محمود البسيوني يكتب: النهر الصامت

قد يراك الكثيرين مياه ووديان وطمي وفيضان 
ولكني أشعر بك 
لك روح ونبض وذاكره وكبرياء
أنت كاكسير حياة يجري في العروق والأرض 
اعلم تماما قوة عزيمتك 
فقد حفرت مياهك الوادي 
وقطعت آلاف الاميال فقط 
كي تلتقي بالبحر
ولكن 
لدي تساؤلات حائرة 
هل مازالت ضفافك تحمل ذكريات الطقوس المقدسه ؟ 
اتفتقد العرائس ؟ 
أم أن السدود هي قرابين بعثت من جديد لتنتقم ؟ 
هل سأنظر حولي يوما ما فلا أجدك 
وتصبح أحلامي هي مكان لقائنا الوحيد ؟

أيها النهر الصامت 
أنا الآن في أشد الحاجة إليك 
فوسط مياهك يتبدل يومي في لحظة 
التقط أنفاسي 
تختفي متاعبي 
وتتلاشي همومي بمجرد النظر إليك 
ولكن
لدي تساؤلات حائرة 
أتري ان نبدأ البحث عن نهر اخر تحت الرمال
أم نمد أيادينا للعدو ونطلب منه العون  
إنا كالجميع تتلاعب بنا المشاعر في وقت السلم 
فنصرخ بنغمات قاسية ونحمل الطبول والرايات 
ننسي كيف لسنوات طويلة شوهتنا الحروب 
وكيف ستكون الحياة علي ضفاف نهر احمر 
تحمل مياهه الكراهية والدم ؟

أيها النهر الخالد 
لقد وضعت تلك الكلمات معا لعلها تعني لي ولك شي 
ولكني لن أكتبها كالمعتاد في رسالة بخط اليد 
لن اضعها بعناية في زجاجه أهديها إليك إلي الابد ستحمل الرياح كلماتي 
وسنظل جميعا في أشد الحاجة إليك.