الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي ذكي يكتب: لا جديد تحت الشمس (قصة قصيرة)

صدى البلد


                                   ( 1 )
دخـــل إلى حـجرته وأحكم إغلاق الباب .. وعـرق العمل ما زال يتصـبب من جبهته .. دار في الحجرة عدة مرات .. تأمل أرجائها .. ما بال هذه الجدران صامتة ؟ .. ما بال هذه الأشياء ساكنه دون حـراك .. تحسس ذقـنه فوجدها طـويلة فلم يهتم .. كل شئ هنا يوحي بالإشمئزاز .. وقـع على أقــرب مقـعد ليأخــذ عـدة أنفاس .. أو ليستريح .. أخرج منديــلاً من جيبه وأزال به بقـع المـاء من على وجهــه .. وتنفـس بصعوبة .. زوجــته في الخارج تـــــسب و تلعـن حظها الذي أوقــعها في مثل هــذا الرجـل .. يستمع إلى السباب ولا يجيب .. لا يدري لماذا كلما هب لمواجهتها أحس بأن من حقها أن تقول ما تقول .. فهــل يستوي هـو و زوج أختها لطفي ؟ .. لقـد أحس بأنه يغار من لطفي في بعض الـوقت  عندمـــا كانت أخت زوجته تدعــوهم لقضــاء بعض الوقت في فيللته الكبيـــــرة .. وكثيراً ما قارن بين لطفي وبين نفسه في كل شئ فوجد أنه بمثابة نملـة صغيــرة تسير بمحاذاة فـيل كبيـــر .. لكنه دائماً يعتصم بالصـــبر .. ودائماً يعــظ زوجتـه بأن ترضى بما قسمه الله لهما لكن دون جـدوي .. وفي يوم عـــاد من عمله فـلم يجدهــا في المنزل ســـأل أحد أطفاله فقال : ذهبت إلى بيت جدي .. فلم يمكث بالمنزل وأسـرع ليعيدها ...

                               ( 2 )
-  يا لــيتني يا أختـي تزوجت رجــلاً ثريــــاً مثــل لــطفي زوجــــــــــك .. 
قالتها لأختها وهي تتحـــسر على أيامها التي قضتها وتقضــيها مع زوجها هـذا الموظف الصــغير .. فــهدأت أختها من روعهـــا وقالت لها إن الحياة نصـيب .. ونصيبها هــو الذي أوقــعها في زوجها هـذا كما أوقـعها هي في لطفي الثري .. طــرق هو الباب .. فــفتح له الأب .. وتعانقـا وتحدثـا كثيراً .. أبت في أول الأمر أن تعود لولا إلحاح الأب .. وأخذها من يدها .. وعادت إلى البيت كما عاد معـها اللوم والعتاب ..

                                      ( 3 )
قرأت في الصـحيفة اليومية نبأ القبض على لطفي زوج أختهــا بتهمة الكسب غير المشروع فلم تصــدق .. وقــعت منها الجريدة على الأرض .. مـال عليهـا الزوج وقرأ الخبـر .. نظر إليها عدة نظرات ذات معنى .. وإرتمت على أطرافه تقبلها .. أحـس بنشوة الإنتصار .. وطـلبت منه أن تذهـب لأختهـا لتواسيهـا .. فوافـــق على الفور .. فإحتضــنته وقــــــالت :                                                           - الحــمدلله أن زوجـي رجـل شـريف  ..

                              ( تـمـــــت )