الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكومة التناقضات.. تغيير بلا جوهر



ما إن نالت الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ثقة الكنيست بأغلبية 60 صوتا. انصب الانشغال الإسرائيلي العام علي تقدير التحديات والفخاخ الداخلية والخارجية التي تنتظرها. إضافة إلي مصير ناتنياهو، وخططه المستقبلية.
للمرة الأولي منذ 12 عاما، سينتقل لقب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلي شخص آخر غير ناتنياهو. هو رئيس حزب " يمينا"، والمليونير ورجل الأعمال نفتالي بينت، والمفارقة هو الشخص الذي يرأس أحد الأحزاب الصهيونية الأصغر حجما في الكنيست. بعد أن تجاوزت حكومة التغيير وفق ما أصطلح علي تسميتها، وبشق الأنفس، كل العقبات والفخاخ ونالت الثقة. تحولت الأنظار نحو التحديات والألغام السياسية والأمنية التي تنتظرها. والتي جهد ناتنياهو نفسه علي نصب العديد منها قبل مغادرته. 
مع نيل بينت، لقب رئيس الحكومة عليه اتخاذ قرارات دراماتيكية، في العديد من المجالات. علي المستوي الداخلي، ينتظره القرار الأكثر إشكالية وإلحاحا حول مسار مسيرة الأعلام في القدس المحتلة. إضافة إلي الإسراع في بلورة الميزانية العامة. والترتيبات مع حركة "حماس"، وعملية تبادل الأسري معها. وفي المجال الإداري، ينتظر بينت، سلسلة من التعيينات المتأخرة. والقرارات المصيرية والإشكالية حول موضوعات الاستيطان.
أما خارجيا، فيتعين علي بينت، رأب الصدع الذي خلفه نتنياهو، مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتنسيق الخطوات مع الأمريكيين، حيال الملف الأكثر حساسة. الملف النووي الإيراني. فضلا عن التهديدات الأمنية المحيطة. 
علي الجانب الآخر، تتوجه الأنظار نحو نتنياهو، الذي ما إن خسر السلطة، حتى بدأ معسكره بتوجيه الانتقادات واللوم له. واستلت الخناجر في حزب الليكود، إيذانا ببدء معركة الوراثة. في المقابل، سيسعي نتنياهو، إلي الحفاظ علي مكانته كزعيم لمعسكر اليمين المؤيد له. وتثبيت موقعه في رئاسة حزب الليكود، عبر انتخابات داخلية خاطفة تحرم ورثته المحتملين - وهم ليسوا قلة – من وضع الاستعدادات اللازمة لإطاحته من موقع رئاسة الحزب الذي تربع علي قمته أكثر من عقد ونصف. 
لطالما مثل نتنياهو، عقبة أمام إدارة بايدن، في سياستها الخارجية، إيذاء "النووي" الإيراني، وأيضا إذا سعت لإحياء ما يسمي حل الدولتين. ويمثل إسقاط ناتنياهو، مطلبا أمريكيا من دون إعلان ذلك. فهل سعت إدارة بايدن إلي فرض حكومة جديدة في إسرائيل؟ في ظل تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي، وانقسام داخلي يربك الحسابات ويخلط الأوراق، وتعددية حزبية وأيديولوجية متضاربة.                        

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط