الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول طفل يلعب فروسية بساق واحدة في مصر.. محمود سامح: تخطي معركة السرطان بـ 50 عملية ويحلم بثلاثة أمور.. شاهد

 محمود سامح أول طفل
محمود سامح أول طفل يلعب فروسية بساق واحدة في مصر

يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أحلامه لا يهاب فيها خوف من الماضي أو الحاضر أو المستقبل رغم مروره بمعاناة كبيرة في سن صغير ما زال يتعرف فيه على الحياة من حوله حيث قدر له إجراء 50 عملية في 5 سنوات فقط بعدما ابتلاءه الله- عز وجل- بسرطان في العظام انتهى ببتر في أحد أقدامه لتتحول بعدها محنته إلى منحة ربانية يصبح فيها الطفل محمود سامح أول لاعب فروسية بساق واحدة في مصر.


يحكي الفارس البطل محمود سامح في فيديو لموقع «صدى البلد» بداية قصته، قائلاً: «لما كان عندي 5 سنين جالي حسيت بألم شديد في إحدى قدمي ثم ذهبت إلى أحد الأطباء و بعد عمل جبيرة ظل الألم مستمراً ليعيد بعدها الذهاب إلى طبيب آخر، وبعد عمل التحاليل اللازمة تبين إصابتي بسرطان العظام، وعلشان أتجنب أي بتر لرجلي عملت حوالي 50 عملية صعبة ثم بترت في النهاية». 

لحظات من الألم عاشها صاحب الـ 11 عامًا أثناء رحلة علاجه من سرطان العظم داخل احدى غرف مستشفي سرطان الأطفال حيث كانت تمر عليه الأيام وكأنها أزمنة طويلة من الآلام والإحباطات والسبب الرئيسي فيها " العلاج بالكيماوي والمسكنات" التي كانت تتعبه للغاية كما يوضح، لكنه تغلب عليها بدعم عائلته والمتطوعين، وعلى رأسهم سيدة تدعى «عندليب» كانت تأتي وتقضي معه وقتًا طويلاً تعلمه خلاله صنع بعض الإكسسوارات تهوينًا عليه.

ولم يؤثر الوضع الصحي لمحمود سامح على دراسته وساعده في ذلك حالة الرضا والتقبل التام لما هو عليه ورغبته في تحقيق أحلامه حيث كان من الأوائل في الصفوف الثلاث الأولى من المرحلة الإبتدائية، لافتًا إلى أن عائلته صاحبة الفضل عليه في ذلك خاصة أخيه الذي كان يحضر له الدروس التعليمية أثناء فترة تعبه وجلوسه في المنزل.

محمود سامح أثناء رحلة العلاج

وبرغم من قصة كفاحه ضد الكانسر لم تخلو حياة محمود سامح من التنمر من بعض زملائه في المدرسة خاصةً أنه يذهب إلى مدرسته وساقه الاصطناعية مكشوفة، فكان ينادون عليه «بصاحب الرجل الحديد» وكذلك «أبو رجل ونص» لكن الطالب البطل لم ينصت إلي حماقتهم، وذلك بفضل دعم أصدقائه له، فكانوا يدافعون عنه بالكلام الجيد إضافة إلى رغبته في إثبات قدراته مهما حدث.

ومن جانبها، تنوه فتحية سعيد، والدة بطل الفروسية محمود سامح، أنها كانت ترفض بتر قدميه تمامًا، لكن الأطباء أقروا أن حياته ستكون في خطر إن لم يأخذوا هذه الخطوة، وبعد إجراء العملية كانت الفروسية هي نقطة التحول في حياة ابنها محمود  وذلك يعدما أخبرها أنه يريد التدريب على هذه الرياضة لأنه يحب الأحصنة جدًا.

محمود مع أحد أصدقاءه 

وتشير فتحية سعيد إلى أنها ذهبت مع محمود إلى أحد الأكاديميات الخاصة لتعليم الفروسية والتي رحب صاحبها بالبطل الصغير ودعمه بشكل كبير مؤمنًا بقدراته منذ أن رأى تعامله مع الحصان ونظرته إليه، كما أنه من حب محمود للحصان يقضي وقتاً كبيراً في التجهيز للتدريب معه من خلال إعداد ملابس الأكاديمية وأكل للحصان كالسكر والجزر.

وعن روتين محمود داخل المنزل، تلفت والدته «فتحية» التي تشاركته كل لحظات أحزانه وأفراحه مع والده وأخيه أن محمود يجلس في البيت بدون أي جهاز اصطناعي للقدم، ويقضي معظم وقته مع أخيه في اللعب على التليفون، وأنها تظل بجانبه معظم الوقت عند الخروج إلى التدريب أو غيره مع مراعاة رغبتها في جعله يعتمد على نفسه أيضاً ليشعر بأنه شخص طبيعي مثله مثل باقي البشر.

«أنا برجل أو من غير رجل أنا الفارس البطل محمود سامح».. بهذه الكلمات يشير محمود إلى حبه للفروسية التي رغم بدأه التدريب فيها منذ 9 شهور فقط بعدما جذبته صور الأحصنة على تطبيق «انستجرام» إلا أنه أثبت قدراته بشكل سريع وأنه يستطيع الوصول إلى أماكن متميزة في الرياضة الجميلة.

ويبين محمود سامح أنه يحرص على الموازنة بين التمرين والمذاكرة فيبدأ يومه بمجرد الاستيقاظ من النوم في المذاكرة، ثم يذهب للتمرين، ويعاود إلي مراجعة دروسه مرة أخرى، لافتاً إلى أنه من أكثر الأشياء التي اسعدته رؤيته لمشاهير مثل الإعلامي وائل الإبراشي، والنجم أحمد فلوكس، والنجمة مريهان حسين في مستشفي سرطان الأطفال، بجانب دعم كبير من المنتج هشام سليمان والذي وفر له فرصة حضور إلى مهرجان القاهرة السينمائي حيث قابل خلاله العديد من المشاهير أيضًا كالفنانة إلهام شاهين. 

محمود سامح مع النجم أحمد فلوكس 

وينبه محمود سامح إلى أن سر حبه للحصان أنه حيوان أليف وجميل جدًا، وأنه محظوظ بمدربه كابتن محمد رمضان، فهو يعتبره مثل والده ومثله الأعلى، و يتمني أن يصبح مهندساً معماريًا، وفارسًا عظيمًا عندما يكبر - بمشئية الله تعالى- واخيرًا وليس آخرًا رؤية تربون الذي يجيد لعبة «بابجي». 

وفي سياق متصل، يواصل الكابتن محمد رمضان، مدرب البطل محمود سامح أنه كان يرأى في البداية صعوبة في أن يصبح محمود فارسًا خاصة أن الفروسية تعتمد بشكل كبير على اتزان القدم مع حركة الحصان، لكن أصر على دراسة الأمر وأخد مشورة الخبراء في ذلك، وبعدها بمدة قصيرة وضع محمود قدمه على بداية الطريق إلى الفروسية. 

محمود سامح مع مدربه كابتن محمد رمضان 

ويؤكد الكابتن محمد رمضان أن محمود هو أول لاعب فروسية بساق مبتورة في مصر ويقدرعلى عمل قفازات بالحصان تحتاج إلى مرونة، مثنيًا على شجاعة محمود وإدارته وعزيمته والتي شجعته إلى أخد خطوات سريعة معه لتتطوره حيث أظهر عدد من المميزات، على رأسها: شغفه للحصان وحبه لأصحابه.

ويختتم مدرب البطل محمود سامح أنه يمتلك وحده عامل التدريب فيما ساعده محمود بإبرازه أدوات عديدة في وقت قياسي، كما أثبت تفوقه وحصل على العديد من الشهادات والتكريمات، كان آخرها: المركز الأول فى مباراة نهائى بطولة الجمهورية لترويض الأحصنة.

فوز محمود سامح بالمركز الأول فى مباراة نهائى بطولة الجمهورية لترويض الأحصنة.