الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي..رؤية تحليلة

محللون: فاعلية دبلوماسية مصرية غير مسبوقة لحماية المصالح الاقتصادية والأمنية في أفريقيا

الرئيس السيسي ورئيس
الرئيس السيسي ورئيس جيبوتي

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن زيارته لـ جيبوتي تأتي استمرارا للعلاقات المتميزة التى تربط البلدين الشقيقين، مؤكدا حرص مصر على توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، و تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضي قدمًا بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي.

 

استثمارات مصرية

وشدد الرئيس السيسي، خلال مؤتمره الصحفي بعد القمة المصرية الجيبوتية أمس، على ضرورة الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجيستية المصرية في جيبوتي خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع، وتعزيز التعاون في مجالات النقل وربط الموانئ والتنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في جيبوتي بجانب التعاون في مجال الاستزراع السمكي.

 

وفي هذا الشأن أكد عدد من الخبراء والمحللين في الشأن الدولي والأفريقي أن زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي تؤكد دور مصر الفاعل والرائد وتعزيز مكانتها بين شعوب المنطقة، مشيرين إلى أن قضية سد النهضة والملف الأمني والإستثمارات أبرز ما جاء بـ القمة المصرية الجيبوتية، لتأكيد على العلاقة الطيبة والقوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

فاعلية دبلوماسية غير مسبوقة

قال سيد فليفل أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة والرئيس السابق للجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن مصر تشهد طفرة كبيرة على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية منذ تولى الرئيس السيسي المسؤولية عام 2014، حيث قام بأكبر عدد زيارات خارجية لدول العالم ودول افريقيا بشكل خاص لتعزيز دور مصر الإقليمي والريادي في المنطقة، موضحا أن جيبوتي لها دور حيوي كبير في البحر الأحمر.

 

المصالح الإقتصادية

وأكد أن عملية تأمين البحر المدخل الجنوبي للبحر الأحمر سيتم مناقشتها في القمة المصرية الجيبوتية لأنها تمر بها حوالى 18% من نسبة التجارة الدولية، كما تعد المدخل الجنوبي لقناة السويس، لذلك فإن هذا الملف الأمني سيكون محل تفاهم بين الرئيس السيسي والرئيس إسماعيل جيلة رئيس جيبوتي.

ولفت فليفل إلى أن جيبوتي تعتبر حارسة للمدخل الجنوبي للبحر الأحمر ولها دور كبير لتأمين الملاحة، ومواجهة أعمال الخروج عن القانون الدولي، مثل تصديها لقراصنة  البحر الأحمر، وعمليات اختطاف السفن، وأن إمدادها بالمساعدات و الاستثمارات الاقتصادية المصرية، باعتبارها دولة عربية وإسلامية شقيقة، سيساهم في تعزيز دورها وزيادة التفاهم بين البلدين والشعبين.

زيارة تاريخية

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، مدير تحرير صحيفة الأهرام المتخصصة في الشؤون الأفريقية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جيبوتي أمس، هي زيارة تاريخية وتعد الأولى من نوعها، وتأتي في إطار حرص مصر الدائم على التواصل مع أشقائها في افريقيا والدول العربية، مشيرة إلى أن تطوير العلاقات المصرية الجيبوتية سيصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

 

سد النهضة

وأضافت الحسيني، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إن قضية سد النهضة كانت الأبرز على طاولة القمة المصرية الجيبوتية، لحرص مصر الدائم على إطلاع أشقائها وحلفائها بالمجتمع الدولي على تطورات قضية سد النهضة، ومطالب مصر العادلة للحفاظ على حقوقها في النيل، كما أطلعت باقي الأشقاء في أفريقيا والعالم العربي والمجتمع الدولي.

وأكد الحسيني أن مصر تستعيد دورها الاقليمي الرائد وتعزز مكانتها في الاقليم من خلال جهودها الكبيرة خلال الفترة الأخيرة لصالح تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة وظهر ذلك من خلال اتصالات الرئيس بادين بالرئيس السيسي وأيضا اتصال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس السيسي، وزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى رام الله والأردن، واستقبال وزير الخارجية اللأمريكي بالقاهرة.

أهمية جيبوتي الإستراتيجية

أكد طارق فهمي  أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي، ذات مستوى عال من الأهمية، لأنها إحدى دول النطاق الاستراتيجي، وتعد حليفا استراتيجيا قويا ومهما لـ مصر، مشيرا إلى أن أهمية الزيارة تكمن في توقيتها العصيب بالتزامن مع ما تمر به منطقة القرن الأفريقي من نزاعات بسبب المناوشات السودانية الإثيوبية على الحدود، بجانب تأزم الأوضاع في إقليم تيجراي، وأيضا قضية سد النهضة والتعنت الإثيوبي بها.

وأوضح فهمي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن زيارة الرئيس تعتبر اعترافا رسميا من جيبوتي بحقوق مصر المائية فيما يخص قضية سد النهضة، وموقفها الداعم والمساند لنا في ظل حالة عدم الاستقرار الموجودة في القرن الإفريقي حاليا، وبالتالي فإن رسائل الزيارة تؤكد عمق العلاقات المصرية الجيبوتية الراسخة.