الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى إعادة افتتاحها.. أسرار تأميم قناة السويس في كتاب عبد الواحد النبوي

غلاف كتاب
غلاف كتاب

أعادت مصر في ٥ يونيو عام ١٩٧٥، افتتاح قناة السويس، ونستعرض في تلك المناسبة، ما جاء في كتاب "يوميات تأميم شركة قناة السويس" للدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة السابق، والصادر عن دار الكتب والوثائق القومية والذي يرصد بشكل شامل ودقيق تفاصيل ووقائع تأميم الشركة العالمية.

اختار المؤلف مجموعة من وثائق الخارجية المصرية ليرصد من خلالها التفاصيل في رحلة بانورامية تطوف بالقارئ والباحث بين جنبات عام 1956.

يستعرض الكاتب قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، حيث إن أوراق وزارة الخارجية المصرية أهم مجموعة وثائقية موجودة بدار الوثائق القومية.

يقول الكاتب إن إعلان التأميم قرّره جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية وكان هذا الإعلان سبباً فى العدوان الثلاثى على مصر.

كما أن الكاتب يقول إن التاريخ لم يشهد أن دخلت مصر معركة سياسية واقتصادية وعسكرية ضد عدد من الدول الكبرى فى وقت واحد وخرجت منها منتصرة إلا تلك المعركة، حيث كان الإقدام على هذه المعركة يعتبر شيئًا من الجنون لأنه يسقط أقوى الإمبراطوريات، فقد كان هناك تحدٍ ومخاطرة كبيرة فى هذا القرار.

ويستعرض الكاتب دور الدبلوماسية المصرية فقد كانت بكل رجالها وهيئاتها داخل مصر وخارجها تعمل على قدم وساق لتجنب مصر مخاطرة فشل عملية التأميم وكان رجال الخارجية المصرية يسعون بكل الطرق لتوفير كل المعلومات والبيانات والإحصائيات والتقارير لتكون أمام صانع القرار فى القاهرة ليدير أكبر أزمة واجهتها مصر فى تاريخها الحديث.

ويعرض الكاتب أيضًا وثائق تأميم قناة السويس والتى تنقسم إلى ثلاثة فصول فالأول منذ إعلان قرار التأميم مساء 26 يوليو 1956 بالإسكندرية وحتى عقد مؤتمر لندن الأول فى 15 أغسطس 1956 والثانى منذ بداية لندن الأول حتى مؤتمر لندن الثانى 18 سبتمبر 1956 والثالث منذ بداية مؤتمر لندن الثانى وحتى قبيل العدوان الثلاثى فى 31 أكتوبر 1956 .

يتحدث الكاتب أيضًا عن الشعوب العربية التى لم تتخلف عن تأييد مصر ودعمها دعمًا كاملًا فخرجت إلى الشوارع فرحة بخطوة التأميم وخرجت الصحف غى العواصم العربية تحمل العناوين التى تؤيد تلك الخطوة وكرهًا للقوى الاستعمارية وأيضًا من الدول العربية ما أعلن فى الظاهر التأييد وأضمر معاونة بريطانيا مثل ليبيا.وعلى ذلك كان هناك وجه الصحافة فى الصحف البريطانية الصادرة منذ اليوم التالى للإعلان بقرار التأميم حيث كانت أكثر عنصرية وهجومًا على مصر وشبهت رئيسها عبدالناصر بهتلر وعدّدت خسائر بريطانيا من التأميم والأغراض التى يهدف عبدالناصر تحقيقها من وراء هذه الخطوة واستمر الهجوم على مصر بالعناوين المثيرة.

يستعرض الكاتب موقف الدول العظمى من قرار التأميم فدولة فرنسا وقع عليها قرار التأميم وقعًا مؤلمًا وسرعان ما أعلن وزير خارجيتها كريستيان يبنوعن تنسيق ثلاثى (فرنسا-بريطانيا-الأمم المتحدة ) لاتخاذ سياسة مشتركة إزاء مصر أما بريطانيا فقد تلقى رئيس وزرائها أنتون إيدين خبر التأميم وهو فى حفل عشاء مع ملك العراق الملك فيصل فقام بعقد اجتماع لمجلس الوزراء وأكد على إجراءات مشتركة ستتخذ بالتنسيق مع فرنسا والولايات المتحدة أما عن موقف الولايات المتحدة فكانت أكثر تريثًا من حليفتها فأعطت فرصة لرجال الإدارة الأمريكية لدراسة آثار القرار من جميع جوانبه.