الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021 .. بين أزمات داخلية وتحديات خارجية

أرشيفية - إيران
أرشيفية - إيران

يواصل الإيرانيون في هذه الساعات التصويت على الانتخابات الرئاسية، لإختيار الرئيس الجديد بين المرشحين الأربعة، وأبرزهم مرشح تيار المحافظين إبراهيم رئيسي، والذي يؤكد العديد من المحللين والمتابعين للمشهد السياسي في إيران، أن رئيسي سيكون الفائز بإكتساح وأن النتيجة محسومة قبل الانتخابات وحدد نتيجتها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عبر إجراءات إقصاء المرشحين المنافسين لرئيسي.

وتأتي تلك الانتخابات في ظروف صعبة للغاية فمن جانب يحاصر الإيرانيين جائحة كورونا، ومن جانب آخر يحاصرهم الأزمات الإقتصادية الخانقة بسبب العقوبات الأقتصادية الأمريكية الحادة.

 

الإنتخابات الـ 13 في تاريخ ايران

 قال الكاتب الصحفي نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية، إن الانتخابات الإيرانية الرئاسية الجارية حاليا هي الإنتخابات رقم 13 في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عام 1979 موعد اندلاع الثورة الايرانية، وتقام إنتخابات هذا العام في  في ظل 3 عوامل رئيسية من  الإضطرابات السياسية والإجتماعية وهي:

  • ظاهرة انسحاب المرشحين الإصلاحيين.
  • الأزمة الإقتصادية الحادة التى يعاني منها الشعب الإيراني، بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات اقتصادية قاسية.
  • ظروف جائحة كورونا التى أصابت  ما لايقل عن 3 ملايين مواطن إيراني على الأقل.

انسحاب التيار الإصلاحي

وأضاف نجم الدين خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل تلك العوامل انعكست على المشهد الإنتخابي الإيراني الدائر بين 4 مرشحين فقط، بعد أن اعلن التيار الإصلاحي عدم دخوله السباق بأي من ممثليه احجاجا على  استبعاد 9 من مرشيحه.

 

المرشح الأوفر حظا

وأكد خبير العلاقات الدولية أن المرشح الأوفر حظا هو حجة الإسلام إبراهيم رئيسي، وهو رجل قانون ودين معا، وكان رئيسا للسلطة القضائية، وقد ترشح بالفعل في الإنتخابات السابقة أمام حسن روحاني الرئيس الإيراني الحالي، وخسر أمامه ولكنه حصل على نسبه 28% من الأصوات خلال إنتخابات عام 2017.

وأوضح الكاتب الصحفي المتخصص في العلاقات الدولية، أن إيران التي  يبلغ عدد سكانها حوالي 82 مليون نسمه، منهم 59 مليون مواطن يتمتعون بالحق في التصويت  في الإنتخابات، ويمثل الشباب  الشريحة الأكبر والغالبية العظمى من عدد الناخبين.

 

المرشحين الأربعة

وسلط نجم الدين الضوء على المرشحين الأربعة الذين يخضون هذا الإستحقاق، وهم حجة الاسلام إبراهيم رئيسي الذي يبلغ منالعمر 60عاما والمحسوب على التيار المتشدد، وهو الأكثر حظا للفوز، والمرشح الثاني هو عبدالناصر همتي ذو الـ 64عاما، والذي كان يشغل وظيفة محافظ البنك المركزي الايراني، والمرشح الثالث هو محسن رضائي الذي يبلغ من العمر 66عاما، وهو أمين مجلس تشخيص النظام الايراني، وكان قد تولي قيادة الحرس الثوري من قبل، والمرشح الرابع هو أمير زادة صاحب الـ 50 عاما، ويعمل طبيب إستشاري  في تخصص جراحة طب الأنف والأذن والحنجرة، وهو نائب رئيس مجلس الشوري.

 

خامنئي يدعو المواطنين للمشاركة

وتابع نجم الدين قائلا: "في صباح اليومي أدلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، بصوته ودعا الشعب الايراني عدم التخلف عن القيام بالاستحقاق الانتخابي، قائلاً " إن المتخلفين عن القيام بواجبهم الانتخابي إنما يقفون مع معسكر أعداء الثورة الايرانية، يذكر انه في حال لم يحصل أي مرشح على نسبة الـ50% من الأصوات المسجلة والصحيحة اليوم الجمعة، سيتم إعادة الإنتخابات مرة أخري بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات".

أقل معدل إقبال في تاريخ إيران

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن نسبة الاقبال والمشاركة في آخر انتخابات رئاسية إيرانية بلغت نسبتها 73% ممن لديهم حق التصويت، كما يتوقع المراقبون السياسيون أن نسبة الاقبال في إنتخابات اليوم لن تزيد عن 45%، الأمر الذي يعد أقل معدل اقبال في تاريخ الانتخابات الايرانية، والذي يلقي بكثير من الشكوك على مصداقية العملية الإنتخابية برمتها، موضحا أن الأسباب الرئيسية في كل هذا التخاذل هي الصعوبات الاقتصادية نتيجة العقوابات الأمريكية، واستبعاد المرشحين الإصلاحين، وجائحة كورونا، والقيود السياسية التى يتعرض لها الشباب.

 

نسب مشاركة ضئيلة

وكشف نجم الدين عن أن معهد استاس المتخصص في الدراسات الإستطلاعية في لندن نشر نتائج لدراسة عن الإنتخابات الإيرانية تفيد أن نسبة المشاركة المتوقعة ستكون ما بين 33% إلى 35%، وأن نسبة المترددين في المشاركة قد تبلغ 10%، بينما 58% من الناخبين الايرانيين تساورهم الاحتمالات بعدم المشاركة، وأن نسبة فوز المرشح إبراهيم رئيسي في انتخابات اليوم تبلغ  62%.

واكد خبير العلاقات الدولية أن فوز رئيسي سيؤكد النهج الإيراني التقليدي اليميني نحو العديد من الملفات الإقليمية والدولية، لأنه ينتمي إلى القوى السياسية المتشددة، ونجاحة لن يشكل تداعيات كبيرة في مسار العلاقات الإيرانية الأمريكية، حيث أنه أنه ينتمي إلى الخط التلقيدي في إيران.

 

إعادة النظر بالعلاقات الايرانية

ودعا نجم الدين خبير العلاقات الدولية الرئيس الإيراني القادم والمؤسسة السياسية في الجمهورية الاسلامية إلى إعادة النظر في استراتيجتها السياسية نحو الدول العربية ونحو العالم

وشدد على أن ما يجري بين طهران والعالم العربي لا يخدم إلا أعداء الأمة الاسلامية الذين نجحوا في نشر أسباب الفرقة بين دولها

ورأي نجم الدين أن اتجاه الجمهورية الاسلامية في إيران إلى القاهرة والرياض من شأنه أن يغلق ملفات سياسية إقليمية تنزف في المنطقة العربية في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرهم .