الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيئة سياسية وأمنية صعبة

الانتخابات الإثيوبية والمصير المجهول| الأمم المتحدة تحذر من العنف وآبي أحمد يصر

آبي أحمد رئيس الحكومة
آبي أحمد رئيس الحكومة الإثيوبية

يستعد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لـ الانتخابات البرلمانية الإثيوبية المزمع انعقادها غدا الاثنين، ولا يهمه إذا ما كانت ستجرى بالدم أو بالنار، على حساب شعبه وسمعة بلاده، المهم هو المكسب والاستمرار في الحكم حتى وإن كان هذا بدون رغبة الكثيرين من أبناء بني جلدته.

أبي أحمد لا يزال مصرا على تجاهل كل الأزمات الداخلية التي تعيشها إثيوبيا وتكاد تعصف باستقرارها بل وتهدد أمن المنطقة بأكملها، ويصر على إجراء الانتخابات البرلمانية ضاربا عرض الحائط بكل النداءات الدولية ومتجاوزا الرفض الكبير لسياساته ولاستمراره في الحكم مما أدى لتفاقم الأوضاع وتفجيرها خاصة في إقليم تجراي شمالي البلاد.

تفاقم الأوضاع داخليا الذي يصر آبي أحمد على تجاهله كان سببا في عدم إجراء الانتخابات الإثيوبية في حوالي 4 دوائر انتخابية إضافة إلى إقليم تيجراي، حيث يشهد الإقليم وضعا إنسانيا مأساويا بسبب ما ترتكبه حكومة آبي أحمد من انتهاكات وتجاوزات بحق سكان الإقليم.

بيئة سياسية وأمنية صعبة 

أصدر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بيانا السبت، يحذر فيه من العنف المحتمل حول الانتخابات في إثيوبيا المقرر إجراؤها غدا الاثنين 21 يونيو.

وكتب دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة "يدعو جميع أصحاب المصلحة إلى الامتناع عن أي أعمال عنف أو تحريض" و"يشجع القادة والمشاركين في الانتخابات على تعزيز التماسك الاجتماعي ورفض خطاب الكراهية".

وتجرى الانتخابات الإثيوبية في بيئة سياسية وأمنية صعبة، حيث أثارت حالات العنف الطائفي والتفاوت الاقتصادي والحرب المستمرة في إقليم تيجراي مخاوف بشأن إمكانية إجراء انتخابات آمنة ونزيهة.

وقال أكثر من خُمس الدوائر الانتخابية البرلمانية، إنهم لن يصوتوا لأسباب مختلفة، بما في ذلك القضايا اللوجستية، والعنف على مستوى منخفض، والحرب في تيغراي.

ستكون الانتخابات المقبلة هي الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد منذ توليه منصبه في 2018. على الرغم من الشكوك الواسعة في أن البلاد يمكن أن تجري انتخابات سلمية ونزيهة، يواصل أحمد التأكيد على ضمان أن تُجرى انتخابات نزيهة للجميع.

ونقل عن آبي أحمد قوله خلال حملته الانتخابية في مدينة غيما الغربية: "العالم كله يقول إننا سنقاتل، لكننا سنظهرها بشكل مختلف".

أبي أحمد وتفصيل الانتخابات 

قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشؤون الإفريقية، إن سيناريوهات خسارة آبي أحمد في الانتخابات البرلمانية الإثيوبية تكاد تكون منعدمة، وذلك لأن حزب الإزدهار برئاسة آبي أحمد يقود الاستحقاق الانتخابي بشكل فردي عن طريق مجموعة من الإجراءات التي حسمت الانتخابات لصالحه قبل بدئها.

 

حرمان الأقاليم المعارضة من المشاركة

وأوضح عبد الكريم خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أبرز تلك الإجراءات هو عدم وجود تصويت في أكثر من 20% من الدوائر الإنتخابية، والتي تشكل معقل المعارضة مثل الإقليم الصومالي، وإقليم أوروميا، والذي يشكل ثلث سكان إثيوبيا، واقتصار التصويت فقط على إقليم الأمهرة وإقليم الشعوب الجنوبية والأقاليم الموالية لآبي أحمد.


الانتخابات الإثيوبية وموقف المعارضة 

وتابع "من المتوقع وجود رفض واسع بين الأطراف المعارضة، لاستمرار هيمنة آبي أحمد على السلطة، لمنعه عدد كبير من المناطق والفئات الإثيوبية من المشاركة في الانتخابات"، ضيفا "قد تظهر بعد الانتخابات أصوات تطالب بإجراء حوار شامل بين قوى المعارضة وآبي أحمد بوساطة دولية.


استمرار الوضع في إقليم تيجراي

وأكد عبد الكريم، أنه من المتوقع بعد فوز آبي أحمد، أن تستمر الأوضاع الصعبة في إقليم تيجراي، إلا في حالة التنسيق الدولي بين الحكومة الأثيوبية والمعارضة، برعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة الأوضاع داخل الإقليم، خاصة لأنه من المعروف عن رئيس الوزراء الأثيوبي أنه شخصية ديكتاتورية.

ولفت "الاهتمام الدولي بما يحدث في إقليم تيجراي لا يأتي من منطلق أنها أزمة إنسانية أو نوع من أنواع التطهير العرقي، وإنما سبب الاهتمام الأكبر هو وقوع الإقليم في منطقة بالغة الحساسية والأهمية بين إريتريا والسودان وجيبوتي".

 

المصالح الأمريكية مع أثيوبيا

ولفت عبد الكريم، أن الولايات المتحدة مستعدة لقبول فوز آبي أحمد رغم العقوبات المفروضة على بعض الدبلوماسيين الأثيوبيين، وذلك طبقا لبيان الخارجية الأمريكية في 11 يونيو الجاري، مؤكدا أن أثيوبيا تلعب دورا مهما بالنسبة لأمريكا، وأن استقرارها الإقليمي يخدم المصالح الأمنية لـ واشنطن والدول الغربية في منطقة القرن الأفريقي منذ أكثر من 100 عام.


المتنافسون في انتخابات إثيوبيا

ومن المقرر أن تنعقد الانتخابات البرلمانية العامة في إثيوبيا غدا الاثنين، لاختيار 547 عضوا للبرلمان الأثيوبي ومجالس الولايات الإقليمية، ويبلغ عدد الأحزاب المتنافسة في هذا الاستحقاق الانتخابي نحو 46 حزبا سياسيا ، سجلوا مرشحيهم للمشاركة بعدد بلغ 9327 مرشحا بينهم 1976 من النساء.

 

الانتخابات الأولى في عهد آبي أحمد

وتعد الانتخابات البرلمانية الإثيوبية الأولى في عهد آبي أحمد الذي تولى المنصب في 2018، والسادسة للبلاد منذ اعتماد الدستور الحالي عام 1994، وبموجبه أجريت أول انتخابات في مايو 1995 .

 

تأجيل الانتخابات البرلمانية لأكثر من مرة

كانت قد قررت الحكومة الأثيوبية تأجيل الانتخابات البرلمانية مايو الماضي للمرة الثانية، (الاولى كانت في أغسطس 2020 بسبب جائحة كورونا) وحددت لها 5 يونيو، وعادت لـ تؤجلها مرة أخرى لـ تعقد غدا الاثنين 21 يونيو الجاري، بعد إعلان بعض أحزاب المعارضة أنها لن تشارك في الانتخابات، رفضًا للصراع الدائر في إقليم تيجراي والذي يحول دون تصويت أهالي الإقليم.


أزمة تيجراي وتفاقم الأوضاع الإنسانية 

كانت الحكومة الإثيوبية قد بدأت عملية عسكرية ضد إقليم تيجراي، في نوفمبر الماضي؛ لنزع سلاح "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، لكن الحملة توسعت، واستهدفت المدنيين خاصة  النساء والأطفال، وارتكبت انتهاكات حقوقية وجرائم حرب بحق سكان الإقليم ومنعت وصول أطقم الإغاثة.

 

تنديد عالمي وتحذير من كارثة إنسانية

وحذرت الأمم المتحدة، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، من خطر انتقال المجاعة التي يعاني منها مئات الآلاف في إقليم تيجراي الإثيوبي، لـ تنتشر في أنحاء أخرى من إثيوبيا؛ ما يهدد حياة الملايين.

وفرضت الحكومة الأمريكية، قيودا واسعة النطاق على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا جراء الأوضاع في إقليم تجراي، كما حظرت منح تأشيرات لمسؤولين إثيوبيين حاليين أو سابقين وكذلك مسؤولين بالحكومة الإريترية على صلة بالأزمة في تيجراي سواء بالمشاركة المباشرة أو إعاقة وصول المساعدات.

وطالب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى الجياع في منطقة إقليم تيجراي التي مزقتها الحرب في شمال إثيوبيا.

وتسبب الصراع الذي شنته الحكومة في أديس أبابا على الإقليم الشمالي في مقتل آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من 2 مليون شخص من منازلهم إلى المناطق الجبلية.