مصير المصالحة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار والتحركات المصرية

قال طارق الفرا، المحلل السياسي الفلسطيني، إنه كان من المفترض إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية قبل عدوان قوات الإحتلال الإسرائيلي، على الأراضي الفلسطينية خلال الفترة الماضية، وكان ستعمل تلك الإنتخابات على توحيد الفلسطينيين ورأب الصدع بينهم وتوحيد كلمتهم، وإعطاء شرعية للقيادة الفلسطينية الجديدة وتنهي الإنقسام، ولكن تعمد الإحتلال الإسرائيلي منع إجراء الإنتخابات التشريعية في القدس، لذلك قررت السلطة الفلسطينية تأجيلها لحين إجرائها في كل فلسطين لأن القدس لا يمكن أن تتجزأء عن فلسطين.

معوقات أمام المصالحة

وأضاف الفرا خلال كلمته في ندوة بـ "صدى البلد"، أن الإنقسام بين الأطراف الفلسطينية، تم تعزيزه من قبل الإحتلال الإسرائيلي، وبعض قوى الشر في المنطة التى تتدخل في الشؤون الفلسطينية لمنع أي مصالحة تتم، ولكن تسعي مصر دائما لجمع الفرقاء، موضحا أن الإنقسام الفلسطيني، هو إنقسام فكري وسياسي، يمكن التغاضي عنه، ولكن فلسطين تظل جسد واحد، وغزة جزء من القدس والعكس صحيح.

سيناريوهات العملية السياسية الجارية في فلسطين بين الوفد المصري وطرفي الصراع

إتفاق فلسطيني

وأكد الفرا على أهمية الوصول إلي اتفاق ورأي فلسطيني واحد قبل بدء مؤتمر السلام المزمع إقامته في القاهرة بشأن القضية الفلسطينية، وذلك لبلورة الموقع الفلسطيني ورؤية أبناء فلسطين الواحدة الواضحة في إقامة دولتهم، وإنهاء الإحتلال من خلال إنهاء الإنقسام.

وشدد المحلل السياسي الفلسطيني، على ضرورة مساعدة الدول العربية برعاية مصرية لوقف هذا الإنقسام الفلسطيني – الفلسطيني، ووقف الدول التى تدعم الفصائل الفلسطينية على حساب فصائل آخرى، حتى يكون هناك قفزة كبيرة في القضية الفلسطينية، ومن ثم إجراء الإنتخابات التشريعية بشكل ديمقراطي.

إعادة إعمار غزة

وأكد الفرا على أنه في حال  لم نتمكن في هذا التوقيت من إنهاء النزاع الفلسطيني الفلسطيني، فإنه على الأقل يمكننا بناء موقف واحد خاص بعملية إعادة إعمار غزة، والعمل على تهدئة الوضع في الضفة الغربية، لأن الإحتلال الإسرائيلي يعمل حاليا على إستغلال هذا الإنقسام وتعزيز المستوطين في الضفة بهدف إحداث تغيير ديمغرافي للقدس وطمس هويتها الفلسطينية والعربية.

وأختتم قائلا: "إن المقاومة الفلسطينية تمكنت من إرسال رسالة واضحة لـ الإحتلال الإسرائيلي مفادها أن غزة ليس لقمة سائغة لهم وقد شهدوا ما حدث في تل ابيب، بجانب أن مصر لديها قدرة تفوق أي دولة آخى في السيطرة على وقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة".