الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى افتتاح قناة السويس

موجودة في جنيفة حتى الآن.. قصة أول قناة بناها الفراعنة وغيرت حركة التجارة

قناة السويس
قناة السويس

تحل اليوم ذكرى إعادة افتتاح قناة السويس، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1975، بعد توقف دام 8 سنوات بسبب الحرب   1967، لتعود بعد أن انتصرت مصر في حرب أكتوبر، وتم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأعاد السادات فتح قناة السويس شريان الحياة لمصر والعالم.

قناة السويس تم بنائها في عهد الخديوي سعيد، لكن فكرة القناة بحد ذاتها أقدم من ذلك بكثير وتعود لعهد الفراعنة، حيث يعد المصريون القدماء أول من شق قناة لربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عن طريق نهر النيل وفروعه.

الفرعون سنوسرت صاحب فكرة شق القناة


جمع المؤرخون على أن فرعون مصر سنوسرت الثالث كان أول من فكر فى شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، وبذلك فإن التاريخ الفعلى لقناة السويس يبدأ من فرمان الامتياز الأول، وما تلاه من فرمانات وصولا إلى عملية الحفر التى بدأت في 25 ابريل 1859 حيث ضُربت الفأس الأولى في أعمال قناة السويس في مدينة "فرما" (موقع بورسعيد حاليا) بمشاركة نحو 20 ألف من العمال المصريين الذين أدوا واجبهم في ظروف إنسانية بالغة القسوة.

ومنذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869 مرت القناة بمراحل تاريخية وشهدت تطورات وأحداثا كبرى كان من أبرزها قرار التأميم الذى أعاد الحقوق لأصحابها ، وتعرضها للإغلاق بعد حرب عام 1967 ، ثم افتتاحها فى يونيو 1975حكاية أقدم قناة أنشأها الفراعنة. 

أول قناة بناها الفراعنة


كانت أول قناة أنشأها سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة عام 1874 ق.م.، ثم أهملت وأعيد افتتاحها عدة مرات تحت عدة أسماء منها: قناة سيتي الأول عام 1310 ق.م.، فقناة دارا الأول عام 510 ق.م.، ثم قناة بطليموس الثاني عام 285 ق.م.، وقناة الرومان في عهد الإمبراطور تراجان عام 117، وقناة أمير المؤمنين عام 640، بعد الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص .

كان الفرعون سنوسرت الثالث هو أول من فكر في ربط البحرين الأبيض والأحمر، بطريق غير مباشر، بهدف توطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب ، حيث  كانت السفن القادمة من البحر الأبيض المتوسط تسير في النيل حتى الزقازيق ومنها إلى البحر الأحمر عبر البحيرات المرة التي كانت متصلة به في ذلك الوقت، وما زالت آثار هذه القناة موجودة حتى اليوم في جنيفة بالقرب من السويس.

ظلت تلك القناة 150 عاماً إلى أن أمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بردم القناة التي كانت تصل بين الفسطاط والسويس، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأي إمدادات من مصر إلى أهالي مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسي، وبعدها فتحها هارون الرشيد لمدة وبعده ردمت من جديد، ثم أغلق الطريق البحري إلى الهند وبلاد الشرق وأصبحت البضائع تنقل عبر الصحراء بواسطة القوافل، وأغلقت القناة حتى عام 1820، وعندما أكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح في بداية القرن السادس عشر الميلادي تغيرت معه حركة التجارة العالمية .