلنين وقتها قيام النسخة الصغري من الولايات المتحدة في نهاية القرن الثامن عشر،حتي بعد وضع الدستور الأمريكي الأول والذي من المفترض أنه أُسس علي الديموقراطية وصون الحريات العامة وحقوق الإنسان،لم تتواني الولايات المتحدة عن ضم نصف أرض المكسيك الجارة إليها.. وإلا ماذا عن كلفورنيا وتكساس ونيوميكسيكو وأريزونا وكلورادو.

الأمريكيين هم من ظلوا لعقود طويلة  يجلبون الأفارقة السود من القارة السمراء ليعملوا بالسخرة هناك في زراعة المساحات الشاسعة التي قام عليها أقوي إقتصاد في العالم بدون أجر..وعندما أنتهت مهمتهم قاموا بتجميعهم وشحنهم إلي منطقة في غرب القارة هي دولة ليبريا الآن..منذ تاريخ تأسيس"البيت الأبيض"في واشنطن عام92 من القرن الثامن عشر ثم إفتتاح مبني الكبيتال"الكونجرس الأمريكي" بعدها بعام واحد  حتي تاريخ ماتعرض له جورج فلويد الأمريكي من الأصل أفريقي..لم تتوقف الغطرسة والعنجهية الأمريكية ومظاهر الظلم حول العالم..رغم أنهم أيضاً لايملون من محاولات تلميع صورة أمريكا الدولة المتحضرة التي تفخر طيلة الوقت بكونها قبلة للعدالة والحريات والديموقراطية.

مايحدث الأن في الأراضي المحتلة مثله مثل كل ماحدث قبل ذلك علي مدار اكثر من سبعون عام مضت..أمريكا هي الفاعل الأصلي فيه منذ حرب النكبة عام ثمانية وأربعين من القرن الماضي..رغم وعد بلفور والظروف المختلفة التي أدت إلي قيام الدولة اليهودية علي أرض فلسطين العربية..إلا أن الدعم الأمريكي الذي تتلقاة دولة الكيان الصهيوني في كل وقت وحين منذ أن أعترفت بهذا الكيان الصهيوني كدولة وكانت من أوائل الدول التي بادرت إلي ذلك..ثم توالي دعمها لها في العدوان الثلاثي علي مصر عام سته وخمسين..مروراً بأحداث أليمة شكلت فصلاً مظلما في تاريخ الأمة بعد نكسة الخامس من يونيو عام سبعة وستين.

حتي بعد أن دمر الجيش المصري العظيم أسطورة الجيش الذي لايقهر وخط بارليف الحصين عام ثلاثة وسبعون..أمريكا هي من أعطت إسرائيل هذه الجرأة لتفعل ماتريد وقتما تشاء وتتمادي في عدم الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ونهب أرضة وممتلكاته..هذا بالطبع إلي  جانب مايرتكبة القادة الفلسطينيين أنفسهم في حق شعبهم الفلسطيني..بداية من ياسر عرفات الذي ضيع فرصة الدولة الفلسطينية التي فاوض وكافح لأجلها الراحل أنور السادات لجولات كثيرة..ثم ذهب أبو عمار بنفسه إلي إتفاقيات أوسلو المهينة بعدها بخمسة عشر عام..كما أرتمي قادة باقي الفصائل الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي في حضن إيران وحزب الله وأقتصر دور بعض العواصم العربية علي التمويل لدعم الشعب الفلسطيني..ودب الخلاف والإنشقاق في الصف الفلسطيني..ناهيك عن التخاذل العربي المستمر الذي لم يغير منه تأسيس العرب لواحدة من أقدم المؤسسات الدولية..التي كانت كل الشعوب العربية تعقد عليها آمال كبري منذ نشأتها"الجامعة العربية"لكنها للأسف لم تكن سنداً ولا دعماً لهم يوماً من الأيام.

في أقل من أسبوع عقد مجلس الأمن ثلاثة جلسات لوضع حد لما يحدث في الأراضي المحتلة من مجازر في حق أبناء الشعب الفلسطيني وتدنيس للمقدسات الإسلامية في مدينة القدس،لكنه فشل في ذلك ولم يستطيع أربعة عشر عضواً هم باقي أعضاء مجلس الأمن أن يغيروا  من موقف الولايات المتحدة،التي لاتري ضرورة لإتخاذ أي إجرآت حالية من شأنها توجية اللوم لدولة الكيان الصهيوني عن ماتفعلة أو إلزامها بإيقاف حربها الشرسة في حق الأطفال والنساء الفلسطينيات العزل..فهل يتغير هذا الموقف في الجلسة الرابعة  التي ستعقد اليوم بطلب من عدة دول تتزعمها الصين؟؟!!

أتوقع أن يتغير الموقف الأمريكي في جلسة اليوم عن موقفها في الجلسات الثلاثة السابقة لأسباب كثيرة لايوجد مجال للخوض فيها الآن..لكن علي الأقل أتصور أن أول هذه الأسباب هو أن البيت الأبيض ومن بعده دولة الكيان الصهيوني قد نفذ ما أراد في حق الشعب الفلسطيني الأعزل..مئات الشهداء الفلسطينيين المدنيين وآلاف الجرحي معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال..دمار للبنية التحتية التي تحتاج إلي مليارات وسنوات لإعادة إصلاحها..رعب يعيش فية أبناء الضفة الغربية والقطاع مثلما يحدث في كل مرة منذ إنتفاضة العام سبعة وثمانون..تثبيت لوضع حركات حماس والجهاد الإسلامي الهش علي الأرض وإظهارهما في ثوب المدافع عن الشعب الفلسطيني وهو ماتحتاجه إسرائيل كل مرة لتكمل إعتدائها المستمر علي أبناء شعبنا الفلسطيني الشقيق.

أمريكا التي أسست طالبان في أفغانستان لقتال السوفيت ثم ذهبت إلي  هناك لتخلص الأفغان من الإرهاب الطالباني بعدها بسنوات..الآن وبعد عقدين خرجت من أفغانستان تاركة الشعب الأفغاني لتفعل به حركة طالبان  ماتشاء مادامت أمريكا قد حققت مصالحها..أمريكا التي دخلت العراق ودمرتة بزعم إمتلاكة لأسلحة الدمار الشامل ثم ثبت كذبها وتضليلها للمجتمع الدولي بعد ذلك..لاتزال حتي الآن تنهب ثرواته وحولته إلي بلد من القرون الوسطي تحت زعم وجود تنظيم داعش الذي أوجدته هناك بين ليلة وضحاها.

أمريكا التي أوعزت لصدام بحرب إيران ثمان سنوات لتبيع له الأسلحة الأمريكية وتُدخل خزانتها مليارات الدولارات..ثم أشارت إليه مرة أخري لدخول الكويت حتي تحاربة وتدمر العراق وتتمكن من توفير مواقع لقواعدها في منطقة الخليج تستنزف خيرات دوله مستغلة للعداء الدائم بينهم وبين إيران..ذلك العداء الذي تغذيه وتدعمه حتي تظهر طوال الوقت وكأنها تحميهم من الخطر  الفارسي..ولعل مايفعله الحوثيين في اليمن تحت سمع وبصر الولايات المتحدة دون أن يكون لها موقف حاسم معهم  خير دليل علي ذلك.

موقف أمريكا الغامض من إيران نفسها ليس بعيد عن ذلك أيضاً..فرغم أن إيران تطلق عليها الشيطان الأعظم ولاتكف واشنطن لأكثر من أربعة عقود عن التحذير من الإرهاب الإيراني الذي يهدد المنطقة،ومع ذلك تمكنت أيران من التمدد بشكل مخيف داخل عدد من دول الجوار والسير لخطوات متقدمة في برنامجها النووي وصواريخها البالستية،في ظل وجود عقوبات أمريكية غير كافية لاتثمن ولاتغني من جوع.

أمريكا وتاريخها الأسود في فيتنام..تدخلها المشبوة في سوريا..أمريكا التي فعلت كل هذا وأكثر لايمكن إلا أن تكون أمريكا التي تقدم كل الدعم لدولة الكيان الصهيوني وحكامها العنصريين..لتفعل بالأشقاء الفلسطينيين ماتشاء تحت زعم"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها..ثم لا تكف ولاتمل من الحديث عن القيم الإنسانية والتسامح والعيش المشترك والديموقراطية وحقوق الإنسان..ولما لا!! فعادة ماتنجح البيانات التي تصدر عن"البيت الأسود"في بيع الوهم للشعوب التي تبحث عن هواء نقي تتنفسه ومستوي معيشة أفضل تستحقه.