الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المال والعرض

"من يؤتمن علي العرض لا يُسأل عن المال".. كلام جميل مقدرش أقول حاجة عنه وجاء تزامنا مع قصة الأب الذي اختصر كتابة قائمة ابنته بهذه الجملة وفي الحقيقة هو شعار رائع يثير المشاعر ويجعلنا نحترم هذا الأب الذي فضل راحة أبنته علي الفلوس مؤكدا أن من يؤتمن علي العرض لايسأل عن المال ويقصد به الأشياء التي تكتب في القائمة من ذهب وأثاث وخلافه ولكن لايجب أن ننخدع بهذه الشعارات لأن الواقع والحقيقة غير ذلك ثم أن الشريعة بتفاصيلها لاتخضع للعواطف وتريندات مواقع التواصل الأجتماعي .
والسؤال الذي أساله ما العلاقة بين كون الزوج أمينا علي العرض والبنت وبين ضمان حقوقها فكل الأديان تنادي بمراعاة الزوجة وحفظ عرضها ومالها وحقوقها المالية والأحتياط هو قاعدة شرعية لاعلاقة لها بتخوين زوج المستقبل ولا حتي بأخلاقة الحسنة أو السيئة .
وما أريد ان اؤكد عليه أن " سد الذرائع أحسن المذاهب "بمعني أن سد الثغرات التي ممكن أن ينفذ منها الشيطان بين الزوجين هو المبدأ الأولي أن نأخذ به ونحن نري كل يوم مشاكل بين أزواج لم يكتب للزوجة قائمة وأعتبر الأب أن الزوج سيحافظ علي أبنته وفي النهاية يرميها في الشارع وأولادها وقد تكون غير متعلمة لاتجيد أي عمل فنجدها وأولادها في الشوارع تتسول بلا سند وبلا عائل وبلا مورد رزق أو تذهب لتعمل أي عمل مهما كان لتسد حاجة أولادهما معا وتتحول الي أب وأم معا وقد يذهب الزوج ويتزوج بأخري وينسي زوجته الأولي وأولاده منها ، ونحن نري كثيرا أروقة محاكم الأسرة وهي تمتليء بأمثلة كثيرة من هذه النماذج فالنفوس تتغير والأحوال تتبدل ومن يري اليوم مثل هذه النماذج وعواقب التفريط في كتابة الحقوق يدرك أهمية توثيق الحقوق وكتابة القائمة التي هي مهر البنت التي تحولت من فتاة الي زوجة وأم فلا يصح أن يستعرض الأب بحركات عنترية ويفرط في حقوق أبنته فقد يذهب هو ويتركها بلا عائل أو سند وعلي من يتحدثون عن أن المال لا أهمية له فأنا أؤكد لهم أنه في لحظات الظلم والجبروت وتعدي الزوج علي زوجته لاينفعها سوي المال حتي تستطيع الوقوف علي قدميها مرة أخري هي وأولادها لو كان لديها أولاد .
وفكرة ضمان الحقوق لايعني التعسر وأرهاق الزوج فوق طاقته وكتابة أشياء ليست موجودة بالفعل وكأن العريس صيدة يتم المتاجرة بها ولنتذكر دائما أن الحق أحق أن يتبع بدون مغالاة فأحيانا وبلا جدال يكون سوء الظن عصمة .    

 

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط