EN 
ضربت السعودية نورة آل عسيلة أكبر مثل في العفو عند المقدرة والتسامح والصبر عند المصيبة حين جاءها قاتل ابنها معترفاً بارتكابه جريمة القتل في قرية آل عمودة بمركز خيبر الجنوب، فما كان منها إلا العفو عن القاتل، وطلب عدم المساس به حتى تستلمه سلطات الدولة.
ووقعت الحادثة خلال العام الماضي، حيث كان القتيل يذهب إلى مكان في آخر القرية ووقع شجار عند نخلة بينه وبين أحد الجيران لم يعرف سببه الحقيقي بعد، ثم وقع القتل.
وذكر محمد آل راجح شقيق القتيل، إن والدته قبلت الصدمة وعفت عن القاتل الذي جاءها واعترف بفعلته، وشكرت الله على مصابها، وطلبت منه وشقيقه عدم المساس بالمتهم، وقد استجابوا لها؛ ليعم القرية مبدأ التسامح وترفع الرايات البيضاء، ويعيش الجيران في سلام.
ووجه أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال، بتشكيل لجنة للوقوف على احتياجات المواطنة التي بادرت في يوم عيد الفطر بالعفو عن قاتِل ابنها دون مقابل، وأجرت اتصالًا هاتفيًا بوالدة القاتِل لتهنئتها بالعيد معلنةً العفو لها.
جاء ذلك خلال استقبال أمير المنطقة في مكتبه بديوان الإمارة، المواطنة وأبناءها، مشيراً إلى أن ما قامت به الأم يعد مثالا حيًا للعمل بما ورد في وثيقة إرساء السلم المجتمعي في عسير.
وأشاد أمير عسير، بموقف أسرة آل راجح قبيلة بني واهب شهران ووالدتهم نورة آل عسيلة، التي أجارت قاتِل ابنها وأمرت أبناءها بعدم التعرض للقاتِل حتى سلمته للشرطة، ثم تنازلت وعفت عنه لوجه الله تعالى دون شرط، مجسدة أنبل معاني الإنسانية وكتم الغيظ والإحسان لجارها الذي قتَل ابنها.
وأكد أن هذا الموقف هو تأصيل لمعاني وتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف، حيث حفظت والدة المقتول الضرورات الخمس الممثلة في الدين والعقل والنفس والعرض والمال، كما حفظت حق جارها وقاتِل ابنها حين عفت عنه وأمرت أبناءها بالعفو لوجه الله تعالى دون شرط أو طلب، واصفاً ذلك بأنه من أروع صور الإنسانية والعفو والتسامح.
وأشار إلى أن هذا العمل يعد نموذجا يقتدى به في كل أعمال لجنة إرساء السلم المجتمعي، مؤكدا أن هذا الفعل النبيل سيتم عرضه على أنظار ولي العهد لينال الإشادة من القيادة.
كما وجه الأمير بتشكيل لجنة برئاسته، للاجتماع بالأبناء ووالدتهم وبحث احتياجاتهم بدقة، ليكون العطاء ذا أثر يلامس الاحتياج الفعلي ويساهم في تغيير حياتهم للأفضل.
من جانبها، قدمت أسرة آل راجح ووالدتهم الشكر لأمير منطقة عسير على حسن الاستقبال والتقدير، مؤكدين أن ذلك ليس غريبا على القيادة الرشيدة التي تحرص دائما على تلمس حاجات المواطنين والوقوف بجانبهم في كل المناسبات والأحداث، بما يؤكد تلاحمها مع المواطنين.
