الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتقال «مترو جولدوين ماير» إلى عالم «الأونلاين»

أسست شركة Metro-Goldwyn-Mayer الشهيرة للإنتاج والتوزيع السينمائي والتليفزيوني عام ١٩٢٧ ومقرها ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وهي من أوائل شركات الانتاج السينمائي في العالم وصانعة أشهر الأفلام العالمية. الشركة والمعروف اسمها أيضاً بـ إم جي إم أو مترو انتقلت ملكيتها عدة مرات على مدار تاريخها وتعثرت مادياً في فترات ولكن حظها من إنتاج أشهر الأفلام السينمائية الكلاسيكية والمعاصرة يشار لها بالبنان يكفي أن أذكر مجموعة أفلام روكي وأفلام جيمس بوند. ويٌذكر أيضاً إنها كانت من أكثر الشركات هيمنه على الانتاج في أمريكا في المراحل الأولى لصناعة السينما الأمريكية ولها خط متميز في انتاج الأفلام الكلاسيكية المستوحاة من أرقي الأعمال الأدبية الإنجليزية والأمريكية.
وفي أخر تطور لأخبار شركة مترو المرموقة تم الإعلان مؤخراً عن استحواذ وشراء شركة آمازون العالمية عليها مقابل ٨،٤٥ مليار دولار أمريكي. وهو نقطة مختلفة تماماً في تاريخ انتقال أصول وملكية الشركة المعتاد عليها أو في اعتقادي هي نقطة تحول . فنحن هنا لا نتحدث عن انتقال أصول ورأس مال ومكتبة أعمال تليفزيونية وسينمائية لشركة انتاج أخرى بنفس الإطار نحن نتحدث هنا عن انتقال الشركة لعالم منصات العرض الجديدة أي إلى عالم الأونلان ببساطة.
قد يمر هذا الخبر كخبر استحواذ مرور الكرام ولكننا هنا نتكلم عن سياق لتباطئ العروض السينمائية في دور العرض السينمائي وتباطئ لقرارات الانتاج بسبب جائحة عالمية. ونجد أنفسنا أيضاً في سياق هام جداً وهي سياق سباق عالمي لمنصات العرض العالمية للاستحواذ على جماهير أي الاشتراكات وسباق إنتاج سينمائي وصل إلى المنافسة على جوائز الأوسكار والفوز بها هذا العام. وفي إطار هذا السياق الجديد نجد أنفسنا مع مفردات صناعة السينما وركائزها لكن قد تغير المسار والإطار.
ومع هذا السباق نجد أن أحد معايير السباق هو امتلاك مكتبة تدعم الانتاج الجديد للمنصات. بمعنى المنصة لديها القدرة على الانتاج والعرض ولكن مع نهم المشاهد أو المشترك واقباله وعدم انتظاره الانتاج الجديد نجد أن وجود مكتبة ذات محتوى ومضمون عالي الجودة ضرورة حتمية.  مع دخول شركة آمازون العالمية من خلال منصة برايم فيديو Prime Video كمنصة للعرض التليفزيوني والسينمائي أونلان أجد إنها بحاجة إلى مكتبة محتوى إذا ما تم مقارنتها بمنصات العرض الأخرى. ولهذا أجد أن الخبر ليس مجرد خبر استحواذ بسبب تباطئ انتاج شركة ام جي ام أو تعثرها مثلاً وذلك بالرغم من بيعها حقوق عرض كثير من محتواها الشهير والغزير لسنوات لقنوات وشبكات تليفزيونية ولكني أجد الخبر مؤشراً واضحاً على شراسة وضراوة المنافسة بين المنصات في خلال السنوات القادمة والتي هي أيضاً منافسة على الاستحواذ على الجمهور أي الاشتراكات وليس المحتوى فقط أو زيادة الانتاج. وأود أن أشير هنا أن دخول أزمة الجائحة العالمية في السياق كان أحد أسباب الإسراع بالتحول نحو المشاهدة عبر المنصات والإقبال عليها ولكنها كانت مؤشر للشركات  المالكة للمنصات أيضاً للإسراع بالاستحواذ على الجمهور من خلال تقديم محتوى ومضمون متنوع لأن كل التوقعات بزيادة الاشتراكات قبل الجائحة مختلف تماما عن بعدها وسأذكر هنا على سبيل المثال منصة ديزني بلس والتي كتبت عنها مقالاً مستفيضاً عند إطلاقها في ٢٠١٩ . خلال الجائحة تخطت منصة ديزني بلس حاجز الــ ١٠٠ مليون اشتراك خلال ١٨ شهراً تقريباً منذ إطلاقها مع العلم إنها مازالت تبث محتواها داخل السوق الأمريكي والكندي وبعض الدول الأوروبية والهند ولم تدخل سوق الشرق الأوسط أو آسيا بعد. وبعد هذا العام من المتوقع أن يصل عدد المشتركين في منصة ديزني بلس ٢٤٠ مليون مشترك في خلال السنتين القادمين أو أكثر. هذه القفزة في عدد المشتركين سببها انتشار الوباء والعزوف عن مشاهدة الأفلام في دور العرض والذي أدي إلى قرار إتاحة العروض الأولى لأفلام شركة ديزني للانتاج وشركائها على منصتها مما حقق قفزة في الاشتراكات وحقق تغيراً في عادات المشاهدة لصالح عالم المنصات ولكن لا ننسي مكتبة أعمال شركة ديزني كأهم محتوى عائلي عالي الجودة له تاريخ طويل بالإضافة لشركائها في العرض على نفس المنصة مثل شركة مارفل وشركة ستار ورز.
وعودة إلى أمازون فدخولها عالم منصات العرض من خلال برايم فيديو ثم قرار استحواذها على شركة إم جي إم الأخير ما هو استثمار طويل الأمد في مستقبلها في هذا العالم الجديد مساحات حصتها من الاشتراكات عالمياً. فبعد عدة سنوات ستكون آمازون المتحكم الوحيد في حقوق عرض أفلام شركة مترو بعد انتهاء صلاحية حقوق عرض الأفلام من أطراف أخرى.
ومثل هذه القرارات المستقبلية المبكرة أيضاً تذكرني بقرار شركة ديزني عندما قررت انشاء منصة لها وإطلاقها في عام ٢٠١٩. لم يكن القرار وليد اللحظة وفي نفس العام فقد بدأ استثمار شركة ديزني في هذا التوجه الجديد في عام ٢٠١٦  بتأسيس البنية التحتية وها هي ديزني في عام ٢٠٢١ على قمة هرم المنصات بتوقعات مستقبلية للاستحواذ على مزيد من الاشتراكات.
استثمار شركة أمازون  في شركة إم جي إم صاحبة التاريخ الآن قد يبدو عادياً ولكني أتوقع اكتساحاً في المنافسة بعد عدة سنوات نظراً لامكانيات شركة أمازون أولا ولأن شركة إم جي إم تمتلك مكتبة أعمال ليست بالهينة وأعمالها بالفعل عالمية شاهدها الملايين حول العالم. وعندما يندمج تاريخ الانتاج السينمائي والتليفزيوني لشركة بدأت أول أعمالها عام ١٩٢٤مثل شركة إم جي إم مع إمكانات بحجم شركة مثل أمازون فنحن بصدد مارد عملاق على الطريق في عالم منصات العرض الجديدة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط