الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزيهايمر والكورونا

بينت دراسة أمريكية أن المصابين بالزهايمر أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بمعدل مرتين. بالطبع الأشخاص المصابون بالخرف لا يمكنهم تطبيق التدابير الوقائية كما ينبغى،  كما أنهم يعيشون فى الغالب في دور رعاية المسنين وهى محاضن للفيروس ، ويعتمدون بشكل كبير على مقدمي الرعاية.

أظهرت دراسة كندية أن 89 % من المتوفين بسبب كوفيد-19 كان لديهم مرض مزمن واحد أو أكثر في شهادة الوفاة، وأن 65 % عانوا من مرضين أو أكثر من الأمراض المزمنة و 46 % كان لديهم ثلاثة أمراض مزمنة أو أكثر . كان مرض الزهايمر أكثر الأمراض المصاحبة شيوعًا فى وفيات الكورونا بين النساء ، حيث تم تسجيله في 41 %من السجلات،  وبالنسبة للرجال ، كان الزهايمر المرض الثاني الأكثر شيوعًا بنسبة 31 %.وشملت الأمراض المصاحبة الأخرى الأكثر شيوعًا التي تم الإبلاغ عنها في شهادات وفاة المصابين بالكورونا أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي الموجودة مسبقًا بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم بنسبة 15 % وأمراض القلب بنسبة 14 %وأمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة بنسبة 11 %.

يصيب مرض الزيهايمر 10% بعد الخامسة والستين و50% بعد سن الخامسة والثمانين ، و أشهر من أصيب به الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ، ولاعب كرة القدم المجرى بوشكاش و الراحل الفنان عمر الشريف. يخرب الزيهايمر مراكز الذاكرة، و الذكاء،و اللغة،و السلوكيات . تظهر أعراض الزهايمر بتدهور فى الذاكرة القريبة المباشرة وليست الذاكرة البعيدة ، و فقدان القدرة علي التركيز و التعلم، يتطور إلى نسيان  الأماكن و الوساوس ، ولا يستطيع المرضى الاهتمام بأنفسهم.

يزداد التدهور عند عدم السيطرة على أمراض السكر ، والضغط المرتفع ،وأمراض القلب ،و ارتفاع الدهون ، و السمنة المفرطة، و الاكتئاب.  لا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير. العناية بالمريض و الدعم النفسى له يزيد من تحسن الحالات مع الأدوية المتاحة.

للوقاية من الزيهايمر يجب الامتناع عن التدخين ، والنوم الجيد . عدد ساعات النوم المطلوبة للبالغين حوالى 6- 8 ساعات ،و النوم وسيله لإعاده تكوين الموصلات العصبية، و هى مواد كيمائيه تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية، و تؤثر في الذكاء و التفكير والإبداع و المزاج والقدرة على الاستيعاب و الاحتفاظ بالمعلومات و تذكر و استرجاع المعلومات المختزنه بالمخ ، و كل ذلك يساعد الإنسان على التعلم. عند نقص أو عدم توازن الموصلات العصبية  يعانى الإنسان من  الاكتئاب  و  قله التركيز و ضعف الذاكرة . تنقص الموصلات العصبية خلال النهار. النوم يزيد من قدره المخ على التركيز ، و يمنح الجسم راحة من الإنتاج العالى للطاقة ، و يسمح النوم العميق لأنسجه الجسم بالنمو والتطور. من الأهمية علاج ارتفاع ضغط الدم و مرض السكر و أمراض القلب و الإكتئاب ، و البعد عن الدسم . يفيد أيضا الصوم المتقطع ليوم أو يومين فى الأسبوع طوال العام ، و الصيام ينشط الذاكرة، و يحسن  أداء الإنسان الذهني ، ويزيد من نسبة الذكاء .

الصيام ينشط إنتاج هرمون الجريلين ، و هو هرمون الجوع الذى يسبب الشعور بالجوع، و يزداد مستوى هرمون الجوع عندما تفرغ المعدة، و ينشط هرمون الجريلين كافة المستقبلات العصبية في جميع أجزاء المخ ، وبالتالى يزداد الانتباه و الذاكرة و يتحسن الأداء العقلى والذكاء، و تزداد كفاءة جميع أجهزة الجسم جمعاء . كما يزيد هرمون الجوع عدد الموصلات العصبية في المخ ، لذا فالجوع المنتظم يزيد الاستيعاب و الذاكرة و الذكاء . يفيد أيضا التعرض لأشعة الشمس المشرقة يوميا فى الصباح الباكر ، و تنشيط المخ ومحاولة  تقوية الذاكرة  بالقراءة و التعلم المستمر خاصة اللغات . وجد حديثا أن التحدث بلغتين ينشط المخ  و يمكن أن يزيد من سمك القشرة المخية و كثافة مادة المخ الرمادية الغنية بالأعصاب . تناول أحماض أوميجا 3 يفيد فى الوقاية من الزيهايمر، وهى متوافرة فى السلمون ، و الماكريل ، و التونة ، و السردين،  و فول  الصويا ، و البيض ، و المكسرات .

ينبغى أيضا عدم نسيان حمض الفوليك ، ويتوفر فى الخضراوات الخضراء كالبروكلى و الخس. وجد حديثًا أن استهلاك الألبان  يرتبط بمستويات أعلى من مضادات الأكسدة الطبيعية خاصة الجلوتاثيون في كبار السن الأصحاء. الجلوتاثيون له دور هام فى المساعدة في منع الإجهاد التأكسدي و حماية المخ من أضرار الشوارد الحرة .ِ الجلوتاثيون مايسترو مضادات الأكسدة، و هو هام للمناعة ، و للتخلص من السموم ، و مضاد للتوتر. لرفع مستويات الجلوتاثيون ينبغى تناول الأغذية الغنية بمركبات الكبريت مثل الخضروات الصليبية كالقرنبيط والكرنب و البروكلى و الفجل و الجرجير ، و البيض ، و البقول،و الثوم، و البصل. يفيد أيضا تناول زيت الزيتون، و تناول الكركم يوميًا  كمضاد للأكسدة يحمى المخ من الشوارد الحرة ، ويكافح الأمراض المزمنة، و تناول الأغذية المستنبته التى ترفع من رصيد الإنسان من البكتيريا الصديقة ، و الاسترخاء للإقلال من التوتر، فالتوتر يزيد من احتمالات الزهايمر بنسبة 50%.

البروكلي يحتوي على عدة عناصر غذائية يمكن أن تساعد على تحسين وظائف المخ ، مثل السلفورافين  و فيتامين ك، الذى يساعد على تعزيز القدرات المعرفية، والكولين الذى يحسن الذاكرة.

من الأهمية زيادة الوعي حول مرض الزيهايمر ، و السعي لتخفيف الآثار الاجتماعية لهذا المرض . اليوم هناك مزيد من الأدلة على أن ممارسة الرياضة بانتظام يحسن صحة المخ، و يمكن أن تكون الرياضة هى العنصر الفعال الذى يمنع مرض الزهايمر. تزيد الرياضة تدفق الدم للمخ ، و تزيد من التنسيق  بين المخ والجسم ، و تنشط المخ ، و تجعل التفكير أفضل و أسرع ، و تحسن القدرات العقلية ، و تزيد الذكاء ، و ترفع مستويات الثقة بالنفس ، و تقلل من التوتر ، و تكسب الاسترخاء ، و تسهم في تهدئة القلق و الوقاية من الاكتئاب  و الخرف المبكر ، و تعطل الإصابة بمرض  الزيهايمر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط