الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشروع «الإنسان المصرى»!

لا أحد يستطيع أن ينكر أن مصر قبل ٣٠ يونيو شئ .. وبعده شئ آخر .. فالاضطرابات السياسية كانت بطلة المشهد طوال الأعوام العصيبة عقب انفجار ٢٥ يناير .. وأفرزت الثورة النبيلة حالة من الانفلات الأمنى والجمود الاقتصادى والتغيرات الاجتماعية والأخلاقية المزعجة .. وقبل هذا التاريخ فقدت مصر بوصلتها الخارجية واتزانها الداخلى وكانت فى حاجة إلى تصويب المسار وتصحيح الأوضاع حتى وإن اختلفنا فى أسلوب إدارة الدولة أحيانا، ولدينا “تحفظات” على أولويات الإصلاح والنهضة!.
ومنذ ٣٠ يونيو، ومصر تسير بقوة نحو استعادة مكانتها الإقليمية وثقلها الدولى ودورها الأفريقى البارز تحت قيادة نظام وضع ثقته ورهانه على الدبلوماسية المصرية النشيطة وذكاء عناصرها ورجالها .. وجيشها الباسل يحمى الحدود فى شجاعة ومهارة، وجنود وضباط أمنها الوطنى يحكمون قبضتهم الحديدية على رؤوس وأذرع الإرهاب المنظم فى عمق العاصمة والمناطق السكانية .. وانطلقت مشروعات البناء والتعمير فى المساحات الصحراوية لتوفير المسكن المناسب، وتحركت خطط الدولة لتنمية الأراضى الزراعية وتوسيع رقعتها لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل والسلع الأساسية بما يشجع على تنشيط وسيولة الاستيراد والتصدير .. ونجحت إلى حد كبير القيادة المصرية فى إيجاد مصادر بديلة ونظيفة للطاقة ورفع كفاءة ونقاء الغاز لتنافس السوق العالمية .. وتطورت حالة الطرق والكبارى وتعددت الأنفاق لتسهيل المرور والمواصلات على المواطنين .. واهتمت الدولة بالمرأة والاعتماد على قدراتها فى أرفع المناصب والمراكز .. وأعطت تعليماتها للحكومة والبرلمان بتشريع قوانين تنصف وتحفظ لذوى الاحتياجات الخاصة كرامتهم وراحتهم .. وفتحت أبواب الأمل لشباب مصر بالمشاركة فى صنع القرار ورسم خريطة المستقبل .. وبالأرقام والإحصائيات الرسمية استفادت التجربة المصرية من قروض صندوق النقد الدولى فى الوقوف على قدمين ثابتتين، وتفعيل عجلة الإصلاح الاقتصادى لتعتمد على مواردها وثرواتها ومقومات سواعدها .. وتفوقت إرادة أبناء النيل فى اختبار القضاء على فيروس سى نهائيا وتحجيم خطورة وتداعيات وباء كورونا بشريا وماديا مقارنة بدول أخرى تحولت إلى بؤر تفشى وبلاد منكوبة!.
بكشف حساب السنوات السبعة الماضية، تقف الدولة مرفوعة الرأس فخورة بسياستها وشموخ رؤيتها .. ولاريب أن كل ما سبق نقاط إيجابية تغطى على مواطن الخلل وثغرات الضعف فى ملفات حيوية كالصحة والتعليم والبحث العلمى .. ولكنها تظل محاور تحتاج إلى أشواط من حسن التنفيذ والتطبيق، ولكى تكتمل الصورة المبهرة للمشهد المصرى علينا أن نغلق فصل “الإصلاح المرحلى” الذى توجناه بـ “باقة” من الإنجازات المبدئية، وننتقل سريعا إلى أهم فصل فى مشوار “الألف ميل”، ونبدأه بمشروع “الإنسان المصرى” الذى أول من نطق به هو العالم الجليل الراحل الدكتور أحمد زويل .. هذا العنوان الأكبر والأعظم الذى يناشد الدولة بأن تلتفت إلى ذوى الكفاءات والمهارات فى كل مجال وداخل كل موقع أو مكان .. وبعد أن عبرنا الجزء الأصعب فى رحلة “مصر الجديدة”، يجب أن تتحول وجهة “قاطرة التنمية” نحو العقل والخيال .. ونفتش دائما وباستمرار عن مواهب النجباء ونبوغ العلماء ونزرع الضمائر اليقظة والأيدى النظيفة فى “أرض” المسئولية و”بيئة” السلطة للتخلص من الفساد والفشل الإدارى .. وننظر بعناية وإخلاص لظروف المواطن المادية والإنسانية وما تحاصره من التزامات وأعباء تفوق قدرته على الاحتمال والصبر .. وإذا ما صدقت النوايا واتجهت إرادة العمل والعدل إلى هذا المشروع والتعهد بمواصفاته وشروطه، نحصل جميعا على “الثمرة الكبرى”، وتحتفل “٣٠ يونيو” لحظتها بأفضل مولود أنجبته بعد أن اكتمل نموه واشتد عوده .. المشروع قديم وينتظر قرار إزالة الغبار من فوق أوراقه ثم استراتيجية مرسومة ومضبوطة على ساعة “الفلسفة العسكرية” لسرعة التنفيذ مع إطلاق الإشارة .. ولا صوت يعلو فوق صوت “الإنسان المصرى” الذى يحطم المستحيل ويصنع المعجزات إذا ما نال الثقة، واقتنع النظام السياسى بهذا الكنز الثمين .. مش كده ولا إيه ياريس؟!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط