الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشهر عازف تشيللو مصري .. "ميت" في بيان المهن الموسيقية و"حي" في مداخلة هاتفية !

صدى البلد

ماذا لو استيقظت من نومك فوجدت جهة عملك أو نقابتك تُذيع نبأ وفاتك ؟؟، قد يكون الأمر ضربا من ضروب الخيال ، لكنه حدث عبر نقابة معنية بالجمال والفن ويغلب على أعضائها طابع الدقة والرقة والإنسانية .
 

البداية كانت من 2 شارع شريف بوسط القاهرة، بيان من نقابة المهن الموسيقية يتضمن نعي لواحد من أشهر عازفي الفرقة الماسية مجدي بولس عازف التشيللو الذي عزف في حضرة أم كلثوم وعظماء الطرب قبل أكثر من 50 عام.

 

البيان صادر عن نقابة المهن الموسيقية ولا مجال للشك في مصداقيته، نعي واضح وصريح لرحيل أشهر عازف تشيللو في تاريخ الفرقة الماسية، نبأ لن يبحث أحد عن صحته وسيكتفي الكثيرون من خارج دائرة المهتمين بالموسيقى بالدعاء للمتوفي، لكن الإعلامية قصواء الخلالي مع الخبر من باب "الإعتيادية" ربما لأنها استضافت الكثيرين من الذين لا يزالون على قيد الحياة من أعضاء الفرقة الماسية وتعرف عن "مجدي بولس" ودوره في تاريخ العزف المصري الكثير والكثير.

 

ونسجت الخلالي ، عبر برنامجها "المساء مع قصواء" المُذاع عبر قناة ten تفاصيل القصة بحرفية ومهنية بالغة وبدأت الحديث من منبع الخبر، استضافت المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية "أحمد رمضان" والذي أكد بكل ثقة لـ"الخلالي" في مداخلة هاتفية صحة الخبر ، وصحة ما نشرته النقابة بشأن وفاة العازف "مجدي بولس" في استراليا وراح يقدم خالص التعازي لأسرة العازف وأنه كان واحدا من جيل العظماء والزمن الجميل الذين أصبحنا نفتقدهم واحداً تلو الآخر مؤكدا أن وكيل النقابة تواصل مع أسرة الموسيقي الراحل، وبالفعل تأكد من خبر وفاته وقدموا لهم العزاء والرثاء !!!

 

التأكيد الآخر كان من عازف الأكورديون بالفرقة الماسية فاروق محمد حسن، والذي راح هو الآخر يحكي في مداخلة هاتفية مع قصواء الخلالي عن مآثر مجدي بولس وقصص جمعتهما سويا مستندا إلى ما نشرته النقابة عن وفاة صديقه أيقونة التشيللو الشهيرة .

 

حتى هذه اللحظات ربما يبدو الأمر عاديا، صديق حياة ومهنة ومتحدث باسم نقابة رسمية ينعيان في وسيلة إعلام ومنبر شهير عازفًا رحل عن عالمنا وترك بصمة مهمة في عالم الموسيقى، لكن كعادتها المفاجآت لا تأتي إلا بعد الأمور "العادية" ، فقد أنهت "الخلالي" مداخلتها مع المتحدث وصديق العازف ورحبت في خجل بضيف ثالث يأتي صوته من الجانب الآخر من العالم وتحديدا من "استراليا" ، ليتفاجأ الجميع بأن على الهاتف معها كان عازف التشيللو "مجدي بولس" متحدثًا لها و ضاحكا و معلنًا أنه لا زال حي يُرزق و أن كل ما أعلنته النقابة ، أضغاث أوهام !!!

 

رحبت به الخلالي وبدأت حديث النهاية لخطأ ارتكبته نقابة المهن الموسيقية المصرية العريقة ، و تداركته قصواء عبر برنامجها في إطار التحقيق التلفزيوني ، ليؤكد "بولس" أنه يمارس حياته بصورة طبيعية وأنه تلقى الكثير من الاتصالات الهاتفية من أصدقائه للإطمئنان عليه بعد إعلان خبر وفاته من نقابته،  نافيا تلقيه أو أسرته ،أي اتصالات من نقابة المهن الموسيقية قائلا:"ببلغ تحياتي لنقابة المهن الموسيقية والمفروض كانوا يتصلوا بيا ويعرفوا الخبر كويس والنقابة قررت الاحتفاء بي ولكن استعجلوا شوية، والتمس العذر لنقابة المهن الموسيقية".

 

أنهى العازف مجدي بولس مكالمته الهاتفية بعد سرد ذكرياته و إبدى سعادته بالحديث عن نفسه ، ليعود بعد قليل المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية "أحمد رمضان" مع  "قصواء الخلالي"  ليبدي اعتذار نقابته عن خطأ بيان وفاة عازف الفرقة الموسيقية الكبير "مجدي بولس"، وأرجع إقبال النقابة على نشر النعي بسبب تصريح من صديق للنقابة موسيقي يعيش في الخارج وأنه هو من أبلغهم بنبأ وفاة بولس الذي اعتمدته نقابة المهن الموسيقية ، دون التواصل مع أسرته ، و نشرت النقابة عزاء ونعي إعلاميا وصحفيا ، رغم أنه منذ دقائق كان قد أكد أنهم تواصلوا مع أسرته و قدموا العزاء لهم .
 

 

ليصبح أشهر عازف تشيللو مصري بطابع عالمي ميت في بيان نقابتهم و حي في برنامج توك شو ثقافي هو "المساء مع قصواء" ، ولترتسم على وجه مقدمته علامات الحزن والتعجب و التهكم من متحدث النقابة الذي تحدث فنطق جهلًا بالمعلومات عن أيقونة التشيللو الشهيرة "مجدي بولس" .