أحمد فريد يكتب: حقيقة.. كل خرائط العالم خطأ

أربعة عشر غرينلاند يمكن تكون في مساحة إفريقيا ، لكنها على الخريطه تبدو أكبر بكثير من حجمها الحقيقي ، كل خرائط العالم خطأ. هذه حقيقه و ليست دعابه . الحقيقة هي أن كل خريطة وضعها البشر، خطأ. في الواقع ، من المستحيل جعل خريطة للعالم صحيحة بنسبة 100٪.

أنا أحمد فريد من عمليات الفضاء بوكالة الفضاء الألمانية

نحن نتحدث عن الخرائط المسطحة ، والتي تتيح لك مواجهة الأمر ، وهي طريقة أكثر ملاءمة لكثير من الأشياء. على أي حال ، كما قلنا ، من المستحيل عمل خريطة مسطحة دقيقة للكوكب الكروي بنسبة 100٪. لوقت طويل لم يحاول الناس حتى. لقد وضعوا الأماكن في أماكن عشوائية دون أي مقياس ثابت.

ثم في عام 150 بعد الميلاد ، قام عالم الرياضيات والفلك اليوناني بطليموس برسم خريطة منهجية للأرض على شبكة ووضعها على الشبكة وفقًا للإحداثيات. ليمكن فحص الخرائط مقارنتا ببعضها وتكرارها. بنى بطليموس شبكة من الخطوط التي ما زلنا نستخدمها اليوم.

180 خطا من خطوط العرض و 360 خطا من خطوط الطول. جزء من المشكلة كان -  - الفهم غير الكامل لجغرافيا العالم. ولكن كان من الصعب أيضًا التنقل باستخدام الخريطة. لأن الأرض مستديرة. أقصر طريق من مكان إلى آخر هو خط على طول دائرة. إذا رسمنا هذا الخط على خريطة مسطحة ، فإنه يمر عبر كل خط طول بزاوية مختلفة. لتتبع المسار ، يجب أن تغير الاتجاه الذي تسلكه باستمرار. أي خطأ طفيف سيوصلك إلى المكان الخطأ.

عام 1569 ، أصلح Geradus Mercator هذه المشكلة. لقد أنشأ خريطة للعالم متناسبة بحيث تكون طرق الملاحة المنحنية هذه مستقيمة. المرور عبر كل خط طول بنفس الزاوية ، وبالتالي السماح للملاحين بضبط اتجاه ثابت. بمعنى آخر ، سافر في اتجاه واحد طوال الرحلة. كانت هناك عقبة صغيرة واحدة فقط ، للقيام بذلك ، كان عليه تشويه الكتل الأرضية والمسطحات المائية ، بحيث أصبحت تلك الأبعد عن خط الاستواء أكبر وتقلصت تلك الأقرب من خط الاستواء. على الرغم من عدم دقتها ، كان بريد مركاتور مفيدًا للغاية

في الواقع ، لا يزال يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم ، بما في ذلك الخرائط عبر الإنترنت. لكن ما زلت مخطئا! في عام 1925 ، تم إنشاء Goode Homolosine Projection على أنه -  - إسقاط متساوي الشكل أسطواني الشكل متقطع.  يعني الكلام ده  ؟ مش مهم ، كان الهدف هو تقليل تشتيت انتباه العالم بأسره. يمكن أن يكون البريد موجهًا نحو الأرض أو المحيط. في كلتا الحالتين ، ليس من السهل جدًا قراءة ما يسمى بخريطة Organe peek.  في الأربعينيات من القرن الماضي، عرض Dymaxion للمهندس المعماري الأمريكي بكمنستر فولر أفضل. عذرا !!! ليس من الأفضل أن تفهم أين توجد الأشياء في العالم. إنه أفضل ،بمعنى أنه لا توجد تشوهات واضحة للكتل الأرضية. على الرغم من أنك إذا أردت أن تعرف مثلا كم تبعد البرازيل عن نيجيريا؟ لن تفهم ذلك من هذه الخريطة.

الإسقاط الأكثر دقة حتى الآن في خريطة العالم AuthaGraph ، التي صممها المهندس المعماري الياباني Hajime Naukawa في عام 1999. المحتويات والمحيطات متناسبة تمامًا تقريبًا ، والخريطة مستطيلة . هل يمكن أن تكون هذه الخريطة المثالية؟ حسننا، لا. نظرًا لأن Mercator يعمل من أجل التنقل وتقرأ بوضوح. لماذا تهتم بكل الخرائط المضحكة؟

جادل "أرنو بيترز"  بأنه من خلال تكبير دول أوروبا وأمريكا الشمالية ، فإن إسقاط مركاتور يمنح تفضيل العنصر البشري الأبيض على الأمم غير البيضاء الأقرب إلى خط الاستواء. لذلك تبدو دولة الولايات المتحدة الأمريكية أكبر بكثير على الخريطه من حجمها الحقيقي . و كذلك اوروبا و روسيا ، هم أيضا أكبر بكثير من الحجم الطبيعي على الحقيقه . و هذه هيا الخرائط التي كنا نتعلمها في المدرسه و أولادنا يتعلموها حتى الآن ، كلها خداعه لتعليم الأطفال أن كل ماهو كبير فهو الأعظم .

اليوم ، نعتمد على الخرائط بشكل أقل وأقل للملاحة ، لكنها لا تزال تلعب دورًا حيويًا في التعليم. كان بيترز متحديًا في شيء ما ، بغض النظر عن الخريطه الذي ننظر إليها  ، إنها قصة يتم سردها من منظور مصمم الخريطة ، وهذا بدوره يشكل - ربما بشكل غير ملائم تصورنا لعالمنا. التغييرات البسيطة في تصميم الخرائط حتى التغييرات التي لا علاقة لها بكيفية نقل الأرض المستديرة إلى سطح مستو ، يمكن أن تغير وجهة نظرنا تمامًا. لست كل ما نراه هو الحقيقه الكامله

الخريطة ليست هي الحدود

أمشي على ورق الخريطة خائفا فعلى الخريطة كلنا أغراب .. أتكلم الفصحى أمام عشيرتي وأعيد لكن ما هناك جواب .. لولا العباءات التي التفوا بها ما كنت أحسب أنهم أعراب .. يتقاتلون على بقايا تمرة فخناجر مرفوعة وحراب. -  نزار قباني