الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رشا عبد الهادي تكتب: أفلح إن صدق

صدى البلد

جاء رجل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خمس صلوات في اليوم والليلة ".

فقال: هل عليا غيرها؟ قال : "لا، إلا أن تطوع". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وصيام رمضان".

فقال: هل عليا غيره؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا، إلا أن تطوع".

وذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الزكاة. فقال هل عليا غيرها ؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا، إلا أن تطوع " فأدبر الرجل ، وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص.

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق".     أخرجه البخاري

*هذا الوقف يعرض للمنهج الإسلامي الذى بقوم على التيسير ورفع الحرج، وعدم التكليف بما لا يستطاع، فالإسلام درجات متفاوتة ، وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم للسائل الحد الأدنى للتكاليف بعد الإيمان ، وهو أداء الفرائض المفروضة علي كل مسلم ومسلمة ، وأعلي منه التطوع بالنوافل ، ثم المزيد من البر والإحسان ، وهناك منازل شتى لأهل العمل وأصحاب العزائم والهمم  يتنافسون ويتسابقون في إدراكها وتحصيل خيرها.

لكن النبي صلي الله عليه وسلم ،وهو المعلم الهادي أرشد سائله إلي الحد الأدنى ؛تيسيرا علي أمته وأكد هذا في مواقف أخري ،فعن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله تعالي فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحرم حرمات فلا تنتهكوها ،وحد حدودا فلا تعتدوها ، وسكت عن أشياء من غير نسيان ،فلا تبحثوا عنها "   أخرجه الحاكم

وقال عبيد بن عمير : إن الله أحل وحرم ، فما أحل فأحلوه وما حرم فاجتنبوه ، وترك بين ذلك أشياء لم يحللها ولم يحرمها ، فذلك عفو من الله، ثم تلا قوله تعالي " يا أيها الذين ءامنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم "   [المائدة:101]

*ويفهم من هذا الموقف أن المؤمن إذا أدي ما عليه من فرائض ولم يزد عليها كان من المفلحين ؛ لأنه أتي بما فرض عليه. ولا يفهم من هذا الحديث بطبيعة الحال أن من يزيد علي  الفرائض ليس مفلحا، فبدهي أن من يفعل الواجب والمندوب معا أفضل ممن يفعل الواجب فقط، كما يستفاد من هذا الموقف ضرورة تبشير الناس والابتعاد عن التنفير؛ ويؤكد ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان : "يسروا ولا تعسروا ،وبشروا ولا تنفروا ".    أخرجه البخاري