EN 
لارتفاع أسعار النفط تأثير إيجابي على بعض الدول، وبالضرورة سلبي على دول أخرى، حيث إن أي حركة غير معروفة في سوق النفط، تؤثر بشكل كبير على الدول والشركات، سواء منتجين أو مستهلكين، وخلال السطور التالية يستعرض “صدى البلد” بشكل مبسط، تأثير ذلك إيجابيا وسلبيا.
الرابحون من ارتفاع أسعار النفط
تتلخص قائمة الرابحين من الأمر في الدول والشركات المنتجة والمصدرة للنفط، فدخول عملات صعبة لأي من تلك الدول وزيادة الاحتياطي بها ينعكس على عملتها المحلية واقتصادها الداخلي والخارجي.
أما بالنسبة إلى الشركات المستخرجة والمنتجة للذهب الأسود فارتفاع أسعار النفط ينعكس على أسهم تلك الشركات ومن ثمن قيمتها السوقية ونسبة أرباحها وفرصة زيادة نسبة المساهمين بها، مما يدعم أسهم تلك الشركات.
الخاسرون من ارتفاع أسعار النفط
أما بالنسبة إلى الخاسرين فهي الدول المستوردة للنفط، فارتفاع أسعار النفط يؤثر عليها سلبا من خلال استنزاف العملة الصعبة بها ومن ثم خسائر مادية وضعف بالاقتصاد المحلي لها لخسارتها قيمة أكبر من احتياطياتها من العملة الأجنبية، حيث لا تبيع تلك الدول المحروقات لشعوبها إلا بالعملة المحلية ومن ثم مزيد من التراجع الاقتصادي.
أما عن تأثير إرتفاع أسعار النفط على الأسعار فالأمر ينعكس بارتفاع قيمة الأسعار في مناحي الحياة المختلفة ومن ثم زيادة نسبة التضخم وأيضا ضعف القوى الشرائية للسلع من المستهلكين وينعكس ذلك على معدلات النمو المحددة في كل دولة.
وبالتزامن أيضا فإن أرتفاع أسعار النفط يؤثر بقوة على الشركات وأرباحها في العديد من القطاعات المعتمدة بشكل كلي على المحروقات، مثل شركات الطيران، التي تخسر كثيرا حال إرتفاع أسعار النفط بسبب زيادة تكاليف التشغيل.
التحوط من أسعار النفط
أما النوع الثالث من الدول والمؤسسات المتأثرة بارتفاع أسعار النفط في الدول المتبعة لنظام "التحوط"، والتحوط هو هو اتخاذ موقف للتعويض عن مخاطر تقلبات الأسعار في المستقبل في أحد السلع الإستراتيجية، وهنا نتحدث عن النفط، حيث إن التحوط يعد نوع شائع للغاية من المعاملات المالية التي تقوم بها الشركات والدول بشكل منتظم، كجزء منتظم من إدارة المال والأعمال، الشركات غالباً ما تكتسب التعرض غير المرغوب فيه لقيمة العملات الأجنبية، و سعر المواد الخام.
نتيجة لذلك، يسعون إلى تقليل أو إزالة المخاطر التي تأتي مع هذه التعرضات عن طريق إجراء المعاملات المالية.
وفي الواقع، تم إنشاء الأسواق المالية إلى حد كبير لمثل هذا النوع من المعاملات - حيث يقوم طرف ما بإلغاء المخاطر على الغير.
أسباب ارتفاع أسعار النفط
من المتعارف عليه في أي سلعة هو أن تراجع الأسعار يكون بفضل زيادة الإنتاج عن الإستهلاك، ومن ثم فأن زيادة الطلب عن الكمية التي يحتاجها السوق يؤدي لزيادة قيمة المنتج، وهو بالفعل الأمر الذي يحدث في أسواق النفط، ولكن كيف تتغير نسبة الإنتاج أو نسبة الطلب، أولا الإنتاج يتغير بخروج آبار عن الإنتاج، أو إيقاف دولي لأحد الدول المصدرة كالحال الواقع مع إيران، أما زيادة الطلب فعوامله كثر مع زيادة النمو الاقتصادي والسكاني بشكل عام، وأيضا المشروعات الضخمة الجديدة بالدول.
أما عن الأسباب الحالية فبحسب تقارير عبر وكالات الأنباء العالمية، فإن بيانات تسارع التعافي الاقتصادي الصيني في بداية 2021 العام الجاري، هي التي دعمت الطلب على الطاقة لدى أكبر مستورد للنفط في العالم، وبالتالي رفعت الأسعار.
وأظهرت البيانات أن نمو الناتج الصناعي الصيني تسارع في يناير وفبراير، متجاوزا التوقعات، في حين ارتفع إنتاج مصافي التكرير 15% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.
إلى ذلك فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو أيار 47 سنتا، بما يعادل 0.7%، في التعاملات الآسيوية، في حين بلغ الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل زيادة 49 سنتا، أو 0.8%.
وعن تفاصيل وأسباب زيادة الطلب الصيني على النفط، فإن الصناعات الثقيلة الصينية شهدت نموا قويا، إذ سجل إنتاجها من الأسمنت والصلب والألمنيوم نموا في خانة العشرات بالمقارنة مع مستويات 2019 قبل جائحة كورونا، وأن معدلات النمو جاءت كبيرة بالنظر إلى أسس الصين الكبيرة، حيث أن إنتاج وشحن كل تلك المواد يحتاج طاقة".
أيضا، من أسباب ارتفاع الأسعار، أن المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط خفضت إمدادات الخام تحميل أبريل لما لا يقل عن أربعة مشترين من شمال آسيا بما يصل إلى 15%، بينما لبت المتطلبات الشهرية العادية لشركات تكرير هندية.
تأثير ارتفاع أسعار النفط على مصر
يعد ارتفاع أسعار النفط له تأثيرين متضادين على مصر فأولها الخسارة بسبب فاتورة شراء فرق الاستهلاك عن الإنتاج، ومن ثم ضخ أموال صعبة أكثر في الشراء، وأيضا مردود ذلك على المواطن الي يتم تسعير البنزين له كل ثلاثة أشهر، ام الشق الإيجابي في الأمر فهو زيادة نسبة الاستثمارات في قطاع النفط، حيث كلما إرتفعت الأسعار زادت شهية المستثمرين للتنقيب عن النفط طمعا في مزيد من الأرباح.
توقعات بزيادة أسعار النفط
توقعت المؤسسة المالية الأمريكية جولدمان ساكس، أن ترتفع أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل في الربع الرابع من العام الجاري، معللا ذلك بأن السوق لم تحسن تقدير التعافي في الطلب، وذلك حتى بالرغم من الاستئناف المحتمل للإمدادات الإيرانية من الخام.
وقال بنك جولدمان ساكس ، في مذكرة بتاريخ أمس الأحد "بالتالي، تظل المبررات لارتفاع أسعار النفط كما هي بالنظر للارتفاع الكبير في الطلب مع توسع نطاق التحصين (من كوفيد-19) في مواجهة إمدادات لا تتسم بالمرونة".
وأضاف أن افتراض عودة الصادرات الإيرانية في يوليو تموز لا يمنع أن أسعار برنت ما زالت بصدد الوصول إلى 80 دولارا بحلول الربع الرابع.
