الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفهوم الأوسع للصدقة“.. ننشر موضوع خطبة الجمعة

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة لتكون تحت عنوان: ”المفهوم الأوسع للصدقة“، مع التأكيد على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين “الأولى والثانية” مراعاة للظروف الراهنة ، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف : أن الصحة نعمة من أعظم نعم الله عز وجل التي تستوجب الشكر الدائم وطلب  المعافاة الدائمة، وهي تاج على رءوس الأصحاء لا يعرف قدرها ولا حقيقتها إلا المرضى.

وفي ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من انتشار العديد من الأوبئة مثل (كورونا)، و(الفطر الأسود والأبيض والأصفر ) يتأكد لدينا أهمية دوام طلب العفو والعافية من رب العالمين، والأخذ بأسباب ذلك، وإدراك أن الصحة نعمة عظيمة تتطلب منا شكرها بشتى السبل ، والتي تعد الصدقة من أهمها، سواء أكانت الصدقة مادية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ)، أم كانت معنوية، فمن لم يتيسر له الصدقة بالمال فقد فتح له الإسلام آفاقًا أوسع للصدقة : من الذكر، والتسبيح، والتحميد، والتكبير ، والتهليل ، وإغاثة الملهوف ، وسائر أبواب عمل الخير، فالخير يدفع الشر والبلاء.

وأضاف: لا يغني ذلك كله عن الأخذ بأسباب التداوي والتزام سائر الإجراءات الاحترازية والوقائية وإجراءات التباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامة فعلا لا شكلا ، أخذا بأقصى الأسباب مع حسن التوكل على الله عز وجل والضراعة إليه برفع الكرب والبلاء عن البلاد والعباد .

نص خطبة الجمعة

نشرت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة  عبر موقعها الرسمي وجاء فيها: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: «إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم»، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الإسلام دين البذل والعطاء، أمر بالصدقة وجعلها من أجل الطاعات وأعظم القربات، ووعد المتصدقين بالأجر العظيم، حيث يقول «عز وجل»: «آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير، ويقول تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وأن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل».

وشرعت الصدقة طهرة للنفس من الأخلاق الرذيلة، ودفعا للشح والبخل وقسوة القلب، حيث يقول تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم»، كما أنها تدفع عن النفس خوف الفقر، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «ما نقص مال عبد من صدقة»، وبها يمحو الله تعالى الذنوب والآثام، يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار».

مفهوم الصدقة في الشريعة الإسلامية واسع ومتنوع، فيشمل الصدقة بالمال وبغيره، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «على كل مسلم صدقة، قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قال: أرأيت إن لم يستطع؟، قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟، قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال: أرأيت إن لم يفعل؟، قال: يمسك عن الشر، فإنها صدقة»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمر بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».

ويقول نبينا «صلی الله عليه وسلم»: «يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تکبیرۃ صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة»، وفي ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من انتشار العديد من الأوبئة مثل «كورونا، والفطر الأسود»، وغيرهما، يتأكد لدينا أهمية دوام طلب العفو والعافية من رب العالمين، والأخذ بأسباب ذلك، وإدراك أن الصحة نعمة عظيمة تتطلب منا شكرها بشتى السبل والتي تعد الصدقة من أهمها، سواء أكانت الصدقة مادية، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «داووا مرضاكم بالصدقة»، أم كانت معنوية، فمن لم يتيسر له الصدقة بالمال فقد فتح له الإسلام آفاق أوسع للصدقة من الذكر، والتسبيح، والتحميد، وسائر أبواب عمل الخير، فالخير يدفع الشر والبلاء.

خطبة الجمعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد شرع الله «عز وجل» الصدقة لغايات نبيلة، وحكم جليلة، تتحقق بها المصالح، وتتألف بها القلوب، وتقضي بها الحوائج، ويستعان بها على النوائب، وهي صورة من صور الأمن والأمان للفرد والمجتمع، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة».

ونؤكد أن دفع المرض وعلاج الفقراء من أولى الأولويات في الصدقات، خاصة في أيام النوازل، وهو أهم من دفع الجوع، بل إن ذلك يعد من مصارف الزكاة الواجبة، فهذا سيدنا معاذ بن جبل «رضي الله عنه» لما قدم اليمن قال لأهلها: ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير، فإنه أهون عليكم، وخير للمهاجرين بالمدينة، وكان سيدنا عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» يأخذ العروض في الصدقة من الدراهم؛ وذلك لأن المقصود دفع الحاجة، والمعاونة فيما ينفع الناس.

فما أحوجنا إلى فهم مقاصد الشريعة التي جاءت لإسعاد البشرية، ورفع الحرج، وبث روح التكافل، والتعاون على كل ما فيه مصلحة البلاد والعباد، فيتحمل كل إنسان مسؤوليته الدينية والوطنية، فيعطي مما عنده من علم، أو مال، أو نصح؛ بما يسهم في دفع الفقر، والقضاء على الوباء؛ إرضاء لله رب العالمين، وخدمة للدين والوطن، حيث يقول سبحانه: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».