اكتشاف معلومات جديدة عن الوباء العالمي .. أعراض كورونا طويلة الأمد .. واكتشاف أسباب انخفاض الأكسجين فى دم المرضى ..وهذا العقار يساعد فى التعافى بسرعة

• أعراض كورونا طويلة الأمد تستمر لأكثر من 6 شهور
• انخفاض الأكسجين فى الدم العرض الأبرز لكورونا
• هذا الدواء يعالج انخفاض الأكسجين فى الدم لمرضى كورونا

عالم الفيروسات مليء بالتطورات خاصة فيما يتعلق بفيروس كورونا، ويسعى العلماء لمتابعة هذه التغيرات وكشف تفاصيلها وأسرارها، وكان أبرز ما تم التوصل إليه خلال هذا الأسبوع هو اكتشاف أعراض كورونا طويلة الأمد وسر انخفاض الأكسجين فى الدم وعلاجه.

 وطبقا لما جاء فى موقع "بيزنس إنسايدر" قال فداء شايب استشارى أمراض الرئة بعيادة كورونا في كلية بايلور للطب بولاية تكساس، يحتمل أن يعاني الناس من أعراض كورونا لفترة طويلة وقد لايدركون هذا الأمر لعدم اكتسابهم المعرفة اللازمة .

وأوضح «فداء» أن أعراض كورونا طويلة الأمد يظهر مع مجموعة كبيرة من الأعراض مما يجعل من الصعب على الأطباء اكتشافها".

ووجدت دراسة بريطانية إلى أن 1 من كل 10 ناجين من الوباء، يصابون بتداعيات طويلة الأمد تزيد عن المدة المعتادة أي 3 أسابيع.

ولم يعرف من أن أعراض كورونا طويلة الأمد ناجمة مباشرة عن الفيروس، أو أن بعضها ناتج عن الإجهاد وصدمة العدوى والوباء نفسه، ولكن اتفق الأطباء على مجموعة من أعراض كورونا طويلة الأمد وتتطلب زيارة الطبيب بشكل سريع، وهى:

ضباب الدماغ “ التوهان ”: 

ضباب الدماغ هو أحد الاضطرابات الذهنية التي تجعل ذهن الإنسان غير صاف وكأنه يغرق بالضباب ويؤثر على قدرة  الإنسان على التفكير والقيام بالأنشطة اليومية، ووجد تحليل إلى أن واحد من كل 5 مصابين بكورونا لفترة طويلة تزيد عن 6 أشهر تعرض لهذه المشكلة.

الإعياء:

وجدت دراسة صينية أن 6 من 10 متعافين من فيروس كورونا الوباء ممن احتجزوا فى المستشفى عانوا من إعياء متكرر بعد مرور 6 أشهر.

مشكلات في النوم: 

طبقا لتحليل 51 دراسة وجد أن 1 من كل 5 مصابين بفيروس كورونا يعاني من صعوبات في النوم بعد 6 أشهر الإصابة.

ضيق التنفس والسعال المستمر:

اكتشفت دراسة أمريكية أن ضيق التنفس والسعال المستمر أمر شائع بين المتعافين من المرض حتى بعد مرور 6 أشهر على الإصابة.

مشاكل قلبية:

يعد عدم انتظام ضربات القلب من الأمور الشائعة بين المتعافين من كورونا، ويواجه هؤلاء خطرا متزايدا للإصابة بفشل القلب وتصلب الشرايين والجلطات الدموية خلال 6 أشهر.

أعراض عصبية وأمراض عقلية: 

وجدت دراسة واسعة النطاق أن أكثر من ثلث المتعافين من كورونا يعانون من أعراض عصبية أو أمراض عقلية خلال 6 أشهر بعد الإصابة وكان أبرزها اضطرابات القلق والمزاج مثل الاكتئاب.

فقدان حاسة الشم: 

 يعد فقدان حاسة الشم من أبرز علامات كورونا ووجد مسح أمريكى للمرضى أن حوالى ثلث المصابين لم يستعيدوا هذه الحاسة لمدة شهرين أو أكثر.

فقدان الشهية والإسهال: 

كشفت دراسة صينية أن أكثر من 40 بالمئة من المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى أبلغوا عن مشاكل فى الأمعاء بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، وكانت الأعراض الأكثر شيوعا هي فقدان الشهية والغثيان والارتجاع الحمضي والإسهال.

طفح جلدي وتساقط الشعر: 

وجدت دراسة أميركية أن الناجين من الوباء أبلغوا عن ظهور طفح جلدي بعد 6 أشهر من الإصابة ووثقت دراسة في الصين تساقط الشعر بين 22 بالمئة من المرضى بعد 6 أشهر من دخول المستشفى بسبب كورونا.

آلام المفاصل والعضلات: 

توصلت دراسة استقصائية عن أعراض الإصابة إلى أن 9 من كل 10 أشخاص عن أعراض مثل آلام العضلات وآلام المفاصل بعد شهر واحد من الإصابة حيث استمرت لمدة 7 أشهر على الأقل لبعض المصابين.

السكري: 

أكدت دراسة أمريكية أن مرضى كورونا لفترة طويلة كانوا الأكثرعرضة للإصابة بمرض السكري خلال الـ 6 أشهر التى تلت الإصابة بنسبة 39 بالمئة.

مرض الكلى: 

المتعافين من كورونا ضمن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى الحادة بعد النجاة من المرض. 

سر انخفاض الاكسجين 
كشفت دراسة حديثة أسباب انخفاض الأكسجين عند مريض كورونا حتى من لم يمكثوا داخل المستشفى وللأسف هذا الأمر يسبب مضاعفات خطيرة قد تصل للموت.

ووفقا لما جاء فى موقع Medical Xpress "" أجرت الدراسة جامعة ألبرتا من قبل فريق بحثي محترف ووضحوا سر فاعلية دواء “ديكساميثازون” المضاد للالتهابات فى علاج هؤلاء المصابين، ونشرت الدراسة بمجلة “ستيم سيل ريبورتس” .
 

وصرح المشرف الرئيسي للدراسة شكر الله إلهي، الأستاذ المشارك في كلية الطب وطب الأسنان قائلا: «لقد كان انخفاض مستويات الأكسجين في الدم مشكلة كبيرة لدى مرضى كورونا، ونعتقد أن السبب فى ذلك في أن  كوفيد-19 يؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء».
 

تفاصيل الدراسة
 

أجرى شكرالله وفريقه فحص لدم  128 مريض كورونا ، كان من بينهم أولئك الذين كانوا في حالة حرجة وتم إدخالهم وحدة العناية المركزة، ومن ظهرت عليهم أعراض معتدلة وتم نقلهم للمستشفى، ومن أصيبوا بدرجة أو سلالة خفيفة من المرض.
 

ووجد الباحثون أنه مع ازدياد حدة المرض، تتدفق خلايا الدم الحمراء غير الناضجة إلى الدورة الدموية وقد تمثل أحيانا ما يصل إلى 60% من إجمالي الخلايا في الدم. وبالمقارنة، فإن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تشكل أقل من 1%، أو لا تتكون على الإطلاق في دم الإنسان غير المريض.
 

وأضاف شكرالله أن «خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تتواجد في نخاع العظام ولا نراها في الدورة الدموية مما يبين أن الفيروس يؤثر على مصدر هذه الخلايا، وبالتالي يقوم الجسم بإنتاج المزيد منها بشكل كبير من أجل توفير ما يكفي من الأكسجين للجسم ، وذلك لتعويض نضوب خلايا الدم الحمراء السليمة غير الناضجة.
 

وتتمثل المشكلة الرئيسية فى أن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة لا تنقل الأكسجين (فقط خلايا الدم الحمراء الناضجة هي التي تنقل الأكسجين). والمسألة الثانية هي أن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة معرضة بشدة لعدوى كورونا
 

 وعندما يهاجم الفيروس خلايا الدم الحمراء غير الناضجة ويدمرها، يصبح جسم مريض كورونا غير قادر على استبدال خلايا الدم الحمراء الناضجة، ودمة حياتها 120 يوما فقط، وتنخفض قدرة الجسم على نقل الأكسجين في مجرى الدم.
 

 كيف يصيب كورونا خلايا الدم الحمراء غير الناضجة
 

الدكتور شكر الله، المعروف بعمله السابق الذي يوضح أن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تجعل خلايا معينة أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، بدأ بالتحقيق فيما إذا كانت خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تحتوي على مستقبلات لـ فيروس كورونا المستجد.
 

وأجرى شكر الله وفريقه البحثى عدة أبحاث ودراسات توصل من خلالها لأن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تعبر عن مستقبل ACE2 والمستقبل المشترك، TMPRSS2، والذي سمح لـ فيروس كورونا المستجد بإصابتها.
 

خلايا الدم الحمراء غير الناضجة تضعف المناعة
 

ومن خلال العمل مع مختبر عالم الفيروسات لورن تيريل في معهد “لي كا شينغ لعلم الفيروسات” التابع لجامعة ألبرتا، أجرى الفريق اختبارا استقصائيا للعدوى باستخدام خلايا الدم الحمراء غير الناضجة لـ مريض كورونا وأثبتوا إصابة هذه الخلايا بالفيروس، وأوضح "شكر الله" قائلا: “هذه النتائج مثيرة لكنها تظهر نتيجتين مهمتين:
 

 الأولى هى أن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة هي الخلايا المصابة بالفيروس، وعندما يقتلها الفيروس، فإنه يجبر الجسم على محاولة تلبية متطلبات الإمداد بالأكسجين عن طريق ضخ المزيد من خلايا الدم الحمراء غير الناضجة من نخاع العظام، لكن ذلك يمكن فيروس كورونا أكثر.
 

والثانية هى أن خلايا الدم الحمراء غير الناضجة هي خلايا مثبطة للمناعة، فهي تثبط إنتاج الأجسام المضادة وتخفض مناعة الخلايا التائية ضد فيروس كورونا، ما يجعل الوضع أسوء.
 

عقار ديكساميثازون وتأثيره على مريض كورونا
 

وبعد ذلك بدأ فريق البحث في اختبار العديد من الأدوية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تقليل تعرض خلايا الدم الحمراء غير الناضجة للفيروس.
 

وكشف "شكر الله" أنهم قد جربوا عقار ديكساميثازون المضاد للالتهابات، والذي ساعد في تقليل الوفيات ومدة المرض لدى مرضى كورونا
 

ووجدنا انخفاضا كبيرا في نسبة الإصابة بخلايا الدم الحمراء غير الناضجة التى تضعف المناعة”.
 

اكتشف الفريق عندما بدأ استكشاف سبب تأثير الديكساميثازون أن هناك آليتين محتملتين:
 

أولا: يعمل “الديكساميثازون” على قمع استجابة مستقبلات ACE2 وTMPRSS2 لـ  فيروس كورونا المستجد في خلايا الدم الحمراء غير الناضجة، ما يقلل من فرص الإصابة بالعدوى.
 

ثانيا: يزيد “الديكساميثازون” من معدل نضج خلايا الدم الحمراء غير الناضجة، ما يساعد الخلايا على التخلص من نواتها بشكل أسرع، ومن دون النوى لا يوجد مكان يتكاثر فيه فيروس كورونا