الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل التدين مسئولية اجتماعية ؟ علي جمعة يوضح

التدين مسئولية اجتماعية
التدين مسئولية اجتماعية

هل التدين مسئولية اجتماعية ؟  سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.

وقال الدكتور علي جمعة ردا على السؤال: النعم التدين مسئولية اجتماعية، ونحن أمرنا  بالنصيحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة”.

وأضاف علي جمعة خلال برنامج “والله أعلم” المذاع على cbc، أن النصيحة تكون ما بين الرجل وزوجته والزوجة وزوجها والأخ مع أخيه، اذا فهي واردة، قال تعالى “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا”، والقول الحسن هو النصيحة.

الفرق بين النصيحة والفضيحة

وأشار علي جمعة، إلى أن الفرق بين النصيحة والفضيحة هو أن النصيحة تخرج من القلب وما خرج من القلب وصل إلى القلب ، وليس من العين بمراقبة الناس لأن الله تعالى لم يرسلنا وكلاء عليهم حتى نتحرى عنهم وعن أفعالهم وعن نيتهم ونقيم لهم محاكم التفتيش في النوايا والألفاظ فلابد أن تخرج النصيحة من القلب، وألا يكون فيها نوع من التعالي ويظهر ذلك من نبرة الصوت والحديث ولا تكون أمام الملأ وتكون بينك وبين الشخص الذي تنصحه.

وأضاف جمعة في لقاء له ، ردًا على سؤال أحد المتواجدين بمجلس العلم يقول "هناك بعض الناس يخطئون ولا يقبلون النصيحة"، أننا لابد من نصيحة الناس ولكن بشكل نفرق فيه بين النصيحة والفضيحة أثناء النصح.

الفرق بين النصيحة والأمر
أكد الداعية الإسلامي، تامر مطر، إن هناك أزمة عند كثير من الناس تكمن فى عدم التفرقة بين النصيحة والأمر، منوها أنه لابد على الناصح عند توجيه النصيحة لأحد ما، أن يظهر الابتسامة والحرص والحب على تقويم من أمامه.

وقال مطر، فى برنامجه على الفضائية المصرية "طريق الحياة"، إن النصيحة كانت من صفات الأنبياء لقوله تعالى (فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) فهذا كان حديث الأنبياء مع معظم الناس فى أقوامهم.

 

التدين مظهر من مظاهر فهم الدين

قال الدكتور شوقي علام مفتى الديار المصرية، إن التدين مظهر من مظاهر فهم الدين والنص الشرعي.


وأضاف علام خلال حواره مع برنامج "نظرة"، المذاع عبر قناة "صدى البلد" تقديم الاعلامى حمدى رزق، إذا كان الفهم للنص الشرعي فهما رشيدا؛ كان التدين رشيدا، وإن كان فهم النص الشرعي سقيما؛ تحدث إشكالية فى التدين.

وأشار مفتى الديار المصرية، إلى أن التدين المصري وصل لأعماق القلوب، ويتميز بملامح عدة، حيث بداية من الجوهر، وعدم وقوفه أمام الشكل.

التدين الشكلي


ونوه شوقي علام، إن أخطر المشاكل التي تواجه الشباب اليوم هو التدين الظاهري والشكلي؛ حيث يتم إغراؤهم بالشكل دون تعمق في الدين.

وأضاف علام "عندما ننظر في القرآن الكريم والسنة المطهرة وفي مسلك الرسول الأمين والصحابة الكرام نلحظ أن التركيز إنما يكون على القلب أولًا، وهذا ليس غريبًا على الإسلام فهذا ملاحظ في تعاملات الصحابة (رضوان الله عليهم) مع الرسول صلى الله عليه وسلم فنجد عناصر الروح والمشاعر والوجدان حاضرة في معالجة القضايا، ولذا فالإسلام يركِّز على ما في داخل الإنسان من اطمئنان القلب كما يقول الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}".

وأوضح أن اهتمام الإسلام بالقلب يعطي انطباعًا راسخًا أنه يهتم بالجوهر أولًا، أما الظاهر والشكل إنما هو ترجمة عما وقر في القلب، فالمظهر ينبغي أن يكون متوافقًا مع ما استقر في النفس أما إذا كان التدين منفصلًا عن الجوهر فإنما يعبر عن خلل.

ولفت علام النظر إلى أن الإحسان أعلى العبادات مكانةً، وأعظمها شأنًا وهي عبادة المراقبة لله عز وجل سرًّا وعلانية، وهو مقام رفيع حرص القرآن على غرسه في نفوس المسلمين كثيرًا وأكده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه مع سيدنا جِبْرِيل عليه السلام الذي علَّم فيه المسلمين دينهم؛ فكان التركيز على الرقابة الداخلية من إيمان وإحسان.

وعن الحكم على البعض بأنهم أكثر إيمانًا وتقوى من حيث الظاهر، أوضح مفتي الجمهورية أن هذا أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو الذي يتولى السرائر وكما جاء في القاعدة الأصولية "الأمور بمقاصدها" أو كما جاء في الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات".

وأشار المفتي إلى أن الإسلام أتى ليربي الإنسان حتى ينطلق من خلال هذه التربية الحقيقية إلى عمران هذا الكون وأداء دوره في الحياة باعتباره خليفة الله في الأرض، وذلك يقتضي عبادة ومعرفة الله عز وجل؛ وهذا لا يكون إلا في إنسان متكامل من الناحية النفسية وعمل القلب.

وأوضح أن ازدهار الحضارة الإسلامية في العصور الزاهرة كان ببناء الإنسان وهو مطلب شرعي دعا إليه الإسلام وأكدته المسيرة المباركة للنبي الأمين والصحابة الكرام وهذا واضح جلي في عشق الصحابة للامتثال للأحكام؛ فالأخبار الواردة في كيفية استجابتهم لتحريم الخمر خير دليل على ذلك، وهذا نابع من ارتباط الجوهر بالشكل عندهم.

وشدد على أن بناء الإنسان يكون من خلال تفعيل الدور الرقابي على نفسه واستجابته للقوانين، وبرغم تفرد الحضارة الغربية به الآن، إلا أن الإسلام كان له الريادة فيه.

واختتم قائلًا: "ما أحوجنا لإعادة تفعيل الدور الرقابي دون الخوف من العقوبة، ولكن لعشق واحترام القوانين، حيث إن كل الإشكالات الحاصلة عندنا الآن بسبب غياب الوعي الإيماني الذي كان عند الصحابة الكرام، وبسبب غلبة النظرة الشكلية على الجوهر، ولرغبة البعض البحث عن طرق للتحايل على القوانين والشرائع".