الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما يطلبه "المستمعون".. قمة بايدن وبوتين تحول جنيف إلى مقهى كبير لعملاء المخابرات

صدى البلد

بينما يستعد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لعقد قمتهما الأولى اليوم في جنيف السويسرية، تحولت المدينة إلى مركز تجمع ضخم لرجال المخابرات الأمريكيين والروس.

ونقلت الإذاعة الوطنية الأمريكية عن الضابط السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" دانييل هوفمان، والذي عمل رئيسًا لمكتب الوكالة في موسكو لخمس سنوات، أن الظرف الراهن يحتم على وزارتي الخارجية والدفاع ووكالات المخابرات الأمريكية أن تكون في حالة تأهب قصوى لإعداد بايدن لكل ما يُحتمل أن يتفوه به بوتين خلال لقاء القمة.

وأضاف هوفمان أن رجال المخابرات الأمريكية والروسية ليسوا وحدهم من باتوا يملأون الطرقات والفنادق في جنيف، فلقاء بوتين وبايدن سيتناول من القضايا ما يمس كل بقعة في العالم على الأرجح، وبالتأكيد تسعى قوى العالم الكبرى لجمع أكبر قدر من المعلومات عن القمة المرتقبة قبل وأثناء وبعد انعقادها، لا سيما الصين ودول حلف شمال الأطلسي وحلفاء وخصوم الولايات المتحدة وروسيا على السواء.

وأوضح هوفمان أن أهداف عملاء المخابرات (الأمريكية على الأقل) الرئيسية تتمثل في معرفة الموضوعات التي سيطرحها بوتين للنقاش، فمثلا تحتجز روسيا المواطنين الأمريكيين تريفور ريد وبول ويلان، وهناك حاجة لمعرفة كيف سيستغل بوتين ذلك للضغط على بايدن، وما الذي قد يطلبه مقابل إطلاق سراحهما.

وهناك حاجة كذلك لمعرفة ما سيقوله بوتين بشأن قضايا أخرى، مثل "متلازمة هافانا"، وهي أعراض مرضية ظهرت على موظفين بسفارات غربية قبل سنوات، ويُشتبه في ضلوع روسيا بتدبير هجمات سببتها، واستخدام روسيا أسلحة كيميائية لاستهداف عملائها السابقين (مثل سيرجي سكريبال) على أراضي دول غربية.

وفي مقدمة القضايا التي تحتاج المؤسسات الأمريكية المعنية لمعرفة كيف سيتناولها بوتين خلال القمة، مسألة الهجمات السيبرانية التي استهدفت مؤسسات ومصالح أمريكية، ويشتبه في دعم الحكومة الروسية للقراصنة الذين نفذوها، بل ويطرح البعض فرضية أن الكرملين هو من أمر بتنفيذها.

ونبه هوفمان إلى أن الأحداث الكبرى مثل قمة بايدن وبوتين عادة ما تواكبها أنشطة استخباراتية مكثفة للغاية، ومنها زرع أجهزة التنصت في غرف الفنادق التي تنزل بها أعضاء الوفود الرسمية والشخصيات ذات الحيثية، وكذا غرف الاجتماعات وأي مكان عمومًا يُتوقع أن يتواجد فيه أشخاص مطلعون على معلومات سرية، وأشار هوفمان إلى أن المسئولين الدوليين يعرفون ذلك جيدًا ويتعاملون معه كأمر بديهي.

وتابع هوفمان أن المناسبات الدولية الكبيرة مثل قمة بايدن وبوتين تغدو فرصة أيضًا لعمليات تجنيد أجهزة المخابرات للعملاء، وهو أمر على رأس قائمة أولويات المخابرات الأمريكية، بالنظر إلى حاجتها لاختراق ستار السرية الكثيف الذي يغلف العديد من القضايا في بلد مثل روسيا، تمارس أجهزة الأمن فيه نفوذًا كبيرًا على السياسة.

وبالمقابل، هناك حاجة لكشف العمليات الاستخباراتية التي قد تكون المخابرات الروسية تدبرها مستغلة قمة بايدن وبوتين، لا سيما وأن الأخير ضابط سابق بجهاز المخابرات السوفييتي السابق "كي جي بي"، وفي هذا الصدد يقول هوفمان إن العملاء الروس الذين قد يفكرون بتغيير ولاءاتهم والعمل لصالح الولايات المتحدة يعرفون جيدًا قيمة ما بحوزتهم من معلومات.