الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: لذة التسامح

صدى البلد

يصنف الإنسان نفسه بقائمة أذكى المخلوقات، ويجد نفسه أنه أفضل من بقية المخلوقات,وهو شعور طبيعى لسبب بسيط أننا نعتقد أننا نفهم أكثر,ولكن رغم فهمنا للأمور نرتكب أكبر الحماقات,حيث تعد مشاعر الكبرياء وعزة النفس, والغرور والكره من المشاعر التى لوثت طبيعتنا النقية,فالكل ينظر إلى النفس البشرية على أنها بذرة  طيبة, ولكنها تلوثت أو تلونت أو تغيرت مع الأيام,ويشكل كبرياء الإنسان مشقة كبيرة فى تعامله مع الحياة والآخرين.

كبرياؤنا يجعلنا لانتفق مع آراء الآخرين,وهو نفسه الذى يجعلنا ننبذ أناسا فقط لأننا لانتشارك معهم بالرأى,وهو الذى يجعلنا نكابر رغم استيعابنا لأخطائنا,ويمنعنا من أن ننحنى أسفا حينما نخطىء,وساهمت هويتنا العربية بتعزيز شعور الكرامة والكبرياء إلى حد بات الغرور يتسلل إلى طباعنا دون أن نعرف,فنخطىء,وننكر أخطاءنا,ونؤلم الغير ونتظاهر بأننا لم نفعل شيئا,ونتجادل كثيرا ونصر على أننا الأصح.لم نتعلم كيف ننصت وكيف نحب,وكيف نتقبل بعضنا دون مشقة الحوار والجدال العقيم والكلام دون الإنصات.

لم نتعلم التسامح بحق كما حدثنا ديننا الحنيف,وانصب الدين عندنا على مظاهره فقط دون جوهره,متناسين أهم وأبسط تعاليمه:التسامح والأمانة واحترام الديانات الأخرى دون كره,ودون بغضة, ودون افتراضات مسبقة  بتكفير الآخر. مشاعر الكره والكبرياء والتمسك بالرأى دون القدرة على التعرف على الآخر أخرتنا كثيرا,وشغلتنا كثيرا,حتى بتنا صورة لشعوب دمرت نفسها بوساوس الدين والمعتقدات الاجتماعية والتقاليد العقيمة,فلم نتعلم كيف نحب؟ولم نتعلم ماالتسامح؟

التسامح هو أن نحب بعضنا رغم عيوبنا,لاأن نطلب التغيير فقط لإرضاء كبرياء أو غرور,والتسامح هو أن أكتب مقالة كهذه دون أن أتوقع أن هناك أشخاصا سيطلقون عنى أحكاما مسبقة,ولربما سيكرهوننى فقط لأننى أختلف معهم,والتسامح هو أن أسمعك دون أن أكرهك لأنك تختلف عنى.

بالحب والتسامح تسمو نفوسنا وتخلو من المشاعر البغيضة,وترتقى إلى أفق أجمل يجعل من حياتك سماء صافية لاتنتظر منها سوى أن تسقى روحك بمطر الحب والمودة والسلام الذى طالما اشتقنا إليه ولم نعشه حتى الآن.

قال تعالى:"وأن تغفوا أقرب للتقوى"هكذا هو نص الآية فى القرآن الكريم,أى أن العفو يقربنا من التقوى,ولايوجد ماهو أسمى من ذلك,حيث ثبت علميا أن أغلب الشخصيات التى تعانى اضطرابات نفسية وتعانى القلق المزمن والغضب هى تلك التى لاتعرف لذة التسامح ونسيان الإساءة.

بعد يونيو 2013 اختارت مصر أن تنتهج فى سياستها الخارجية نهجا مستقلا فى عالم يموج بالصراعات والنزاعات المختلفة والمتنوعة, لايقبل بتدخل أحد فى شئونها مثلما لاتتدخل هى فى شئون أحد, لا تقدم علاقة مع دولة على حساب دولة أو دول أخرى,  إنما تحافظ على علاقات طيبة وقوية إن أمكن مع الجميع, وبما يخدم مصالحنا وأمننا القومى,ويصون استقلالنا ويحمى كيان دولتنا الوطنية ويحافظ على هويتنا, ولا يجرنا إلى صراعات لاناقة لنا فيها ولاجمل,من شأنها أن تلحق الضرر والأذى بنا, وهذا ما تطبقه مصر حاليا في سياستها الخارجية بوضوح وبدون مناورات أو إدعاءات مثلما اعتادت بعض الدول أن تفعل, وهو ما يزيد من نطاق ومدة النزاعات والصراعات فى العالم ويعطل تحقيق السلم والأمن الدوليين.إنها تمد يدها بصدق للجميع, راغبة فى التعاون الحقيقي والسليم والنظيف, ولكنها ليست مستعدة لأن تمد يدها أبدا لمن يتآمرون عليها أو يضمرون لها شرا,وأيضا لمن يريدون استخدامنا فى صراعاتهم أو لتحقيق مصالحهم هم التى تتعارض مع مصالحنا أو تضر بأمننا القومى.

  • يوم السبت المقبل 26يونيو وقعت أحداث من المهم أن نتذكرها, ففى هذا اليوم عام1879 تم خلع الخديوى اسماعيل عن حكم مصر وتعيين توفيق, وفى عام 1892ولدت الروائية والأديبة الأمريكية بيرل بك, وفى 1945تم توقيع ميثاق تأسيس الأمم المتحدة بسان فرانسيسكو, وفى 1960أعلن استقلال مدغشقر باسم مالاجاشى, وفى 1977أعلن استقلال جيبوتى (الصومال الفرنسى),وفى 1995 نجا الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك من محاولة اغتيال فى أديس أبابا, وفى 1998توفى عالم الفلك المصرى محمد جمال الدين الفندى عن 85عاما.
  • فى عام 1940 وقف على ماهر باشا رئيس وزراء مصر أمام البرلمان,معلنا أن مصر سوف تقوم بتقديم المعونة إلى بريطانيا!.فى هذا العام. ولد الشاعر الفذ أمل دنقل فى 23يونيو, لكن حين رحل- قبل أن يكمل عامه الثالث والأربعين- كانت مصر تنتظر حظها من المعونة التى تأتى لها من أمريكا,لكن البعض كان يردد ماقاله أمل:"لا تصالح ولو منحوك الذهب", ولا أحد يتصور أن هذه القصيدة الأشهر فى تاريخ أمل دنقل قد كتبها فى نوفمبر من عام 1976,أى قبل أن يعلن الرئيس انور السادات عن نياته فى الذهاب إلى إسرائيل,كأنه كان يقرأ الطالع السياسى للرئيس, لذلك لو أن هناك شاعرا واحدا ملهما لكان – بلا جدال أونقاش – أمل دنقل.
  • من الأخبار الغريبة والتى قرأتها خلال الأسبوع الماضى ولاتصدق أنه فى عام2014 تم سرقة قطعة ملابس داخلية من متحف ببروكسل كان عمدة المدينة قد تبرع بها للمتحف!,وأنه فى وسط هونج كونج تم بيع مكان لركن سيارة واحدة بمليون دولار,فياترى هل يمكن أن يحدث هذا فى مصر؟!,وان جامعة واشنطن تستخدم الكلاب لشم رائحة الحيتان عندما تخرج إلى سطح الماء للتنفس!,وانك إذا ركزت قليلا فيمكنك التمييز بين الماء الساخن والبارد من صوت صب الماء بالكوب بسبب درجة اللزوجة! 
  •  يوم السبت المقبل تمر19  عاما عل رحيل المطرب الكبير محرم فؤاد، الذى ولد في 24 يونيو1931وتوفى فى 27يونيو 2002 بعد أن ترك 900 أغنية و13 فيلما أشهرها "حسن ونعيمة" الذى كان نقطة انطلاقة مع بطلته سعاد حسنى فى أول إطلالة لهما على الشاشة الفضية.إنها مسيرة من النجاح والإبداع تستحق أن نتذكره طويلا.