الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد أزمة تميم يونس|أستاذ جريمة: الاغتصاب الزوجي "عبث" ولا يمكن تجريمه قانونا

الاغتصاب الزوجي
الاغتصاب الزوجي

الاغتصاب الزوجي مصطلح تردد في الآونة الأخيرة في مصر، وأثار الجدل لاختلاف وجهات النظر حوله  لكن ما هو وحقيقة وجوده في مصر ورأي القانون والدين فيه، هذا ما نحاول الإجابة عليه في التقرير التالي، حيث قال الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه من غير المنطقي تشريع قانون ضد ما يسمى بـ "الاغتصاب الزوجي"، لأن في الحقيقة لا يوجد شئ يسمى بهذا، موضحا أن الاغتصاب شئ والزواج شيء ولا يمكن ربط الكلمتين ببعضهما.

المودة والرحمة

وأكد فتحي قناوي أن الشريعة الإسلامية والقرآن حددا مبادئ معاشرة الزوج لزوجته، وتلك المبادئ قائمة على المودة والرحمة وحسن المعاملة،  أما "الاغتصاب الزوجي"، فهي كلمة مبتذلة وغير موجودة في القانون، مشيرا إلى أن مفهوم وشروط الاغتصاب هو سلب شئ بدون رضا الطرف الآخر في حال لا يوجد علاقة شرعية بينهم.

الاغتصاب والإغتصاب الزوجي

وأوضح أنه لا توجد شريعة في العالم تستطيع منع الزوج من زوجته في حال قبول الزوجة للزواج من البداية، وأن المبرر الوحيد هو مرض الزوجة، وفي تلك الحالة لا يمكن للزوج أن يعاشر زوجته، أما في حالة عدم وجود علاقة بالأساس بين الطرفين فهذا يسمى اغتصاب صريح لأنه سلب شىء ليس من حقوقه التي شرعها لها الدين والقانون.

الاغتصاب الزوجي كلمة دخيلة

وأضاف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، أن كلمة "الاغتصاب الزوجي"، هي كلمة دخيلة ومستوردة على المجتمع المصري، و تنتشر في الأوساط المصرية حاليا بهدف ركوب الترند والحصول على الأضواء والشهرة ولفت الإنتباه، مشيرا إلى أن كل المنازل المصرية بها مشاكل، ولكن تلك الكلمة "الاغتصاب الزوجي" مستحدثة لفرض قيود من المرأة على الرجل.

أسباب الزواج

وتابع قائلا: "في حال أصبحت المعاشرة "اغتصابا"، فما هي أسباب الزواج الحقيقة إذن!، هل هي أن يصرف الرجل على المرأة فقط بدون علاقة بينهما!، خاصة لأن في تلك الحالة ستغيب الأسباب الحقيقة مثل الحب والرغبة، فهذا كلامه لا يمكن أن يتحمله منطق".

الاغتصاب الزوجي وحب الظهور

وشدد على أنه يجب أن نعطي الزواج والشرع حقه، وألا نلتفت لمن يهوون حب الظهور والتواجد على الساحة ولفت الأنظار، خاصة لان هويتنا وتراثنا وثقافتنا غير متعارف بها تلك الكلمات الدخيلة التي تهدف إلى إحداث مشاكل في المجتمع المصري بدون أسباب حقيقية، مؤكدا على ضرورة وجود وقفة لهذا العبث، وعدم إعطائه اهتمام لأنه من الموضوعات التى لا تهم البشر والمسلمين.

كلمة غير منطقة

وأوضح أن كلمة الزواج تعني "عقد" بين الطرفين على المودة والرحمة والرغبة والحب، وكلمة إغتصاب تعني سلب شئ بدون حق، وبالتالي لا يمكن أن تقترن الكلمتان ببعضهما، مؤكدا أنه علينا أن نعلم الناس الوعي الحقيقي والأمور الدينية وحقوق الزوج وحقوق الزوجة والحدود التعامل بينهم وحدود الله، والمحرمات، وأيضا تعليمهم ألا يتحدثون عن مشاكلهم خارج منازلهم. 

واختتم قائلا: "علينا أن نذكر على تعليم الناس ما هي حقوق الزوج والزوجة وحدودهم، ولا نلتفت لهذا العبث، لان كلمة زواج تنفي الاغتصاب والعكس صحيح، وأنه في حال إن كانت الزوجة لا تريد معاشرة الرجل، فالأمر منتهي وتطلب الطلاق".

ندى عادل تثير الجدل

كانت  ندى عادل طليقة مخرج الإعلانات تميم يونس قد أثارت قضية "الاغتصاب الزوجي" عبر حسابها الشخصي على إنستجرام، من خلال فيديو أكدت فيه أنها تعرضت للاغتصاب الزوجي أثناء زوجها من المخرج تميم يونس، وأنها قررت التحدث نزولا لرغبة متابعيها، مشيرة إلى أنها حرصت على تجنب الحديث خلال الفترة الماضية".

وأضافت أنها حزينة بشدة لعدم وجود قانون في مصر يجرم الاغتصاب الزوجي وأن هناك يعض الشيوخ يدافعون عن هذه الظاهرة.

نفي تميم يونس 

من جانبه نفى المخرج الشاب  تميم يونس، الاتهامات التي وجهتها له طليقته "ندى عادل"، صباح أمس بأنها تعرضت للاغتصاب الزوجي على يده، قائلا في فيديو نشره عبر "استوري" على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي انستجرام: "ردا على الحاجات اللي بتسمعوها واللي بتتكتب دلوقتي في الجرايد، ده محصلش ومش هيحصل أبدا، وأنا أول مرة أسمع عن حاجة كده زيي زيكم، وعيلتي أول مرة تسمع عن حاجة كدة، ومش هاخد أي إجراء قانوني؛ غير لما يبقى فيه تهمة واضحة وصريحة ووقتها هتصرف بالقانون".

رأي الدين في الاغتصاب الزوجي 

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف الأسق، إن مصطلح الاغتصاب الزوجي وافد مع مصطلحات كثيرة تسللت إلى ثقافتنا وقيمنا، وحلت بأحكامها محل ما جاءت به الشرائع السماويّة ومنها شريعتنا الغراء، موضحا أنه في بلاد الغرب يمكن للزوجة أن تتهم زوجها باغتصابها لمجرد أنه عاشرها معاشرة الأزواج في وقت لم تكن راغبة في المعاشرة، وهنا يحق للقاضي أن يعاقبه غير معتبر لعقد الزواج الذي وقع الفعل تحت مظلته.

وأوضح أن الغرب يفعلوا ما يحلوا لهم، حتى في عقد الزواج نفسه لأنه عقد مدني لا علاقة له بالشرع عندهم، كما أنه من التجني على شريعتنا وثقافتنا التسوية بين المعاشرة تحت مظلة عقد مدني لا تعرفه شريعتنا ولا تعترف به، وبين المعاشرة التي يضمنها عقد الزواج في شريعتنا، وهي مقصود أساس من مقاصده، لما فيه من تعطيل لأثر من آثار عقد الزواج في شريعتنا الذي بني على المودة والرحمة.

 

أحمد كريمة

كان الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن استناد البعض لتبرير ما يسمى بالاغتصاب الزوجي بالحديث الشريف "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"، هو تفسير خطأ، لأن الرسول قصد بهذا الحديث امرأة معينة وهي التى لا توجد لديها موانع، سواء كانت نفسية أو جسدية أو فسيولوجية.