الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفوذ المصري.. حديث العالم


خلال الفترة الماضية، وبعد الدور المصري المشهود له عالميًا في وقف الحرب على غزة، تناولت العديد من الوكالات الغربية الكبرى، أبعاد النفوذ الإقليمي المصري في المنطقة والنجاحات التي حققتها مصر في هذا الصعيد مؤخرًا.
والحقيقة، ان ما تحدثت عنه العديد من الوكالات الغربية وأفردت له تقارير موسعة، هو جزء من كل، ومن (سياسة خارجية مصرية) ناجحة بكل المقاييس، لا يمكن لأحد أن يجد عليها مآخذ أو انتقادات.
فالتحرك المصري نحو السودان وتعزيز العلاقات المصرية، وتوطيدها على شتى الأصعدة مع الخرطوم، وزيارة الرئيس السيسي لجيبوتي كأول رئيس مصري يزورها، أوجد نفوذًا لمصر في منطقة القرن الأفريقي، وهى منطقة شديدة الخطورة وفيها تحركات إقليمية وعالمية على مدى ال10 سنوات الماضية، بسبب موقعها الاستراتيجي.
والتحرك المصري في الملف الفلسطيني، وقدرة مصر طوال فترة الأزمة على التواصل، مع مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية ونجاح خطة مصر في النهاية في إقرار وقف إطلاق النار، يؤكد ان مصر وبشهادة القوى الكبرى، والولايات المتحدة الأمريكية واتصالات الرئيس بايدن مرتين خلال الحرب وبعدها، بالرئيس السيسي، تملك نفوذًا بالشرق، وأن القضية الفلسطينية وهى القضية الأخطر عربيا والقضية المركزية الأولى تتمتع بدعم سياسي ورؤية متكاملة من جانب القيادة المصرية.
في الغرب كذلك، بدا التحرك المصري نحو حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا، وزيارة رئيس الوزراء بصحبة وفد وزاري ضخم للعاصمة طرابلس، أن مصر لا تميل لطرف ليبي ضد الآخر، وفق بعض الادعاءات ولكنها حريصة على وحدة ليبيا واستقرارها، وعلى اتصالات عميقة مع كافة الأطراف الليبية في الشرق والغرب، وقد التقى الرئيس السيسي، كل من الدبيبة والمنفي، رموز السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا.
في السياق ذاته، يبدو النفوذ المصري عربيًا، وتحرك مصر في ملفات عربية عدة مع الأردن والعراق ولبنان، أن القاهرة موجودة، في هذه الملفات والقضايا الحساسة.
ومع أوروبا وشرق المتوسط أيضا، فالاتفاقات المصرية الفرنسية والاتفاقات اليونانية المصرية وغيرها، تؤكد حضورا مصريا قويًا للغاية في ملف شرق المتوسط.
والحاصل أن بروز الدور المصري يعود، إلى أمور عدة في مقدمتها: رؤية وطنية مخلصة تقوم على حرمة الأوطان واحترام سيادة الدولة الوطنية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين وهى سياسة تُقدر عالميا. وقدرة مصر عبر برامج متصلة للاصلاح المالي والاقتصادي، طوال ال7 سنوات الماضية على تجاوز مشاكلها المصرفية والاقتصادية المزمنة، وهو ما أعطى القيادة السياسية المصرية فرصة كبيرة للمناورة والتحرك خارجيًا بكل أريحية.
النفوذ الاقليمي المصري، في هذه الآونة هى الحدث السياسي الأبرز عالميا، وهو يستعيد ريادة مصر في ملفات إقليمية عدة، كما أن يرفع الخطوط الحمراء الوطنية، أمام قوى عدة من الشرق والغرب والجنوب، كانت و تزال طامعة في مقدرات الوطن.
يضاف لذلك كله، أن السياسة دائمًا هى علم المصلحة وفن الواقع، والمعني أن الاختراقات المصرية في العديد من الملفات الإقليمية البارزة، هى ما تشهد بتعاظم الدور المصري، قبِل من قبٍل ورفض من رفض، كما أن الوطن في ظل تغييرات إقليمية حادة، ومجىء ادارة أمريكية جديدة لم يمر عليها سوى قرابة 5 أشهر، بحاجة ماسة إلى استمرار هذه السياسة الخارجية الفاعلة حتى تكون هناك قدرة ومرونة كبيرة على حل أي مشكلة أو قضية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط