الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم العالمى لمكافحة التدخين

يحتفل العالم باليوم العالمى لمكافحة التدخين فى 31 مايو. يواجه المدخنون خطراً أكبر من غيرهم للإصابة بمرض وخيم والوفاة بسبب ‏فيروس كوفيد-19 بنسبة 50%. هناك 1.3 مليار مدخن في العالم اليوم ،  إذا استمر هذا الاتجاه ، فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.6 مليار بحلول عام 2025.عالميًا يتعاطى التبغَ 39% من الرجال ، و 9% من النساء. تقدر منظمة الصحة العالمية التكلفة السنوية المباشرة لعلاج الأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ  في مصر بنحو 545.5 مليون دولار أمريكي.
يقتل التبغ نصف من يتعاطونه تقريباً. لا يوجد أي مستوى مأمون من التعرّض لدخان التبغ غير المباشر الذي تنجم عنه أكثر من 1,2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا والإصابة بحالات حادة من الأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي.يتنفس حوالي نصف الأطفال بانتظام هواءً ملوثا بدخان التبغ في الأماكن العامة، ويموت 000 65 شخص سنويا من جراء الإصابة بأمراض تعزى إلى التدخين السلبي. يزيد التدخين السلبي اللاإرداي لدى الرضع من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي. وأما لدى النساء الحوامل، فيتسبب في مضاعفات الحمل ونقص الوزن عند الولادة
يقتل التبغ أكثر من 8 ملايين شخص كل عام ، أى وفاة واحدة مرتبطة بالتدخين كل خمس ثوانٍ. وهذا يعني مليون حالة وفاة أكثر مما يحدث كل عام نتيجة لفيروس نقص المناعة البشرية ، والسل ، والملاريا مجتمعة.يودي التبغ بحياة أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرةً ونحو 1,2 مليون من غير المدخّنين يتعرّضون لدخانه لا إرادياً.
عالميًا ، يتم شراء حوالي 10 ملايين سيجارة في الدقيقة ، ويتم بيع 15 مليار سيجارة يوميًا ، ويتم إنتاج واستخدام ما يزيد عن ستة تريليون سيجارة كل عام.
يوجد أكثر من 7000 مادة كيميائية في دخان التبغ ، من بينها أكثر من 250 مادة معروفة بأنها ضارة ، وأكثر من 69 مادة معروفة بأنها تسبب السرطان.
لوحظ زيادة معدلات العدوى بفيروس الكورونا المستجد فى المدخنين. التدخين يخفض مضادات الأكسدة، و يزيد من الشوارد الحرة فى الجهاز التنفسى .  وبذلك يمهد لفيروس الكورونا الجديد، مضادات الأكسدة الطبيعية أصبحت من أساسيات الارتقاء لصحة ومناعة أفضل. مضادات الأكسدة هي بعض الإنزيمات، والأحماض الأمينية، والمعادن، والفيتامينات التي تحمي الخلايا من الجزيئات الحرة التى عادة ما تنتج داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم، وتُضعف جهاز المناعة. التدخين يزيد من الشوارد الحرة خاصة فى الشعب الهوائية، ويسبب نقصان كبير فى مستويات مضادات الأكسدة. الشوارد الحرة هى جزيئات تحمل أعدادًا فردية من الإلكترونات مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إلكترونات تسرقها بتدمير الخلايا والشفرات الوراثية وبالتالى أنسجة الجسم.
التدخين يسمم الخلايا الطلائية للشعب الهوائية، و يخفض من مضادات الأكسدة فى هذه الخلايا بعد 60 دقيقة فقط من التدخين.  تغطى  الخلايا الطلائية المجرى الهوائى فى الشعب الهوائية، وتعمل كخط دفاع ميكانيكى داخلى للجهاز التنفسى من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية، وتنظف باستمرار الغشاء المخاطى فى الشعب الهوائية مما يمنع أى عرقلة ميكانيكية لتدفق الهواء، وتفرز العديد من الوسائط الكيمائية تفيد فى نمو وتطور وعمل هذه الخلايا والعضلات الملساء التى تليها، وتفرز مضادات للالتهابات طبيعية، التدخين يضر هذه الخلايا التى تتعرض باستمرار فى المدخنين لسمومه، إذ يسبب أيضا الإقلال من حيوية وكفاءة هذه الخلايا المهمة وظيفيًا، ويقلل من مناعتها، وقدرتها على التكاثر. تدخين التبغ يقلل من قدرة الخلايا الطلائية على إصلاح أى تلف مما يجعلها لبنة سهلة للالتهابات المزمنة، والربو الشعبى، وتليف الرئة.

التدخين يقلل من متانة بروتين الكولاجين، مما يقلل متانة الجهاز التنفسى .التدخين يؤخر تعافى الخلايا الطلائية للشعب الهوائية من الالتهابات الرئوية، ومن المعروف أن الفيروسات تسبب أغلب الالتهابات الرئوية، خاصة فى المدخنين ومرضى الربو والمسنين وذوى الأمراض المزمنة وناقصى المناعة والأطفال، ولا يوجد علاج غالبًا لأغلب الفيروسات، والشفاء منها يعتمد على استعادة الجهاز المناعى لعافيته للتخلص التام من الفيروسات.

يمهد التدخين الطريق للعدوى بالفيروسات التنفسية ، وهى تضر المدخنين أكثر من غير المدخنين، خاصة فى المسنين وذوى الأمراض المزمنة وناقصى المناعة، و الالتهابات الرئوية شائعة فى مرضى الكورونا الجديد. التدخين يمهد الطريق للعدوى بالبكتيريا أيضا خاصة الجهاز التنفسى لأنه ينقص المناعة.

التدخين يقلل من مستويات فيتامين سى، فيتامين سى يرفع المناعة، وهو مضاد للأكسدة، ويعزز إمتصاص الحديد، وهو مهم لعمل فيتامين حمض الفوليك، ومهم لعمل فيتامين ه‍، ويزيد من كفاءة الخلايا الأكولة، ويزيد من إفراز الوسائط الكيمائية المناعية، ويزيد من تعداد المستقبلات التى تتوافر على أسطح الخلايا الأكولة لاصطياد الميكروبات الغازية.

التدخين يشل الأهداب التنفسية، ويقصر من أطوالها فتصبح قزمة، مما يقلل من وظيفتها، ويقلل من قوى ضرباتها فتصبح ضعيفة، ويدمرها على المدى الطويل، الأهداب التنفسية زوائد مجهرية تنتشر على سطح الخلايا المبطنة للشعب الهوائية فى أغلب الثدييات. الأهداب التنفسية لها دور فى المناعة، وتعمل كخطوط دفاعية تمنع دخول الميكروبات الخلايا، وهناك تنسيق وظيفى متناغم بين الأهداب والخلايا المناعية. تهتز الأهداب بمقدار 800 مرة في الدقيقة فى الشعب الهوائية، و400 مرة فى الدقيقة فى الأنف والجيوب الأنفية. تنظف الأهداب التنفسية ما تحتها من خلايا بصورة دائمة، وتطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسية. تحمل الأهداب التنفسية مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها أولا بأول. الأهداب كاسحة للمخاط، ولولاها لتجمع المخاط وسد الشعب الهوائية فتحاول الرئتان التخلص منه بالكحة.

التدخين يزيد من إنتاج أول أكسيد الكربون، و هو يسبب العديد من أمراض القلب، إذ يقلل من وصول الأكسيجين إلى عضله القلب ،ويسبب زيادة لزوجة الصفائح الدمويه فتزداد القابليه لتكوين الجلطات ،  و بعد 30 دقيقه  تفقد الشرايين التاجيه ( التى تغذى القلب نفسه) الاحتياطى السريع  الذى يمد القلب بالدم وقت الخطر وعند زياده المجهود . يتسبب التدخين فى شلل الطبقه الطلائيه للأوعيه أيضًا.

الإقلاع عن التدخين هو أفضل ما ‏يمكن أن يقوم به المدخنون لتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا و السرطان و الأمراض ‏القلبية و أمراض الجهاز التنفسي و نقص المناعة و الفطريات مهما كانت ألوانها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط