الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. فتحي حسين يكتب: مدينة المتناقضات !

صدى البلد

ربما تتعجب عندما تقرأ عنوان المقال للوهلة الاولي، فالمقطم يعد بالفعل مدينة داخل مدينة القاهرة وربما يطلق عليها ضاحية نظرا لارتفاعها الشاهق عن باقي مناطق القاهرة، وتعد المقطم من المناطق التي تقع وسط محافظة القاهرة ،في منطقة جبلية تعد الاعلي ارتفاعا من باقي مناطق الجمهورية وهذا ما جعل جوها يتميز بالحرارة الشديدة في الصيف والبرد القارس في الشتاء ! بشكل يختلف 5 درجات انخفاضا وارتفاع في الحرارة عن باقي مناطق القاهرة !
ويجمع المقطم بين المتناقضات الكثيرة التي لا يمكن ان يتخيلها عقل بشري يفكر بشكل منطقي ،بالرغم من ان حي المقطم يضم شرائح سكانية متعددة ومتنوعة بالإضافة الي مناطق مختلفة مثل الهضبة العليا ، ومنطقة الهضبة الوسطي او السفلي علي حسب المفهوم الدارج لدي الناس هناك ، ويضم المقطم عدد سكان لا بأس به وهو في ازدياد مستمر ،بحيث لا يقل عن نصف مليون نسمة تقريبا ما بين شرائح عالية جدا ومتوسطة.
ويضم المقطم مناطق شارع 9 وتفريعاته وتضم شقق راقية وقصور وفيلل، وهناك أحياء  من الاول الي الثامن بالهضبة المتوسطة ، وسكانها متوسطي الحال واثرياء أيضا ومنهم الفقراء، وهناك مناطق فقيرة وشعبية ويمثلها مناطق مثل الزلزال وصبحي حسين والمفارق والسبعين فدان والسوق والمساكن، فضلا عن ضم مناطق اخري بها مثل حي الاسمرات المجاور لحي المقطم والذي تم نقل سكان المناطق العشوائية بالدويقة ومنشية ناصر إليها !  وتعتبر شركة النصر للاسكان والتعمير مالك 95% من عقارات المقطم ،تقريبا ، وهي احدي فروع الشركة القابضة للاسكان والتعمير ،المالك الاساسي لأغلب اراضي حي المقطم وتتبع وزارة قطاع الأعمال العام !
ولشركة النصر استثمارات عقارية وتجارية في الهضبة العليا والوسطي .
فضلا عن وجود اراضي حاليا وغير مستغلة منذ عقود طويلة هناك  وشقق أيضا !! 
علاوة علي اماكن لم تصلها خدمات الحكومة حتي الان في العضة الوسطي !!
وتعد احوال الشوارع والطرقات الداخلية هناك من ابرز المتناقضات في حي المقطم  والتي يشوبها تكسير وحفر و"رديم تراب" متناثر علي الارض بشكل مستمر ورغم ذلك لا يلفت انتباه المسؤولين بالحي هناك ولا أي عابر سبيل من وزراء الحكومة والمشاهير القاطنين هناك !
بالرغم من الارتفاع غير المبرر لاسعار الشقق السكنية هناك والتي تصل الي مليون ونصف واحيانا 2 و3 و5 مليون للشقة الواحدة " وليس الفيلا" الا ان الشوارع من حولها والمياة المتراكمة حول المباني من كل الاتجاهات بشكيل يستحيل معه السير بسيارتك بشكل أدمي او طبيعي !!  وهو ما تراه في 90% من شوارع المقطم وامام الارس هناك!
الأمر الآخر وهو سيطرة بعض الفئات علي مجريات الحياة هناك مثل سماسرة العقارات الذين يتحكمون في رفع اسعار الشقق التمليك والايجار بين فترة واخري بحيث تجد ايجار الشقة الخالية يصل الي ما بين 5 الي  9 و10  آلاف جنيه شهريا، بينما تصل الي 20 و30 ألف شهريا للشقة الإيجار المفروش! فضلا عن ان  أغلبهم يعمل بالمهنة دون ترخيص مزاولة للمهنة واغلبهم من البوابين او حراس العقارات بالحي نفسه ،بجانب بعض المكاتب التي تعمل في السمسرة العقارية اصلا! وهم الفئة التي تتحكم في بورصة اسعار العقارات هناك بشكل جعل سعر النار هناك يتزايد بسرعة الصاروخ!
والفئة الاخري وهم البوابين الذين يقيمون بالعقارات التي   يعملون بها هناك ويقومون باستنزاف مياة لا حصر لها يوميا في غسيل السيارات اصحاب الشقق من خلال استخدام خراطيم المياه يوميا كنوع من الاستسهال ومن اجل رش الشوارع يوميا وهذا يمثل اسراف غير مقبول منهم بالرغم من تحذيرات شيوخ المساجد وغيرهم الا انهم لا يسمعون لاحد ،ولا يلقون اعتراض من اصحاب السيارات انفسهم ! ناهيك عن عملهم بالسمسرة العقارات علي طريقة الفنان احمد ذكي " عبد السميع " في فيلم البيه البواب! فضلا عن شراء كل بواب توكتوك من اجل العمل عليه بينما شئون البوابة يتركها لزوجته واولاده !!
فضلا عن الباعة المتجولين لاجل بيع البطيخ والفلكهة والخضروات والملابس والتكاتك التي انتشرت بالمنطقة الراقية كانتشار النار في الهشيم ،فضلا عن الاسعار المرتفعة المواد الاساسية من طعام وشراب هناك دون رقابة!
يُضاف الي هذا انتشار ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب هناك بشكل غير طبيعي فكم من السيارات الفارهة تجدها امام منزلك وربما فوق سياراتك لمجموعة شباب وفتيات حتي الصباح! فضلل عن مخالفات ركت السيارات في شارع 9 والتي تؤدي الي ازدحامه دون ان يتحرك احد هناك!
فضلا عن وجود أراضيه كثيرة غير مستغلة منذ اكثر من اربعين سنة  امتلاء المنطقة بكلاب الشوارع والحيوانات الاليفة أيضا ! وهناك ظواهر غريبة ربما لا تجدها الا في المقطم ولا يتسع المثال لذكرها وهي تحدث تحت سمع وبصر الحي بالمقطم والمسؤلين ولا احد يحرك ساكنا هناك والمقطم منطقة فريدة تحمل بين طياتها متناقضات غريبة بالرغم من وجود شخصيات كبيرة وشهيرة وصفوة ووزراء يسكنون بها،  فضلا عن أسعار الشقق المبالغ فيها هناك الا ان هناك نقص في الخدمات الحكومية والاهتمام بالشوارع والامن بها ،نختاج الي يد قوية تضبط حياتنا وليس ايدي مرتعشة لأن الأخيرة قال عنها الرئيس الراحل عبد الناصر ، لا تقوي علي البناء!