الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء علي تكتب: مدارس السوشيال ميديا للجميع

صدى البلد


تحولت منصات ومواقع التواصل الإجتماعي، إلى مدارس يتعلم منها الجميع، فهي لا تُفرق بين مُتعلم او جاهل، بين حاصل على اقصى الدرجات العلمية ومن ليس لديه علم، فالجميع اصبح يستخدمها بما يهوى له، باستثناء من يرتبط عمله بها او من يقدم من خلالها محتوى مُفيد.
فيما يبدو ان البعض كان يصيبه الكبت بل الغالبية العُظمى، تحكُم السنتهم اغلال وقيود لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية وانطلاق، ربما احتراما لبعض العادات والتقاليد التي سادت مجتمعاتنا العربية منذ القدم، او بعض القوانين التي وضعتها الدول للحد من انتشار العنف او الرذائل وما شابه، مما قيد حرية التعبير عن الرأي، ولكن احيانا يكون القيد كابح لجماح الفرس.
ما نراه على مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي، من سلبيات فاقت كل الحدود الدينية والأعراف الإجتماعية، فعلى سبيل المثال، منصة يوتيوب والتي أُنشأت خصيصا لتقديم محتوى تعليمي في شتى مناحي ومجالات الحياة من خلال اشخاص بهدف تقديم المعلومة للمشاهد في شكل سلس يسهُل عليه استيعابها، فهو من اسرع وأسهل الوسائل التي يُمكننا الوصول بها الى اكبر عدد من المُتابعين وجميع الفئات العمرية لتوصيل محتوى، ولكن البعض حول اليوتيوب الى نافذة يُمكنك ان تطل منها على كل ماهو قبيح، كتقديم بعض المحتويات المُخلة بالآداب العامة او العنيفة، ناهيك عن التعدي على بعض المؤلفات للأشخاص، واختراق خصوصية الاخرين.
والتيك توك التطبيق الاكثر رواجا وانتشارا بين الشباب والاطفال، والعاطلين لتقديم كل ماهو تافهه وسخيف ومُضلل ومُدمر للعقول، دون ضابط او مراقب لهذه المنصات والمواقع، التي اخترقت حياتنا رغما عنا، ففي وقت مشاهدتك فيلم تعليمي او محتوى هادف، تظهر امامك ورغما عنك إعلانات هذه المحتويات.
اما التطبيقات الاخرى كالفيسبوك والماسنجر والواتساب والانستجرام ولينكد ان، اصبحت منصات للرأي سواء كانت آراء هادفة ومسؤولة على أسس مدروسة، وفرصة جيدة للتعرف على اصدقاء واشخاص جُدد ومتابعة الاحداث بشكل فوري، وفرصة لظهور مواهب مدفونة، وعلى النقيض من ذلك بعض الاشخاص يدعون من خلالها  الى التطرف والعنف، والدعوة الى إقامة علاقات مشبوهة غير مشروعة بين مُستخدميها.
والتفكك الاسري الذي ساد اغلب الأُسر، فترى كل فرد من أفراد الاسرة منطوي على نفسه متقوقع امام شاشة هاتفه، في عالم آخر غير مبالي بمن حوله لتُصبح مواقع تفكك اجتماعي، فهي من الاشياء التي اندرجت تحت مسمى الإدمان، لما لها من تأثير سئ  لإهدار الوقت والجهد دون جدوى، ناهيك عن  جلب المكاسب بطُرق غير شرعية، واختراق خصوصيات الأخرين بتطبيقات الهاكر التي انتشرت مؤخرا، لابتزاز الاشخاص والمؤسسات، وتقديم محتويات غير مجدية على الإطلاق لتضليل العقول وهدمها، خاصة ان اغلب مستخدمي هذه المنصات هم الاطفال والشباب.
حتى اصبحنا نعتمد عليها اغلب الوقت في العمل والدراسة، والبيع والشراء، فمواقع التواصل الاجتماعي برمتها باتت بمثابة مدرسة كبيرة  يتعلم منها الجميع، ومُستخدميها هم المُعلمون سواء كان غير متخصص يُبدي رأيه فيما لا يعنيه، او متخصص ينتفع الناس بعلمه من خلال المنصات والمواقع الاليكترونية.